حذر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر أمس، من أن التهديد العالمي الذي يشكله تنظيم «داعش» لا يزال يتزايد، معتبراً أن «متطرفي الداخل يشكلون أكبر خطر على الولايات المتحدة».
وفي تقرير عرضه على لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي أمس، قال كلابر إن متطرفي الداخل الأميركي يشكلون «أكبر تهديد إرهابي». ورأى أن «المتطرفين الداخليين العنيفين» قد يتحركون بدافع من الهجمات التي تعرضت لها أهداف أميركية العام الماضي. وأشار إلى أنهم «يتأثرون بالإعلام المتطور للغاية» الذي يبثه «أفراد في الولايات المتحدة أو الخارج يتلقون تعليمات مباشرة وتوجيهات محددة من أعضاء أو قادة داعش».
وحذر من أن تهديد التنظيم يزداد بسبب توسعه في ليبيا. وقال إن «داعش أصبح التهديد الإرهابي الأبرز بسبب إقامته ما يصفه بالخلافة في سورية والعراق، وفروعه التي تظهر في دول أخرى وقدرته المتزايدة على التوجيه والإيحاء بشن هجمات ضد مجموعة واسعة من الأهداف في العالم». وأكد أن النظام السوري استخدم الكلور في هجمات على المعارضة في العامين 2014 و2015، مشيراً إلى أن النظام يتقدم في شمال البلاد وجنوبها.
غير أنه اعتبر أن إيران «تتصدر الدول الراعية للإرهاب»، لافتاً إلى أن طهران «وشريكها الإرهابي حزب الله لا يزالان يشكلان تهديداً إرهابياً مستمراً لمصالح الولايات المتحدة وشركائها حول العالم».
ورأى أن التهديدات التكنولوجية والمتعلقة بالإنترنت تمثل «التحدي الأكبر للأمن القومي الأميركي هذا العام». وأضاف أن «تعقيد شبكة الإنترنت المتزايد قد يزيد تعرض البنية الأساسية المدنية والأنظمة الحكومية للخطر».
ولم يستبعد كلابر العودة إلى شكل من أشكال «الحرب الباردة» بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال إن «عدداً كبيراً من الأعمال العدائية» من الروس حالياً للدفاع عن «وضعهم كقوة عظمى عالمية»، يمكن أن يستمر، «ويمكننا أن نجد أنفسنا من جديد في دوامة تشبه الحرب الباردة».
وفي نيويورك، حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان من الخطر الذي يشكله استمرار «داعش» في توسيع سيطرته على مناطق، وازدياد التنظيمات التي تعلن ولاءها له. ودعا فيلتمان خلال جلسة لمجلس الأمن كل الحكومات إلى تكثيف تبادل المعلومات في ما بينها بهدف منع «داعش» من الحصول على الموارد المالية التي تشكل تجارة النفط أبرز أشكالها، إضافة إلى «الضرائب وسرقة الآثار والفدية».
وقدّر أن التنظيم «جنّد نحو 30 ألفاً من المقاتلين الإرهابيين الأجانب من 100 دولة، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تشكل المنبر الأساس للتجنيد والتخطيط للعمليات الإرهابية التي ينفذها». وأشار إلى أن «الخلايا الصغيرة التابعة للتنظيم، إلى جانب المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين يسافرون من سورية والعراق، والتكنولوجيا المتطورة للتخطيط للهجمات، والقدرات المتقدمة في التدريب وتنفيذ الاعتداءات، كلها مجتمعة تشكل تحدياً معقداً في مواجهة التنظيم».