اذا صحت المعلومات الاتية من السعودية عن انه يتم تجهيز 150 الف جندي مسلم لارسالهم الى سوريا لمحاربة داعش والدخول عبر شمال تركيا الى سوريا، فان ذلك سيكون اخطر خبر يهز الشرق الاوسط وسيكون مؤامرة اميركية للرد على التدخل الروسي في اللاذقية، وفي سوريا عبر القصف الجوي. والقوات الـ 150 الف جندي ستأتي من مصر والاردن والامارات وبورما وماليزيا واندونيسيا وباكستان ومصر والسودان والسينغال ودول غيرها، وقد وصلت القوات الى السعودية بنسبة قليلة جدا وتم تعيين قيادة لها لان القوة الاولى التي وصلت هي من ماليزيا، واول رد جاء من سوريا على لسان وزير الخارجية وليد المعلم ان هذا العمل هو عمل غبي واذا جاءت هذه القوة فسيعودون بالتوابيت.
لكن السعودية تقول انها تكاد تسيطر على صنعاء وتنهي موضوع اليمن، وتعيد الرئيس عبد الهادي الى صنعاء، بعد ان تكون قد سيطرت على اليمن كله، خلال شهرين او ثلاثة، وفق الادّعاء السعودي المشكوك فيه.
اما بالنسبة الى سوريا، فتقول الاخبار الاتية من السعودية ان 150 الف جندي سيتحركون الى تركيا وتشارك القوات التركية معهم في الدخول من شمال تركيا نحو سوريا، لقتال داعش لان القصف الجوي لن يؤدّي الى شيء، وتشكو السعودية من ان التحالف الدولي خلال سنة ونصف واكثر لم يطلب منها الا 100 غارة تقريبا تشنها الطائرات السعودية على داعش وهذا الامر لن يؤثر بشيء في داعش بل جعلها اقوى واذا كان الموضوع محاربة داعش وتسوية الامور في سوريا فانه يجب ارسال 150 الف جندي ميداني لمحاربة داعش والسيطرة على اماكنها والسيطرة على اماكن اخرى في سوريا بواسطة الجيش الاسلامي المؤلف من 150 الف جندي والذي سيكون اخطر خبر لانه سيشعل سوريا والشرق الاوسط في حرب رهيبة، واذا كان التحالف الدولي قد قرر التدخل في سوريا بواسطة الطيران وقوى البر اذا لزم الامر فان الامارات العربية اعلنت عن استعدادها لارسال قوات برية ايضا لكنها طالبت بأن تكون هنالك قوات اميركية ايضا مع الـ 150 الف جندي ليدخلوا سوريا كي يكون الغطاء الاميركي هو الغطاء الاوسع والاكبر والعملي لدخول سوريا بريا بواسطة 150 الف جندي معززين بـ 3700 دبابة وعربة مصفحة اضافة الى 10 الاف شاحنة مدرعة، اضافة الى قيام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتكثيف غاراتها بشكل لا مثيل له، يصل الى حد 500 غارة يوميا على المناطق التي ستدخلها القوات المؤلفة من 150 الف جندي.
روسيا حذرت من جهتها في التدخل البري التي تنوي السعودية تنفيذه مع القوات الاسلامية ولم تعلن واشنطن بعد اي كلمة في شأن هذا الموضوع، انما الخطر في الامر ان روسيا التي حذرت لم تبد ممانعة في دخول قوات برية الى سوريا في شكل حاسم، اما الذي حذر بقوة وقال ان دخول 150 الف جندي اسلامي الى سوريا يعني الضربة القاضية للرياض ويعني انتهاء السعودية، وجاء فهو الجنرال الجعفري قائد الحرس الثوري الايراني.
ويبدو ان الخطة قيد التحضير والتنفيذ واقامت السعودية معسكرات بالتنسيق مع الولايات المتحدة كي تتسع الاماكن لـ 150 الف جندي مع تموينهم والتأمين اللوجستي لهم لكل احتياجاتهم من ذخيرة واسلحة وآليات وطائرات. واذا حصلت هذه الخطوة فستدخل القوات الاسلامية المؤلفة من 150 الف جندي عبر شمال تركيا وليس من قوة كبيرة تواجهها الا قوات داعش وجبهة النصرة وهي لا تستطيع ان تقف في وجه 150 الف جندي اسلامي، او بإمرة السعودية، وبالتالي فان اميركا والسعودية تريدان احتلال اراض في سوريا تشكل تقريبا 65 في المئة من الاراضي السورية وعندئذ تفاوض الرئيس بشار الاسد من منطلق وجودها على الاراضي السورية بـ 150 الف جندي وتنتهي المفاوضات الدولية في جنيف، على ما يبدو من هذه الخطة الخطرة التي تنوي اميركا والسعودية وبريطانيا وفرنسا تنفيذها لكن توجيه السعودية نحو الواجهة وقيادتها لهذا التحالف كي يكون تحالفا اسلاميا على اساس محاربة داعش وهو مغطى من اجل احتلال اراض سوريا وفرض امر واقع على النظام برئاسة الرئيس بشار الاسد.
وفي الوقت الذي يعلن فيه الملك سلمان انه من حق السعودية الدفاع عن نفسها فاننا لا نتدخل في شؤون الاخرين لكن الخبر انتشر بسرعة عن تحضير 150 الف جندي من بينهم قوات سعودية واماراتية ومصرية واردنية وآسيوية، غير ان اميركا وفرنسا وبريطانيا لم تعلن عن الاشتراك حتى الان بريا في هذه القوات وان كان في سوريا توجد قوة اميركية خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الاكراد وهذه القوة التي جاءت من اميركا ومؤلفة من 250 ضابطاً وجندياً انما هي تدرس استطلاع الاراضي ووضع الخرائط من اجل دخول قوة الـ 150 الف جندي وان لم تعلن واشنطن عن ذلك لكن «خلف السواهي دواهي». وان مجيء 250 ضابطاً اميركياً وجندياً من القوات الخاصة الى سوريا الى مناطق الاكراد يعني التحضير لهذه العملية وان واشنطن ستنسق مع الاكراد في العملية العسكرية التي ستدخل فيها هذه القوات الى مناطق كردية مثل الحسكة والقامشلي ودير الزور وادلب ومعرة النعمان وجسر الشغور المحاذية للحدود التركية، وسراقب ومناطق تقع بين حلب واللاذقية ويوافق الاكراد على دخول هذه القوى الى مناطقهم ويساعدونهم ضد النظام على امل ان يتوسع الاكراد لاحقا الى الغرب لان خطة الاكراد هي السيطرة في الشمال ثم الانتشار في الغرب للوصول الى البحر، وهذا ما حذر منه الرئيس التركي اردوغان وقال لواشنطن عليكم الاختيار بين تركيا واكراد سوريا، ولن نقبل اي تعاون اميركي - كردي لان ذلك هو خطر على تركيا ولن يستطيع الاكراد الحضور في محاضرات جنيف نظرا للفيتو التركي عليهم بل بقوا خارج المفاوضات على اساس ان واشنطن تعتبر ان حزب العمال الكردستاني هو حزب ارهابي وتركيا اعتبرت الاتحاد الديموقراطي الكردي هو حزب العمال الكردستاني لذلك حصل خلاف تركي ـ اميركي في شأن الاكراد لكن ذلك لا يمنع من ان يفتح الاكراد مناطقهم لقوات 150 الف جندي التي ستدخل الى سوريا ولا نعرف الحدود الجغرافية التي ستدخلها القوات الـ 150 الف جندي والى اين ستصل، وهل تقوم بحرب مع الجيش السوري وحزب الله والايرانيين، وماذا سيكون موقف الطيران الروسي عند هذه النقطة اذا اشتركت اميركا وفرنسا وبريطانيا في قصف جوي ضد معاقل داعش وجبهة النصرة وقوى اخرى، وشاركت الاكراد في احتلال الاراضي واجتاح الـ 150 الف جندي مناطق من سوريا بين حلب واللاذقية، ومعرة النعمان وجسر الشغور وسراقب والحسكة والقامشلي لان الطيران الروسي يقوم بغارات في هذه المناطق فهل يصطدم بالطيران الاميركي الذي يصل عديده الى عدد كبير مع الطائرات الفرنسية والبريطانية والعربية ويصل عددها الى 500 طائرة مقابل 70 طائرة روسية موجودة في اللاذقية وماذا سيكون موقف موسكو في هذا المجال، هل تصطدم بالطائرات التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ام تتجنب الحرب مع اميركا والتحالف الدولي. وهذا السؤال مطروح لان روسيا عندما دخلت الى سوريا قالت انها لبت نداء من الشرطة الشرعية برئاسة الرئيس بشار الاسد والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقول انه ينفذ قرارا من مجلس الامن لمحاربة القوى الارهابية التكفيرية في سوريا ويقصفها جويا والان قد ينتقل الى العمل البري وهذا ما تريده الدول العربية بقيادة السعودية من اجل السيطرة على مناطق في سوريا ووضع الرئيس بشار الاسد امام امر واقع للتفاوض، على اصلاحات دستورية يتم سحبها من يد الرئيس بشار الاسد واعطاؤها لمجلس الوزراء المؤلف من المعارضة والموالاة التابعة للرئيس بشار الاسد. واذاك تكون السعودية قد حققت هدفا في رأيها، هي انحسار الوجود الايراني في سوريا، فهل ستقبل ايران ذلك وقد صرحت امس انها لم ترسل مزيدا من القوات الى سوريا ام انها سترسل قوات من الحرس الثوري بأعداد كبيرة وتقاتل القوى التابعة للتحالف الدولي والتابعة للسعودية ودول اسلامية ولا تسمح لهم بالسيطرة واحتلال اراض سورية جديدة.
اسئلة مطروحة على اخطر خبر تم طرحه امس، ولم يأخذ العناية الكافية، لكن الخبر اليوم يكبر ويكبر وبدأت الدول الكبرى تتفاعل معه مع ان البيت الابيض صامت ولم يعلن اي موقف من ارسال 150 الف جندي بقيادة السعودية وقيادة اميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا ومصر والدول الآسيوية الى سوريا، وهل يشتعل الشرق الاوسط في النقطة السورية، وماذا سيكون موقف موسكو وكل ذلك اسئلة مطروحة للبحث والقادم خطر لان الازمة الاقليمية الكبرى بين السعودية وايران وبين اميركا وروسيا تكون قد انفجرت ولا نعرف من سيتراجع امام من؟ لا شك ان تجربة اليمن للتحالف العربي كلف الكثير وحتى الان لم تنتصر السعودية على الحوثيين، وما زالت مساحات بنسبة 30 في المئة يسيطر عليها الحوثيون ويسيطر عليها الرئيس علي عبدالله صالح. وبالتالي، فانها ستكون مغامرة قاتلة للسعودية اذا مشت في هذا الاقتراح وسارت مع 150 الف جندي من شتات العالم وهاجمت سوريا لان في ذلك اكبر مغامرة قد تؤدّي بالسعودية الى خطر كبير لا تقدره الرياض ولا تعرف نتائجه وقد يسبب لها انهياراً كبيراً.
توزيع الـ 150 ألف جندي كما تقترحه السعوديّة
اقترحت السعودية توزيع الـ 150 ألف جندي على الشكل الآتي:
50 الف جندي مصري ، 25 الف جندي سعودي، 5 الاف جندي اماراتي، 3 الاف جندي اميركي، 4 الاف جندي فرنسي وبريطاني، 15 الف جندي باكستاني، 15 الف جندي ماليزي ،10 الاف جندي اندونيسي، 5 الاف جندي من بورما، 15 الف جندي تركي، 5 الاف جندي سوداني، 3 الاف جندي سنغالي، 500 طائرة حربية ، 500 طوافة عسكرية، 3000 دبابة، 10000 الية مدرعة، 5000 مدفع مع الياتهم، اسلحة صاروخية وتجهيزات لوجستية