فوق مجرى البصيص المُخصّص لنقل المياه المبتذلة المتسرّبة من الحي الشمالي الشرقي لبلدة حاصبيا ومن بلدة عين قنيا المجاورة، وفوق زيبار الزيتون، وإلى جانب مكبٍّ عشوائيٍّ للنفايات، يقع مسلخ حاصبيا. على مدار السّاعة تطوّقه المياه المبتذلة والنفايات المرميّة عشوائيّاً. روائح كريهة في المكان. المسلخ أصبح مقصداً لمختلف أنواع الحشرات، التي تحوم فوقه وتتســــلل إلى داخله، حاملة الجـــراثيم والأوبئة إلى لحومه الّتي تُنحر يوميّاً بداخله.
يتألّف المسلخ من قاعة وحيدة كبيرة. طولها حوالي سبعة أمتار وعرضها حوالي الخمسة. في وسطها مذبحٌ صغير. منذ أكثر من عام أقفلته وزارة الصحة بسبب غياب كلّ المواصفات الصحية المطلوبة. يومها طلبت من البلدية وطبابة القضاء إعادة ترميمه. وبالفعل، عملت ورشة تابعة للبلدية على إدخال تعديلات جذرية عليه. فأعيد تبليطه بالكامل وتركيب أبواب ونوافذ ودهن حيطانه، إضافةً إلى مدّ شبكة مياه جديدة رفعت عنه الكثير من الشوائب التي كانت تنتابه.
سُوّي وضع المسلخ الدّاخلي وبقي موقعه عرضةً للانتقاد. فهو يقوم فوق قناةٍ للمياه المبتذلة. يتعدّى خطر تلك المياه على المسلخ وحده ليصل إلى المنازل المحيطة. يعاني السّكان من مشاكل صحية عدّة بسببه، ما دفع العديد منهم إلى ترك منازلهم واستئجار أخرى بعيداً عن الحي الذي يمكن وصفه بـ "الموبوء".
يوضح قائمقام حاصبيا وليد الغفير أنّ "البلدية كانت، بناءً على توجيهاتٍ من وزارة الصحة، قد عملت على إدخال تعديلاتٍ جذرية على المسلخ، طالت خاصة ترميم قاعته والمذبح ومدّه بالمياه عبر شبكة جديدة"، كاشفاً عن "خطّةٍ للبلديّة في هذا الاتّجاه تهدف إلى استحداث مبنى جديد للمسلخ في نقطةٍ بعيدة عن التلوث البيئي الناتج من مجرى البصيص".
يؤكّد المشرف على ملحمة "أبو فاعور" في حاصبيا مشعل أبو جمعة أنّه "اختار لملحمته مسلخاً خاصّاً بحيث حصل على ترخيصٍ له يستوفي كل الشروط القانونية والصحية المطلوبة"، مشيراً إلى أنّه "لم يذبح حتّى ذبيحة واحدة في مسلخ حاصبيا وأنّ كلّ الذبائح في الملحمة تكون تحت إشراف المراقب الصحي التابع لوزارة الصحة، كما هناك كشف شبه يومي على المسلخ والذبائح والمزرعة التابعة للملحمة".
وفي هذا الإطار، عُلم بأنّ نصف أصحاب الملاحم في حاصبيا أصبحوا يتجنّبون الذّبح في مسلخ حاصبيا وذلك نظراً لغياب المواصفات المطلوبة. أمّا من يذبح في المسلخ فيعمل على إقفال النوافذ والباب الرئيسي حتى الانتهاء، وذلك تحاشياً لدخول الروائح الكريهة الطاغية في تلك المنطقة الناتجة من أقنية الصرف الصحي والنفايات.
وليكتمل "مسلسل الرعب" يتسرّب دم الذّبائح وفضلاتها من المسلخ عبر قساطل بلاستيكية إلى مجرى البصيص المحاذي لترفع من تلوثه وتزيد من خطره البيئي.
( السفير)