يبدو ان وليد جنبلاط قرر ألا تهنأ ايران بمفاعيل الاتفاق النووي، فقرر فعل ما عجزت عنه أميركا؛ أي قصفها.. بسلسلة تغريدات شبه يومية تتناول الديموقراطية ونظام الحكم في الجمهورية الاسلامية.
في الواقع، يحق لـ "البيك" ما لا يحق لغيره، فما بالك اذا كان مغردا في فضاء افتراضي لا رقيب فيه ولا حسيب، وما بالك اذا كان يستشعر هزيمة خياراته السياسية في العقد الأخير.
لنعد في الزمن قليلا.. التاسع عشر من تشرين الأول 2007؛ أي بعد سنة ونيّف على انتهاء حرب تموز 2006، ينهي جنبلاط كلمته امام المؤتمر السنوي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بالقول إن "الحوار مع الأطراف اللبنانية الأخرى مستحيل، وسوف تكون الأمور أفضل إذا أُطيح النظام السوري".
سنون مرت، ولم يسقط النظام السوري بعد. لعلّ الحوار في لبنان بات عبئا عليه بعد كل هذه السنوات.
لكن مجسات استشعار الرياح الاقليمية والدولية التي يتميز بها "البيك" تحسم الصراع بين عقله وقلبه فيسير على حد الشعرة مع احتفاظه بذرائع خط الرجعة المضمونة دوما.. لا لشيء، إلا لأنه وليد جنبلاط.
حسنا، ماذا يريد هذه المرة من التصويب باتجاه الولي الفقيه ونظامه ودستوره ومؤسساته؟
هو يعلم بالتأكيد ان شكل الدولة في ايران أفضل بكثير من دول يتحالف معها، وإن اختلف مع الأدلجة التي تعتمدها طهران في سياساتها بالظاهر.
ليست القضية قضية ديموقراطية اذاً. يستحيل ان تنطلي شبهة كهذه على مثقف كجنبلاط.
ربما تكمن الاجابة في الرياضة الروحية التي يمارسها "البيك".. ألم يغرد قبل مدة عن ارتفاعه نصف متر فوق سريره كل صباح؟
اذاً هي امنية الطيران التي تدغدغ امنيات كل تائق للحرية منذ عباس بن فرناس. ووليد جنبلاط احد الثائرين والمعجبين بالحرية.. على الطريقة الأميركية. ألم يعتذر مرة من "الجرثومة" بول وولفوفيتز قبل ان يستعيد تأشيرة الدخول الى الولايات المتحدة؟ ألم يحلم مرة بـ"تكنيس شوارع نيويورك"؟
انها الحرية بأبهى تجلياتها.. غاية كل طائر فوق سريره. فكيف اذا كان هذا الطائر يستشعر تغيرا في الرياح الاقليمية والدولية لغير نهجه في السنوات العشر الأخيرة على اقل تقدير؟
وبعدُ، لا حرج اذا تناهت الى مسامعكم قريبا مصطلحات "البيك" الجاهزة حول احلام "الامبراطورية الفارسية" الى "لواء الحرس الثوري في لبنان".
احملوه على محمل حسن. ضعوا انفسكم مكانه. افهموا حاجته الى الـ "لايكات".
كان الله في عون جمهور المقاومة المشتت على شبكات التواصل "ونيالو الحاج وفيق صفا.. ما عندو تويتر"!
( السفير)