يبدو أن المشهد واحد بين إيران وحزب الله في لبنان، هو المشهد الذي تبنى عليه الديمقراطية المنقوصة المرتبطة بمجموعة مباديء ومصالح لا تمت إلى الديمقراطية بصلة.
فالمشهد الذي نراه في إيران اليوم في خضم التحضير لانتخابات مجلس الخبراء ينسحب على المشهد اللبناني بعنوان الديمقراطية المزيفة، فبين استبعاد المرشحين في إيران عن المشاركة في انتخابات مجلس الخبراء، وسياسة التعطيل المعتمدة من قبل حزب الله في لبنان في الملف الرئاسي، نجد أن الشبه واحد لديمقراطية السطوة والإملاءات، ولديمقراطية التحكم عن بعد بمسارات الحياة السياسية في البلاد .
في المشهد الإيراني يستقبل حسن الخميني القادة الإيرانيين في ذكرى انتصار الثورة أمام ضريح جده وهؤلاء القادة هم أنفسهم استبعدوه عن المشاركة في انتخابات مجلس الخبراء في مؤشر واضح عن سياسة التناقض والإنفصام التي تتحكم بالسطلة الدينية في البلاد.
هاشمي رفسنجاني صقر من صقور الثورة وأبرز القادة الإيرانيين رفع الصوت عاليا ليقول : من قرر انكم مؤهلون للحكم على الآخرين؟. لقد استبعدتم حفيد الامام الخميني وهو أكثر الأشخاص شبهاً بجدّه.
إن استبعاد حسن الخميني يمثل إصرار الزعامة الدينية المتشددة على التخلف لأن الخميني أكثر اعتدالا ووسطية وأبدى مؤخرا انفتاحا كبيرا على الشباب الإيراني ورغباته في التطوير والحرية .
لبنانيا، السياسة هي نفسها إذ تمضي الجلسة الــ 35 لانتخاب الرئيس كسابقاتها الى تأجيل جديد بفعل هذه الديمقراطية المزيفة التي يريدها حزب الله والتي دعى إليها السيد نصر الله في آخر خطاب له، إذ دعى إلى انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب فرصة ممكنة.
إن هذه الدعوة مغلفة بسطوة السيطرة على القرار وبسطوة الإمساك بالديمقراطية نفسها كي لا تخرج عما هو مطلوب من الأهداف الذاتية والمصلحية والنفعية لحزب الله، وبالتالي فإنها ديمقراطية التسويف والتأجيل التي باتت تهدد الكيان اللبناني كله والحياة السياسية كلها .
إن أوجه الشبه عديدة بين إيران وحزب الله في السياسة المحلية والخارجية وباتت ديمقراطية ولاية الفقيه تمعن في التعطيل في لبنان وتحد من رغبة التطوير والحرية في إيران، لدرجة إنعدام روح المسؤولية تجاه وطن أو شعب .