ما تزال التشكيلات التي أصدرها وزير المال علي حسن خليل منذ أيّام مدار سجالٍ إعلامي ومحور ردود فعل شاجبة، شملت شخصيّات سياسيّة وروحيّة.
وتشير المعلومات الى أنّ محمد عارف سليمان، الذي تمّ تعيينه رئيساً لدائرة كبار المكلّفين، أهمّ المناصب الإداريّة في الوزارة، هو زوج رانيا دياب، رئيسة مصلحة الصرفيّات في "الماليّة"، وهي ابنة عميد متقاعد كان يتولّى منصباً في حرس رئيس المجلس النيابي نبيه بري. أما عمّها فهو مدير عام التعليم المهني والتقني أحمد دياب الذي تتحدّث مصادر في مديريّته عن مناقلات قام بها منذ حوالى السنة، ودفع ثمنها عددٌ من الموظفين المسيحيّين لصالح آخرين منتمين الى خطّه السياسي.
ولكن، بعيداً عن التشكيلات التي "قامت القيامة" على الوزير علي حسن خليل بسببها، شهدت وزارة الماليّة منذ أسبوعين فضيحة أخرى، إذ أصدر مدير عام الوزارة ألان بيفاني مذكرة إداريّة من خمس صفحات شملت تشكيلات لمراقبين، وضمّت، في صفحتها الثانية، أسماء ثلاثة موظفين من مديريّة الصرفيّات، التي تتولّى رئاستها رانيا دياب، زوجة محمد سليمان، فاعترضت على هذه التشكيلات وأبلغت الوزير خليل اعتراضها. استفاد الاثنان من سفر بيفاني وألغيا الصفحة الثانية من المذكرة وأعادا ترقيمها، لتصبح مؤلّفة من أربع صفحات فقط، مع الإبقاء على توقيع المدير، من دون علم الأخير الذي التزم الصمت حين عاد من سفره!
وتشير مصادر في الوزارة لموقع الـ mtv الى أنّ هذا الأمر يشكّل سابقة في تاريخ "الماليّة"، حيث تتطاول رئيسة مصلحة على مديرٍ عام من الفئة الأولى، مستفيدةً من انتمائها الى المرجعيّة السياسيّة نفسها التي ينتمي إليها الوزير. وتلفت المصادر الى أنّ هذه التشكيلات نفّذت وهي شملت نقل موظف مسيحي من دائرة الأملاك المبنيّة الى دائرة المعالجة، بدل موظف شيعي نُقل الى وظيفة أخرى. علماً أنّ دائرة المعالجة تعتبر من الأقلّ أهميّة بين سائر دوائر الوزارة.