ينعقد اليوم مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية. والنصاب العددي الدستوري الكافي للإقلاع بالجلسة، سيكون حاضراً. لكن الجلسة لن تنعقد. كيف سيتم ذلك؟ نواب 14 آذار سيحضرون جميعاً (باستثناء المغتربين منهم، كالرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر)، ومن ضمنهم نواب كتلة القوات اللبنانية. وكذلك الامر بالنسبة إلى نواب كتلة «اللقاء الديمقراطي» (برئاسة النائب وليد جنبلاط) وكتلة التحرير والتنمية التي يرأسها الرئيس نبيه بري. كما سيحضر عدد من نواب 8 آذار.
بـ»حِسبة» بسيطة، يتبين أن اكثر من ثلثي النواب سيتوجهون إلى مجلسهم اليوم، ما يعني ان الجلسة قابلة للانعقاد. ومن سيتغيّبون عن حضور الجلسة بصورة صريحة هم نواب تكتل التغيير والإصلاح، وكتلة الوفاء للمقاومة، والمرشحان إلى الرئاسة العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية! لكن ممثلي الامة لن يضعوا اوراقهم في صندوق الاقتراع، فالجلسة لن تصل إلى هذه المرحلة، بحسب ما تؤكد مصادر سياسية متنوعة الانتماءات السياسية. ففي حال دخل قاعة المجلس 86 نائباً، سيتولى تطيير النصاب نواب من 8 آذار، وبعض كتلة القوات اللبنانية، وجزء من كتلة التحرير والتنمية. وتقول المصادر إن الرئيس بري لن يسمح بانعقاد جلسة لا يشارك فيها حزب الله، وهو الموقف نفسه الذي يتبناه المرشح فرنجية، إضافة إلى نواب 8 آذار الذين لن يقبلوا بتجاوز حليفهم في هكذا استحقاق (كنائبي الحزب السوري القومي الاجتماعي على سبيل المثال لا الحصر). وتؤكد المصادر ما تقدّم، رغم أن بعض «هواة التعداد» يجزمون بأن الجلسة ستنعقد، من دون ان يصل عدد الذين سيصوّتون لفرنجية إلى 65 نائباً، وهو العدد الادنى اللازم في الدورة الثانية لانتخاب رئيس. وتعزز هذا «الرأي» بإعلان النائب سامي الجميل ان نواب كتلة الكتائب سيصوّتون بورقة بيضاء، او للرئيس امين الجميل في حال اعلن ترشّحه.
دعت عائلة الموقوف
السابق في تشيكيا علي فياض إلى اعتصام امام قصر العدل تنديداً بتوقيفه في لبنان
في هذا الوقت، أكّد الرئيس بري حق النواب بالتغيب عن الجلسة، رغم إضفائه امام زواره بعداً وطنياً على جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. وفي مجال آخر، قال بري إنه يؤيد درس إمكان وضع رسم على صفيحة البنزين، لكن شرط ألا يصل إلى 5 آلاف ليرة. ولفت إلى ضرورة تأمين الاعتمادات اللازمة لتسليح الجيش، وأوضح انه سيدعو مجلس النواب لعقد جلسة لتأمين هذه الاعتمادات بقوانين، في حال لم تنكب الحكومة على بت هذا الأمر الملحّ. وفي هذا السياق، دعا نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى «تعزيز قدرات الجيش والقوى الأمنية لمواجهة الخطر التكفيري، خصوصا في منطقة عرسال المحتلة، ونحيي الإنجازات التي حصلت على أيديهم في مختلف المناطق وأدت إلى المزيد من الأمن والاستقرار». وأشار إلى أن «البكاء على الأطلال وتضييع المزيد من الوقت ورمي التهم على الآخرين بالتعطيل لا تنتج رئيسا، بل التصرف بواقعية من خلال تعاون الأفرقاء الفاعلين هو الحل، وإلا فقد لبنان المزيد من الوقت بلا طائل». وقال قاسم إن «الإنجازات في سوريا ستتتالى، ولا عودة إلى الوراء، وكلما ضيعت المعارضة السورية وقتا إضافيا كلما عادت إلى طاولة المفاوضات أضعف، فخير لهم أن يسارعوا قبل فوات الأوان إذ لا حل في سوريا إلا الحل السياسي، ومن أراد المواجهة وجد ما هي النتائج العملية في هذه المواجهة».
على صعيد آخر، ينفذ أصدقاء وعائلة الموقوف السابق في تشيكيا علي فياض، وقفة تضامنية معه، استنكارا لتوقيفه وللمطالبة بحريته وانصافه، عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم أمام قصر العدل في بيروت. وقد أفرجت السلطات التشيكية عن فياض الموقوف منذ عام 2014، بناءً على طلب السلطات الاميركية التي لفّقت له تهمة محاولة تسليح منظمة «فارك» الكولومبية. وفياض لبناني يحمل الجنسية الأوكرانية، كان يعمل في وزارة الدفاع في كييف كوسيط في عمليات بيع السلاح الاوكراني. وأطلقت السلطات التشيكية سراحه الأسبوع الماضي، في عملية تبادل أدت أيضاً إلى إطلاق شقيقه وخمسة تشيكيين اختطفوا في البقاع الصيف الماضي.