ظن الكثيرون مع توقيع الاتفاق الدولي – الايراني أن محور الممانعة بما يمثله من أذرع لطهران في المنطقة قد حقق الانتصار الموعود، مع تفرد الجمهورية الاسلامية بتقاسم الكعكة مع الاميركيين، ما سيدفع بالقوى التي ساهمت في تحقيق النصر الايراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان الى تسييل فائض قوتها في الحساب السياسي لبلدانها الام، وفي مقدمة هذه القوى حزب الله.
غير أن حسابات البيدر لم تنطبق وحسابات الحقل، مع انتقال واشنطن الى الهجوم، ومع نجاحها في "احتواء" طهران، بحسب ما يردد زوار واشنطن، الذين ينقلون تاكيدات عن مسؤولي الخارجية حول وجود اتفاق "تحت الطاولة" أميركي-روسي وروسي-اسرائيلي يقضي بتحجيم ايران، وبالتالي ضرب اداتها التنفيذية الاولى اي حزب الله، ليس عسكريا هذه المرة وانما اقتصاديا وامنيا، مستفيدة من جو الفتنة السنية – الشيعية والنزف الحاصل في بنية الحزب البشرية نتيجة حربه في سوريا.
وتردد أكثر من شخصية أميركية، ان ابرز درس استخلص من حرب تموز 2006، أن "الهزيمة" التي انزلها الصمود العسكري للحزب باسرائيل، كادت أن تتحول انتصارا لتل ابيب مع "النقمة" الشعبية التي سادت بيئة الحزب الحاضنة بعيد اعلان وقف العمليات الحربية، نتيجة الدمار الذي لحق بالقرى، وتأخر الدولة اللبنانية عن تسديد التعويضات، ما دفع بامين عام حزب الله الى الطلب من المعنيين في الحزب استخدام الاموال الموجودة في المخازن والتي قدرت يومها بما يفوق النصف مليار دولار، جرى ادخالها عبر صناديق عبر مطار رفيق الحريري الدولي.
تقول المعلومات أن فريقا اميركيا متخصصا من وكالة الاستخبارات الاميركية حضر يومها الى بيروت وقام بعملية متابعة دقيقة لقطع نقدية جرى توزيعها كمساعدات، حيث اوصلت التحقيقات، بعد سنوات من المتابعة، الى تحديد دقيق لمسار الاموال المكدسة "في بيت المال" ، وهي عبارة عن اموال سائلة، فضلا عن فرع لاحد البنوك اللبنانية ،وشركتي صيرفة وتحويل اموال ، يقوم الحزب باستخدامها لارسال الاموال من لبنان الى الخارج وليس العكس.
وبحسب التقرير النهائي الذي جرى رفعه الى المعنيين تحدثت المعلومات عن أن الكمية الاكبر من الدولارات مسحوبة من البنوك المركزية لدول في اميركا اللاتينية تسلمها حزب الله من كارتيلات المخدرات لقاء خدمات كثيرة، يتم نقلها عبر طائرات تابعة لأحدى شركات الشحن الاميركية الى ايران ومنها الى قاعدة عسكرية جنوب البصرة، قبل ان تنقل برا الى مطار بغداد، ومنه الى دمشق وبيروت ، على متن طائرات الشركة نفسها.
من هنا كان القرار الاساسي بقطع شريان الحياة المالي عصب حزب الله والذي يرجح ان تكون مفاعيله في ظل الحصار الذي ينتظر ان يشتمل على خطوات لاحقة الى الحاق أذى كاف قد يدفع في مرحلة لاحقة الى اضعاف الحزب كثيرا خاصة ان البنية المصرفية اللبنانية لن تكون قادرة على مواجهة القرار الاميركي.
لكن كيف سيرد الحزب؟ كل المعطيات تشير الى ان حارة حريك اتخذت قرارها بالمواجهة ،وهي كانت متحسبة في الاساس لهكذا اجراء ، وتردد شخصية محسوبة على قوى الثامن من آذار أن الحزب باشر بتطبيق سياسة تقشف واضحة انعكست على المؤسسات التي يدعمها، كما أنه يعمد حاليا الى تعزيز احتياطه النقدي، أما سياسيا فانه قرر التصعيد داخليا عبر اسقاط التسويات الحالية فارضا شروطه.
عليه ترجح المصادر ان المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا في الاجراءات الاقتصادية ضد الحزب في موازاة "تفعيل" العمل الامني، الذي اولى مؤشراته اصطياد سمير القنطار، حيث التسريبات عن فريق اميركي مختص موجود في بيروت لمتابعة تلك "الحرب" التي وضعت مهلة سنة لبدء ظهور نتائجها.
هكذا تتبعت السي.آي.إيه مسار أموال حزب الله
هكذا تتبعت السي.آي.إيه مسار أموال حزب...لبنان الجديد
NewLebanon
التعريفات:
|
عدد القراء:
1970
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro