الرئاسة مؤجلة بقرار من حزب الله إلى اجل غير مسمى
النهار :
هل سيشارك "حزب الله" في جلسة 8 شباط؟ اي الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب الرئيس غدا. الجواب"كلا لن نشارك".
وسئل وفد الحزب الذي زار العماد ميشال عون في الرابية امس: هل سبب عدم المشاركة في جلسة 8 شباط هو عدم تأمين النصاب لانتخاب الجنرال عون؟
أجاب: "أعتقد ان هناك نقطة مركزية تحدثنا عنها طويلا وأكررها، لدينا مرشح طبيعي ودائم اسمه الجنرال ميشال عون، عندما تتوفر الظروف الملائمة لانتخابه رئيسا للجمهورية سنكون أول الوافدين الى المجلس النيابي".
اذاً حسم الحزب موقفه من الجلسة غدا، وسيقاطع معه حكما نواب "التيار الوطني الحر" وستكون المفاجأة، وان متوقعة، بغياب النائب سليمان فرنجية عن الجلسة بعدما تحدث عن بوانتاج لمصلحته بسبعين صوتا، لكنه في الوقت عينه سلم امر مشاركته للسيد حسن نصرالله.
ووفدالحزب الى الرابية في الذكرى العاشرة لتوقيع ورقة التفاهم مع التيار العام 2006، ضم المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، عضوي المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي ومصطفى الحاج علي، وحضر اللقاء المنسق العام في "التيار الوطني الحر" بيار رفول.
وكان واضحا حسين خليل في رده على سؤال" ما العائق اليوم من عدم النزول الى الجلسة وانتخاب العماد عون او النائب فرنجية؟ اذ قال "حين يحين قطافها سنقطفها، لنترك الأمور الى الزمن".
جنبلاط يتخوف
قضائيا وامنيا، تفاعلت المعلومات التي أدلى بها الارهابي الموقوف نعيم عباس امام المحكمة العسكرية الجمعة والمتعلقة بتحضير الاستخبارات السورية لاغتيال النائب وليد جنبلاط عام 2010، اذ طلب مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود نسخة من إفادة عباس وكلّف مخابرات الجيش التحقيق في ما أدلى به. من جهته، سأل رئيس جنبلاط في تغريدة له عبر "تويتر": "هل اعترافات نعيم عباس مقدمة لتفجيرات أمنية ظاهرها "القاعدة" باطنها المخابرات السورية؟ مضيفا "كيف يمكن التحقق بعد إطلاق سراح ميشال سماحة، وغدا قد يفرج عنه بوحي ما، الا اذا كان الشك ممنوعا في جمهورية الوضوح والشفافية والقضاء المنزه والاجهزة المستقلة"؟
الحراك ورفض الضرائب
من جهة ثانية، بدأ ناشطون من حملة "بدنا نحاسب" وعدد من منظمات الحراك المدني تحركا جديدا احتجاجا على الفساد والاهدار في مختلف القطاعات الرسمية، ولا سيما في ملف ترحيل النفايات كما قال المحامي واصف الحركة.
وأقدم بعض الناشطين على ازالة السياج الحديد في محيط السرايا االحكومية، ما دفع الى استدعاء قوات إضافية من شرطة مكافحة الشغب.
وقد وضع الناشطون النفايات في شارع المصارف المؤدي إلى ساحة رياض الصلح، فيما عمد آخرون إلى وضع أكياس من النفايات أمام محيط السرايا.
وحياتيا، دعا رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الى اجتماع للمكتب التنفيذي للاتحاد العمالي العام الخميس المقبل "لتحديد الخطوات التصعيدية اللازمة بما فيها الاضراب والتظاهر، رفضاً لأي ضريبة تزيد من معاناة العمال والمواطنين". لكن الدعوة بدت شكلية ومتاخرة اذ من المتوقع ان يقر مجلس الوزراء الزيادة على صفيحة البنزين الاربعاء او الخميس في حد اقصى.
المستقبل :
مع اقتراب موعد الجلسة الخامسة والثلاثين غداً الاثنين المخصّصة لانتخاب رئيس للجمهورية، سارع «حزب الله» إلى تأكيد مقاطعتها وعدم اكتمال نصابها، مكرّراً من الرابية شرط «توفّر الظروف الملائمة لانتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية»، لكي يكون «أوّل الوافدين» إلى البرلمان. فيما أكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي حضور كتلته النيابية الجلسة «التي لم تغِب عنها ولا مرّة»، وقال لـ«المستقبل»: «أصبح هناك ثلاثة مرشّحين فلينزلوا جميعاً إلى المجلس النيابي ولينجح مَن ينجح».
وإذ استبعد اكتمال النصاب في جلسة الغد، قال برّي إن «لا جديد» في هذا الخصوص، مذكّراً بأنّ اكتمال النصاب يحتاج إلى حضور 86 نائباً. وردّاً على سؤال حول أسباب تفاؤله قبل أيام مع إشارته إلى أنّ لبنان «ثمرة ينبغي قطافها الآن»، أوضح رئيس المجلس أنّه قصد من ذلك «حثّ الجميع على العمل وتحفيزهم» من أجل إتمام الاستحقاق.
«حزب الله»
أمّا في الرابية فموقف آخر عبّر عنه المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» حسين خليل إثر لقائه ووفد من الحزب رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» لمناسبة مرور عشر سنوات على «تفاهم مار مخايل»، فقال: «لدينا مرشّح طبيعي ودائم اسمه الجنرال ميشال عون، عندما تتوفّر الظروف الملائمة لانتخابه رئيساً للجمهورية سنكون أوّل الوافدين إلى المجلس النيابي».
ولدى سؤاله عمّا إذا كان ذلك يعني العمل على سحب ترشيح النائب سليمان فرنجية، قال خليل: «كلا، ليس معناه أنّنا نعمل على سحب ترشيح الوزير فرنجية وليس معناه إذا سحب ترشيحه يكون لمصلحة العماد عون، الأمور بأوانها». وترك أمر مشاركة نوّاب الحزب في جلسة انتخاب الرئيس إلى «الزمن»، قائلاً: «حين يحين قطافها سنقطفها لنترك الأمور إلى الزمن».
بهية الحريري
من جهتها أكدت النائب بهية الحريري أنّ ملء الشغور الرئاسي «سيبقى أولوية بالنسبة إلينا، لأنّه مهما تحقّق، سيبقى هناك خلل كبير إذا بقيت الدولة بلا رأس». وجدّدت التأكيد خلال لقائها الأسبوعي مع فاعليات وهيئات بيروتية في بيت الوسط أنّ مبادرة الرئيس سعد الحريري «حرّكت الجمود على خط الاستحقاق الرئاسي»، وقالت: «لن نكون إلاّ فاعلين في اختيار الرئيس المقبل بغض النظر عن النتائج، ونحن من دعاة الديموقراطية الحقيقية بأن ينزل جميع النوّاب إلى المجلس وينتخبوا مَن يريدون رئيساً ولسنا مع الديموقراطية المعلّبة».
الديار :
لماذا الاصرار على ازاحة الموظفة المسيحية باسمة انطونيوس من رئاسة دائرة كبار المكلفين في وزارة المالية واسنادها الى الشيعي محمد سليمان، ولماذا اصر وزيرالمال علي حسن خليل على قراره وتثبيته رغم الاحتجاجات المسيحية بدءا من البطريرك المسيحي مار بشارة بطرس الراعي وصولا الى الوزراء المسيحيين والنواب والجمعيات حيث اتصل بالوزير علي حسن خليل معظم الوزراء المسيحيين والعديد من النواب الذين كلفتهم بكركي ورغم ذلك اصر الوزير خليل على موقفه، فيما نفى الوزير خليل ان يكون قد تحدث معه اي شخص في هذا الملف.
موضوع الخلل الوظيفي المجحف بحق المسيحيين في ادارات الدولة سيكون محور اجتماع للوزراء المسيحيين بدعوة من بكركي ظهر الجمعة 12 شباط. وسيحضر الاجتماع ممثلو الاحزاب المسيحية واللجنة التي كلفتها بكركي لمتابعة الموضوع برئاسة المطران بولس الصياح بالاضافة الى رئيس مؤسسة لابورا الاب طوني خضرا. ومن المتوقع ان يصدر عن المجتمعين بيان واضح بالارقام واماكن «الخلل» في ادارات الدولة والمؤسسات العامة وتوجيه دعوة لتصحيح هذا الخلل.
وفي المقابل، فان وزيري امل علي حسن خليل وغازي زعيتر يملكان ردودا على كل التساؤلات المسيحية ولديهما الوثائق والارقام التي تنفي حصول اي خلل. واشارت معلومات الى ضرورة الحديث عن بعض الوزارات التي يتولاها وزراء مسيحيون والخلل برؤساء المصالح والدوائر، لصالح المسيحيين وعلى حساب المسلمين. لكن مصادر متابعة للملف تتخوف من ان يأخذ هذا الملف ابعادا طائفية خصوصا وان اثارته جاءت من زاوية طائفية ومذهبية كما حصل في وزارة المالية.
ـ جلسة 8 شباط الرئاسية ـ
جلسة 8 شباط الرئاسية ستكون كسابقاتها، ولن تحمل رئيساً جديداً للجمهورية اللبنانية، رغم التطورات البارزة التي طرأت على هذا الملف وتمثلت بمبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية مقابل اتفاق معراب واعلان الدكتور سمير جعجع ترشيح النائب العماد ميشال عون للرئاسة الاولى.
المرشحان الرئيسيان للرئاسة سيغيبان عن جلسة الغد، في ظل قرار 8 اذار بعدم النزول الى الجلسة، وهذا ما حسمه امس المعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل خلال زيارة وفد حزب الله للرابية، بعدم حضور جلسة الغد الرئاسية، وهذا القرار اتخذ بالتوافق مع التيار الوطني الحر، فيما اعلن المرشح سليمان فرنجية ان «نواب المردة لن يحضروا الجلسة اذا كان نواب حزب الله لم يحضروا، كما ان الامير طلال ارسلان لن يحضر، وحزب الطاشناق ونائبي القومي والنائب البعثي عاصم قانصو وبالتالي فان لا نصاب رئاسيا، اما الكتل التي ستحضر الجلسة فهي تيار المستقبل والقوات اللبنانية واللقاء الديموقراطي ونواب مستقلون بالاضافة الى كتلة التنمية والتحرير، وبالتالي سيحدد الرئيس نبيه بري جلسة جديدة.
واشارت مصادر مطلعة على هذا الملف «ان الاستحقاق الرئاسي بات انجازه بعيدا ولا احد مستعجل، وهناك رهان على عامل الوقت، والظروف لم تنضج بعد لحصول الاستحقاق الرئاسي حتى ان الحاج حسين خليل قال «لنترك الامور لعامل الوقت»، واعتبر «لقاء معراب خطوة صحيحة في مسار طويل وضرورة تعميمه وطنيا» مؤكداً دعم حزب الله للعماد عون لرئاسة الجمهورية وهذا لا يعني اننا نعمل على سحب ترشيح فرنجية،. ولا يعني انه اذا سحب ترشيحه يكون ذلك لصالح العماد عون، والامور في أوانها. في المقابل اشاد العماد عون بالتفاهم وانه دائم وثابت، اكد ان «التفاهم» لا يتعارض مع اتفاق معراب. مشيراً الى اتصالات ستحصل مع تيار المستقبل.
ـ مجلس الوزراء والضريبة على البنزين ـ
اما على الصعيد الحكومي فأكدت مصادر وزارية، ان جلسة الاربعاء ستكون «ساخنة» على الصعيد المالي، وهناك توجه حكومي لفرض ضريبة جديدة على البنزين ما بين 3 الاف أو خمسة الاف ليرة، ومجلس الوزراء سيحدد المبلغ، وأكد المصدر الوزاري انه لا يمكن تثبيت متطوعي الدفاع المدني بدون الحصول على اموال، وكلفة الملف 31 مليار ليرة لبنانية، كما ان مطار رفيق الحريري بحاجة لـ31 مليار ليرة، لتحسين بعض الاجراءات الامنية، وهذا ما طلبته شركات الطيران العالمية كما ان وزير الدفاع سمير مقبل وبعد جولته على الرئيسين بري وسلام طالب بضرورة تأمين اعتمادات سريعة للجيش اللبناني وفصلها عن اي اعتمادات اخرى، والجيش لا يستطيع الانتظار، وهناك ثمانية الاف جندي ينتشرون من عرسال الى رأس بعلبك وبدرجة حرارة متدنية جدا، لا يمكن التعاطي بلا مبالاة، فالجيش بحاجة الى ذخيرة ولا يمكن ان يكون الجيش في حالة نقص ويطلب منه محاربة الارهاب.
واكدت المصادر ان الرئيس بري وسلام يتفهمان الوضع جيداً ولا بد من فتح اعتمادات مالية سريعة للجيش «غير متوافرة» وحسب المصادر «فان الحل يفرض هذه الضريبة على البنزين لان مردودها يكون سريعا». كما ستناقش الحكومة بعد تشكيل لجنة نيابية لدراسة العقوبات الاميركية على حزب الله هذا الملف حيث سيتوجه وزير المال علي حسن خليل الى واشنطن لمناقشة هذا الملف وبدأ الاعداد له، كما سيقوم وفد نيابي بزيارة مماثلة لبحث الاجراءات المالية ضد حزب الله وتأثيرها على المصارف اللبنانية.
وحسب مصادر متابعة للملف، فان المواطنين لا مشكلة عندهم لدفع 3 الاف ليرة او 5 الاف ليرة لبنانية او اكثر لسد عجز الدولة وخصوصا لشراء الذخيرة للجيش اللبناني، لكن كيف يمكن للمواطنين ان يدفعوا وهم يسمعون يوميا عن فضائح وفساد الطبقة السياسية من النفايات الى المشاريع الى التلزيمات بالتراضي حيث حولت هذه الطبقة السياسية الدولة الى «بقرة حلوب» وهذه الطبقة لا تعرف «الا السرقة والنصب» للابناء والحاشية والازلام، فالدولة في ظل هذه العقلية الفاسدة حتى لو تم فرض 10 الاف ليرة على صفيحة البنزين او رفعTVA الى 12%، فان الامور لن تحل في وجود هذه الطبقة وهل يعقل ان الدولة منذ 10 سنوات لا تقر موازنة وهذا امر لم يحصل في اي بلد في العالم.
الحياة :
بعدما لامست أزمة النفايات التي تعصف بلبنان السبعة أشهر، وبعد طول انتظار، أقرت الحكومة خطة حل تقضي بترحيلها إلى الخارج أخذت بدورها تلاقي الاعتراض. كادت التظاهرات الشعبية التي انطلقت في آب (أغسطس) الماضي احتجاجاً على تكوّم أطنان الزبالة على الطرق تلامس «انعطافاً» باتّجاه «مطالب الشعب أولاً»، قبل تراجع الزَّخم الشعبي.
تمسّك الحراك المدني بالحل العلمي القائم على الفرز من المصدر ومعالجة النفايات عبر إعادة تدويرها ورفض المشاريع غير البيئية، من الطمر إلى ردم البحر والحرق وآخرها الترحيل موقّتاً، فيما حطَّ حل «الفرز وإعادة التدوير» في «خطة الطوارئ» على المدى البعيد التي صاغتها لجنة وزارية مختصة برئاسة وزير الزراعة أكرم شهيّب.
إلا أن الأزمة أظهرت مدى انقسام اللبنانيين بعد طرح الحكومة تحويل مكبات عشوائية مطامر موزّعة على أكثر من منطقة. وعقب إعلان الحكومة نيّتها نقل نفايات بيروت وجبل لبنان إلى مطامر (كوستا برافا في مدخل بيروت الجنوبي، عكار شمالاً، السلسلة الشرقية في البقاع، وبرج حمود عند مدخل بيروت الشمالي)، ارتفعت الأصوات الرافضة لمبدأ الطمر بحجة أن النفايات ستتسرّب إلى المياه الجوفية.
أخذ «تقاذف» النفايات المنزلية، في البلدات والقرى منحى طائفياً ثم مذهبياً وخلف امتعاضاً جامعاً من الرأي العام المعني بالتخلص من نفاياته والرافض في الوقت نفسه طمرها في مناطق سكنه. وأبدت كل منطقة استعدادها للاهتمام بـ «نفاياتها»، شرط إبقاء نفايات المناطق الأخرى بعيدة. وهو ما دفع إلى خيار الترحيل إلى الخارج. استسلم اللبنانيون أثناء السجال العقيم حول قبول المطامر التي حددتها خطة شهيب، وعدم قبولها، إلى واقع تزايد جبال النفايات في المكبات العشوائية القديمة والمستحدثة، مع أن الأمراض الناتجة منها لا تميِّز بين مواطن وآخر.
في عكار، اختير موقع مكب سرار الذي تبلغ مساحته مليوناً و 250 ألف متر مربّع لنقل جزء من نفايات بيروت وضواحيها إليه بعد جمعها وتوضيبها بطرق صحية على أن تقوم شركة «سوكلين» المكلّفة جمع النفايات بالكنس والجمع والكبس بشحَنها بحراً ليتم نقلها بـ 150 شاحنة إلى الجرود، أو براً أثناء الليل.
لم تطمئن الاجتماعات بحضور اختصاصيين دوليين إلى مشروع تحويل مكب سرار مطمراً صحياً مستوفياً الشروط والمواصفات البيئية. كذلك لم يرض بعض المحتجين في عكار بقرار الحكومة منح المحافظة نحو 300 مليون دولار لتنفيذ مشاريع إنمائية فيها مقابل تحويل مكب سرار مطمراً.
والنتيجة كانت أن المكبات لا تزال أمراً واقعاً فبلغت وفق إحصاءات وزارة الزراعة 21 مكباً عشوائياً في قضاء عكار ارتفعت أكوام النفايات فيها منذ بروز الأزمة في تموز (يوليو).
دخلت الأزمة الحلقة المفرغة: فيما احتج الحراك على المكبات، تنقلت عدوى رفض المطامر الصحية بين المناطق لتعيد إنتاج المكبات فيما أخذت الحكومة تجس نبض أهالي المناطق بحثاً عمن يتلقف «الزبالة» فتصاعد احتجاج الحراك المدني وأهالي المناطق على جبال النفايات المكدسة على أطراف الطرق المؤدية إلى منازلهم، وبرزت مناظر بشعة ومخيفة مع هطول الأمطار منها في الجديدة-سد البوشرية، جل الديب، أنطلياس، الدورة، سن الفيل، المنصورية، برج حمود (في قضاء المتن) كذلك الحازمية وفرن الشباك (بعبدا)... فبلدياتهم هي التي استحدثت مواقع عشوائية.
مثلا: بلديتا سن الفيل وفرن الشباك استحدثتا موقعاً في منطقة تتوسطهما تعرف بالحرج على رغم تواجد ثكنة عسكرية في الموقع، تمتد مساحته لأكثر من 20 ألف متر. وهو كان كلف بلدية سن الفيل 11 بليون ليرة عام 2008 لزرع الأشجار قبل أن تعدمها البلديتان لاستحداث المكب ورمي النفايات على نفقتهما.
أما بلدية المنصورية (في المتن) فاستحدثت مكباً في منطقة المكلّس. وتبيّن أن قضاء المتن يحتوي على 38 مكباً عشوائياً قديماً: 5 على أملاك للبلدية، و33 تعود لملكيات خاصة و 9 للركام والحجارة. أما بلدية الحازمية فاستحدثت موقعاً تحت جسر رئيسي. أما قضاء بعبدا فيحوي 11 مكباً عشوائياً.
وكانت لأهالي كسروان أيضاً حصة في الشارع بعد تكدّس النفايات تحت الجسور في منطقة غزير وفي الشوارع. ويحوي هذا القضاء 38 مكباً عشوائياً قديماً.
بعد مرور 17 عاماً على إقفاله طرحت الحكومة إعادة استخدام مكب برج حمود لنقل جزء من نفايات العاصمة وضواحيها عبر إنشاء «سنسول» في البحر وردم مساحة تقدر بـ500 ألف متر مربع بكلفة تقارب 85 مليون دولار، وتحويل المكب رقعة خضراء. لكن المحاولة باءت بالفشل بعد رفض القوى السياسية، لتتحوّل بعدها المنطقة البحرية حزام نفايات من الدورة إلى برج حمود إلى جل الديب وأنطلياس.
وحين وقعت القرعة على موقع كوستا برافا على الخط البحري لبلدية الشويفات والأوزاعي لإقامة مطمر صحيّ، رفض النائب طلال أرسلان ذلك، لأنه سيؤدي إلى كارثة بيئية.
وما كانت تخطط له الحكومة في ذلك الموقع هو قيام حوض لمدة موقتة على مساحة 16 كلم مكعّب، مساحة مدينة تقريباً على حد وصف المسؤول الإعلامي لبلدية الشويفات لـ»الحياة» جاد حيدر، على أن ترمى فيه نفايات 3 مناطق: الضاحية الجنوبية، عاليه والشوف، وأن تطمر بالأتربة والأسمدة. ويقول حيدر أن المدة الموقتة بالنسبة إلى الدولة قد تكون 17 سنة.