11 سنة من الحب انتهت في لحظة. قصّة عشق جورجيا وسمير، بدأت كمراهقين على مقاعد الدراسة في الصف الثانوي الأول، واستمرّت كعاشقَين، قبل أن تعصف بها موجة خيانة هدّامة وتقضي عليها.
لُقّبا بـ"الثنائي المثالي" لكثرة حبّهما ووفائهما لبعضهما البعض. جورجيا الطموحة والجميلة، تستغلّ كلّ فرصة متاحة لتكون إلى جانب سمير الذي يتخصّص في مجال الطب. لم تقف المعتقدات عقبةً أمام حبّهما، فاختارا المساكنة لعجزهما عن الزواج في عمرٍ مبكر.
لم تُشعره جورجيا يوماً بالروتين والملل بل، على العكس، كانت مدركةً للموضوع، فعملت باستمرار على إدخال الحماس والتجدّد فى علاقتهما الجنسيّة.
باختصار، كانت تلبّي رغباته كرجل وتُشعره بالسعادة والإرتياح، لكنّ غير المتوقّع حدث. منذ ستّة أشهر، اقترح سمير على جورجيا فكرة شراء منزل خاص بهما تمهيداً للزواج.
هي التي كانت تتجنّب الحديث عن موضوع الزواج كي لا تضغط عليه، رحّبت بالفكرة وسارعت للبحث عن منزلٍ مناسب. أمضت جورجيا خمسة أشهر في "الورشة"، تختار البلاط وتعدّل بالديكور، بالإضافة الى شراء أثاث المنزل وتوابعه، في الوقت الذي أوهمها فيه سمير أنّه يتخبّط بين الجامعة والعمل. إلى أن صارحها في إحدى الليالي: "أنا ضائع، بديّ Break شهراً كاملاً"! لم تفهم ما قصده بدايةً. فمنذ بضعة أسابيع، اقترح عليها السفر خارجاً للزواج مدنيّاً، والآن يريد قسطاً من الراحة! علاقتُهما رائعة. إنسجام قويّ يجمعهما.
هو من يكرّر أنّها رفيقة دربه إلى الأبد، وزوجته حتّى لو لم يرتبطا رسمياً بعد! بعد التفكير المطوّل، رضخت للواقع معتقدةً أنّها مرحلة ما قبل الزواج، وربّما خاف سمير من هذه المسؤوليّة.
فليبتعدا فترةً قصيرة. "أيعقل أن تكون في حياته امرأةٌ أخرى؟ لا، طبعاً لا، فأنا بذلت الغالي والنفيس في سبيل إسعاده وإرضاءَ رغباته". هذا الإنفصال لم يدم أكثر من أسبوع، حين اتّصل بها الأخير طالباً رؤيتها لإخبارها الحقيقة كاملةً.
بكلّ جرأة وثقة، اعترف لجورجيا أنّه على علاقة مع زميلته في الجامعة منذ أكثر من سنة، وأنّه أقام معها علاقةً كاملة، ولا يعرف مَن منهنّ يحبّ أكثر! الصدمة تفوق التصوّر. من خانها معها ليست فقط صديقته، بل هي على معرفة وطيدة بها. جورجيا التي لم تخذله يوماً، طُعنت بحدّة في صميم قلبها وعادة مكسورة، لا تعي ماذا تفعل. احتاجت ثلاث ساعات لاستيعاب ما حصل، قبل أن تنهمر دموعها ليالٍ وأيام.
أربعة أشهر مضت، إلا أنّ الجرح لم يختم بعد، وجورجيا المفجوعة تحاول جاهدةً إكمال يوميّاتها من دون سمير، الذي لا يزال حتّى الآن ضائعاً.
في هذا السياق، يشير علم النفس إلى أنّ العلاقات التي تبدأ في عمرٍ مبكر، من المحتمل أكثر ألا تتكلّل بالزواج أو بالنهايات السعيدة، فالثنائي قد تتبدلّ أحاسيسه وتطلّعاته وأولويّاته في الحياة.
من جهّته، يلفت المعالج والمستشار النفسي للأزواج والبالغين فادي الحلبي إلى ستّة أنواع من الخيانة: الخيانة العرضيّة، جرس الإنذار، الإنتقاميّة، التعزية، المتكرّرة والخيانة الإستكشافيّة. الخيانة ليست بالضرورة نهاية للعلاقة، بل يمكن تصليحها اذا الشريكان تحمّلا المسؤوليّة سويّاً وتناقشا بكلّ صراحة، من أجل انقاذ ما جمعهما وترميم الثقة مجدّداً، ضمن فترة انتقاليّة صعبة لا تقل عن ستّة اشهر.
هذه التجربة التي قد تعيشها كلّ فتاة لم تضعف جورجيا، بل ضاعفت ثقتها بنفسها وأعطتها القوّة لمواجهة خيبات الأمل. هي باتت تعرف بأنّه ليس كلّ من قال لها "أحبّكِ" يقصد ذلك فعلاً. وأنتِ هل تعرفين ذلك؟
لبنان 24