شار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي إلى أن "الكنيسة حريصة دائما على الفصل بين الدين والدولة، بين الإيمان والسلطة، لئلا يضع الإيمان ذاته في خدمة السلطة، ويخضع لمقاييسها".
وقال الراعي في "رسالة الصوم الكبير ويوبيل سنة الرحمة": "رافقت ممارسة الصيام والقطاعة والأماتات حياة الكنيسة منذ نشأتها، كتعبير خارجي حسي عن التوبة الداخلية، وتكفير عن الخطايا والآثام، وترويض للذات على الصمود في وجه تجارب الحياة ومغرياتها، وكوسيلة ملائمة للصلاة، ورفع العقل والقلب إلى الله، للاستنارة منه ولالتماس النمو في الفضائل. وتكتمل هذه الممارسة بالالتزام أعمال المحبة والرحمة تجاه كل من هم في حاجة إليها. ومعلوم أنها ممارسة مطلوبة من قبل الله في الكتب الموحاة، وأن جميع الأديان تعيشها وتحافظ عليها جيلا بعد جيل"، سائلاً: ""أليس الصوم الذي أفضله هو حل قيود الشر وفك قيود النير، وإطلاق المسحوقين أحرارا؟ أليس هو أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين بيتك؟ واذا رأيت عريانا أن تكسوه وألا تتغاضى عن لحمك؟ حينئذ يبزغ كالفجر نورك، ويضمد جرحك سريعا، ويسير برك أمامك، ومجد الرب يجمع شملك".