لم تكن الهمروجة الإعلامية التي لجأ إليها حزب الله حول معارك حلب وتحرير بعض القرى، سوى دعاية إعلامية ونفسية أرادها حزب الله للخروج من الركود العسكري الذي طاله في سوريا بعد تهميش دوره إلى حد كبير بعد التدخل الروسي المباشر في الحرب .
جعل حزب الله عبر إعلامه من سقوط نبل والزهراء إنتصارا ميدانيا كبيرا في حين تشير الوقائع الميدانية على الأرض أن ما حصل هو اختراقات محدودة جاءت تحت النار بمساعدة الطيران الحربي الروسي الذي قام بالتدمير الشامل لبعض ممرات المعارضة ولم تتعد العملية العسكرية هذه أكثر من ذلك .
وتشير مصادر متابعة أن لا انتصارات حقيقية على الأرض وأن ما حصل مجرد اختراقات بسيطة لا يعول عليها ميدانيا وأن المعارضة في حلب لا تزال على قوتها.
إن ما يجري في حلب لا يزال ضمن الخطط السياسية والعسكرية المعدة للملف السوري، ولا يزال ضمن الخطوط الحمراء للعبة السورية، هذه اللعبة التي لا تسمح لأي فريق بالانتصار على الآخر، وبالتالي يمنع على أي فريق تسجيل الإنجازات العسكرية على حساب الآخر لتبقى اللعبة العسكرية في المجال المسموح بها دوليا .
إن المؤشرات الميدانية التي ساقها حزب الله بعد العمليات الأخيرة في نبل والزهراء وما تبعها من تضخيم إعلامي للأحداث والعمليات لم تكن سوى جزء من معركة التهويل العسكري والسياسي وهي عمليات خاوية المحتوى، لأن حزب الله ما زال ملتزما قواعد اللعبة السورية والخطوط الحمر، وليست هذه الإنجازات سوى اخترافات محدودة لم تؤد الى إلى تغيير في خريطة الإنتشار العسكري على الأرض.
من ناحية أخرى فإن المسارات السياسية للملف السوري تؤكد عدم وجود اختراقات في الأزمة السورية حتى الآن، وإن فشل جنيف 3 مؤشر إضافي على استمرار اللعبة في مكانها حيث لم تقرر بعد الدول المعنية وضع الملف السوري على طريق الحل .