كشفت أوساط غربية شاركت في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا في مدينة ميونيخ عدم التوصل الى وقف فوري للقصف الروسي، فيما أفادت ان البيان الختامي يتضمن اشارة واضحة الى وقف الاعمال العدائية خلال الايام المقبلة من غير ان يشمل ذلك المناطق التي تسيطر عليها المجموعات التي تصنفها الامم المتحدة ارهابية. ويبدو ذلك واحدة من القنابل الموقوتة التي يمكن ان تنفجر في أي لحظة لدى العمل على تطبيق هذا التفاهم، وخصوصاً في غياب أي تفاهم دولي على لائحة موحدة للارهاب، وتخشى المعارضة السورية أن تستغل القوات النظامية عدم شمول الاتفاق وقف النار مع المجموعات الارهابية لتهاجم القوات "المعتدلة".
وعلم ان تفاهماً تم على فتح ممرات انسانية نحو المدن المحاصرة، وفي هذا الاطار اتفق على وضع لائحة بالمدن التي يحاصرها الطرفان ليصار الى مساعدتها إما من طريق الجو (دير الزور) وإما من طريق فتح الممرات كالمدن التي تحاصرها قوات النظام.
ونقلت "رويترز" عن ديبلوماسيين ان المجموعة الدولية لدعم سوريا قد أعدت خطة من ثلاث نقاط لحل الازمة السورية تتضمن وصول المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة ووقفاً للنار ومعاودة محادثات السلام.
ولم يكن منتظراً من مؤتمر ميونيخ للمجموعة الدولية لدعم سوريا سوى نتائج الحد الادنى من أجل اعادة اطلاق عجلة "جنيف3" المعلقة، ولم يتمكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا من اخفاء ملامح الخوف من الفشل عندما قال في دردشة مع "النهار" إنه "مصمم على مواصلة جهوده" لدى طرح السؤال قبل بدء اللقاء عما اذا كان متفائلاً باجتماع وزراء الخارجية لـ 17 دولة وثلاث منظمات دولية هي الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي.
ولم تكن المواقف المعلنة التي سبقت انعقاد الاجتماع تحمل ما يشجع على احداث نقلة نوعية في الازمة السورية بعد التغييرات الميدانية في الشمال السوري، وجاءت مبادرة موسكو "وقف اطلاق النار مطلع آذار المقبل" لتزيد ضبابية المشهد، فالاميركيون تلقفوا المبادرة لكنهم طالبوا ببدء مفعولها مباشرة، فيما رأت بينما الدول التي تدعم المعارضة السورية مباشرة، أي تركيا والسعودية، وسيلة "لمواصلة الحرب بأساليب مختلفة". وبعد لقاء في فندق "هيلتون" بوسط ميونيخ جمع وفداً من المعارضة السورية برئاسة رياض حجاب ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وقبله لقاء مع وزير الخارجية الايران جون كيري الذي التقى أيضاً نظيره الروسي سيرغي لافروف، خرج حجاب ليعلن امام الصحافيين "أننا نتحدث عن وقف للقصف الروسي وليس عن وقف للنار"، أما وقف النار "فنتحدث عنه بعد خروج (الرئيس السوري بشار) الاسد ومعه الميليشات الخارجية التي تحارب الى جانبه وبعد تشكيل هيئة حكم انتقالية".
وبدا كلام وزير الخارجية الالماني فرانك- فالتر شتاينماير الاقرب الى واقع الامور، اذ اعلن قبل اللقاء أنه "من غير الواضح ما إذا كان التوصل الى اتفاق لوقف النار ممكناً، و"سنحاول تحقيق ما لم يتحقق حتى الآن وخصوصاً تحسين إيصال المساعدات للمحاصرين في سوريا وربط ذلك بخطوات أولى لتقليل أعمال العنف بشكل ملموس".
واتهمت الولايات المتحدة روسيا بـ"تأجيج" النزاع في سوريا بالدعم العسكري لقوات النظام. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر "انه الدعم الروسي لنظام الاسد في الاشهر الاخيرة، وفي الاونة الاخيرة خلال حصار حلب، الذي أجج النزاع وصعده".
وندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشدة بالدعوات الدولية لفتح الحدود التركية امام عشرات الآلاف من النازحين السوريين. وقال اردوغان: "ان كلمة أغبياء ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنوا ان الطائرات والحافلات موجودة هنا من دون سبب. سنقوم بما يلزم".
وصرّح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للتلفزيون الفرنسي:"علينا التحرك ليتنحى بشار الاسد عن السلطة. وهوي رتكب حاليا بمساعدة الروس مجزرة في حق قسم من شعبه وان يكن يتحرك أيضاً ضد عدد من الارهابيين"، مضيفاً: "أطالب بوقف كل العمليات الروسية".
الوضع الميداني
ميدانياً، باتت قوات النظام السوري على مشارف مدينة تل رفعت، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، حيث يخوض الطرفان اشتباكات على مسافة ثلاثة كيلومترات منها.
من جهة اخرى، القت طائرات شحن روسية مساعدات غذائية فوق الاحياء التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في مدينة دير الزور في شرق البلاد والتي يحاصرها تنظيم الدولة الاسلامية .
واعلنت روسيا انها نفذت 510 طلعات جوية لضرب 1888 "هدفاً ارهابياً" بين الرابع والحادي عشر من شباط ، مؤكدة انها قتلت اثنين من قادة المعارضة في محافظة حلب.