بدعوة من معهد اديان ( التابع لمؤسسة اديان) وبالتعاون مع سفارة كندا في لبنان انعقدت يوم السبت الماضي في اوتيل البريستول في بيروت ورشة عمل متخصصة تحت عنوان: الحوار المدني – الديني حول الحرية الدينية، وشارك في الورشة عدد من علماء الدين والاعلاميين والباحثين والناشطين في الحوار الاسلامي – المسيحي. وتناولت الجلسات عدة عناوين ومنها : الحرية الدينية والكرامة البشرية، الحرية الدينية وحرية الضمير، الحرية الدينية والدولة، الحرية الدينية والمجال العام، الحرية الدينية والمسؤولية المشتركة في حمايتها.
وقد تميزت الورشة بحوار جريء وعميق حول كل الاشكاليات والقضايا التي تمس الحريات الدينية ان على المستوى العربي والاسلامي او حتى على الصعيد العالمي ومنها اشكالية الردة واالموقف منها وخصوصا فتوى قتل المرتد ، حرية الانسان في الايمان، دور المؤسسات الدينية في نشر العنف والتطرف، حقيقة موقف الدين من الاخر وهل يؤدي الايمان الى رفض الاخر، علاقة المتدينين بالمجال العام والدولة والتعارض بينهما، مدى فائدة النصوص والوثائق التي تصدر عن المؤسسات الدينية مع تعارض هذه الوثائق مع الوقائع العملية وقيام بعض المؤسسات الدينية بمنع الحريات العامة.
ورغم ان بعض المشاركين في الورشة حاول تجميل الواقع والقول ان الاوضاع العربية والاسلامية تشهد تطورات ايجابية على صعيد الفكر الديني والاعتراف بالاخر ومواجهة العنف والتطرف ، فقد برزت في الورشة وجهة نظر اخرى تكشف عن خطورة الواقع الاسلامي في ظل انتشار التكفير والعنف والتطرف وعدم فعالية المؤتمرات والندوات والوثائق التي تصدر لانها تبقى في الادراج والرفوف ولا تتحول الى قوانين فاعلة او قرارات عملية او خطوات تنفيذية.
وفي ختام الورشة جرى الاتفاق على متابعة الحوار ووضع اليات عمل لمتابعة القرارات والتوصيات والاستفادة من وسائل الاعلام لنشر ثقافة الحوار والاعتراف بالاخر. لكن تبقى هذه الورشات وغيرها من المؤتمرات والندوات مجرد نقاش داخلي ونخبوي اذا لم تشمل كل الفاعلين في المجال الديني والذين ينشرون ثقافة العنف والتكفير والتطرف ورفض منطق الدولة والمجال العام وهم اصبحوا الاعلى صوتا والاكثر انتشارا في عالمنا العربي والاسلامي.