دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى «تجديد لغة الثورة»، وحض الفصائل المتناحرة على تجنّب «مواجهة» قبل انتخابات مجلسَي خبراء القيادة والشورى (البرلمان) المرتقبة في 26 الشهر الجاري.
تصريحات روحاني وردت أثناء إحياء الذكرى الـ37 للثورة في إيران، عبر مسيرات في طهران ومدن أخرى، رُدِّدت خلالها شعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، ورُفعت لافتات كُتب عليها «الموت لأميركا» و «الموت لإسرائيل». وأدى متظاهرون مشهداً يستعيد وقائع احتجاز إيران 10 بحارة أميركيين في الخليج الشهر الماضي ثم إطلاقهم، علماً أن التلفزيون الإيراني بثّ الأربعاء شريط فيديو لبحارة يبكون خلال احتجازهم.
وعرضت السلطات أسلحة خلال المسيرات، بينها صاروخ «عماد» الباليستي الذي التقط متظاهرون صور «سيلفي» أمامه، وطائرة استطلاع من طراز «شاهد» استُخدمت في التحليق فوق حاملة طائرات أميركية في الخليج أخيراً، وتصويرها.
وشاركت شخصيات إيرانية بارزة في المسيرات، بينها روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، إضافة إلى قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني.
وأفادت وكالة «تسنيم» المحسوبة على «الحرس»، بأن مشاركين في المسيرات هتفوا «هاشمي هاشمي، البصيرة البصيرة»، بعدما رأوا أن 200 شخص كانوا يرافقون رفسنجاني لـ «حمايته»، يطلقون شعارات داعمة له.
وكان لافتاً أن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني تطرّق خلال المسيرات إلى إطلاق طهران وواشنطن سجناء أخيراً، قائلاً: «خلال المحادثات لتبادل السجناء، وجّه الجمهوريون المعارضون للإدارة الأميركية، ويدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان، رسالة تطلب منا الامتناع عن إطلاق (السجناء الأميركيين)، وتأجيل ذلك إلى عشية الانتخابات الأميركية (المرتقبة الخريف المقبل)، لكننا عملنا وفق إرادتنا المستقلة».
إلى ذلك، شبّه روحاني المسيرات في طهران أمس بـ «اللحظات الأولى لانتصار الثورة»، مشيراً إلى أن «الشعب ما زال متمسكاً بأهدافه». وأضاف: «بعد نحو أربعة عقود على انتصار الثورة، شعرت الدول المتغطرسة أن الشعب الإيراني العظيم لن يخضع لأي ضغط أو تهديد. نصرنا النووي أظهر للعالم أن الإيرانيين قادرون على الفوز في أي معركة، بما في ذلك الديبلوماسية».
وتابع أمام متظاهرين في ساحة «آزادي» (الحرية) في طهران: «الأصوليون والإصلاحيون والمعتدلون الحقيقيون، هم جميعاً ثوريون، والثوري هو المؤمن بالتسامح والمرونة. لا فجوة بين الثورة والإصلاح، وعلينا تجديد لغة الثورة».
وحض روحاني «الفصائل السياسية» على «النأي عن مواجهة»، وزاد: «نحتاج الآن إلى توافق في الآراء. سنقول لا للذين لا يحترمون القانون، ويسعون إلى مواجهة. تصويتنا (في الانتخابات) سيكون تصويت أمل وحكمة والدفاع عن حقوق الشعب وإعمار البلاد على أساس الحوار».
إلى ذلك، اعتبر الجنرال يحيى رحيم صفوي، مستشار الشؤون العسكرية لمرشد الجمهورية علي خامنئي، أن «التحالف بين إيران وروسيا والعراق وسورية وحزب الله يمضي نحو النصر»، وزاد: «على الأميركيين أن يعلموا أن قوة الثورة (الإيرانية) هي التي تقرّر مصير المنطقة، لمصلحة المقاومة الإسلامية». وتابع: «لو لم نساعد في القضاء على الإرهابيين التكفيريين في العراق وسورية، لتواجدوا على حدودنا الشرقية والغربية».