دخلت كرة القدم اللبنانية في عطلة تستمرّ نحو شهر بعد انتهاء مرحلة الذهاب، ستقيّم الأندية الـ 12 خلالها الذهاب مع وضع رؤية لمرحلة الإياب، وتحديداً لجهة مستويات اللاعبين الأجانب وما قدّموه ذهاباً، حيث تسمح لهم هذه العطلة بتبديل الأجانب، ناهيك عن أداء الحكام وبعض المشكلات الجماهيرية التي حصلت والحلول المقترحة لمعالجتها. ولأن المعني الأول في كل نادٍ عن تقييم المستوى الفني هو رأس الجهاز الفني، نقدّم اليوم الحلقة العاشرة في سلسلة تقييم الذهاب من قبل المدربين الـ12، وهي مع مدرب «الحكمة» فؤاد حجازي، بعد الأولى مع مدرب «الصفاء» إميل رستم، والثانية مع مدرب «العهد» محمود حمود، والثالثة مع مدرب «الساحل» موسى حجيج، والرابعة مع مدرب «النجمة» تيتا فاليريو، والخامسة مع مدرب «النبي شيت» محمد الدقة، والسادسة مع مدرب «الأنصار» جمال طه، والسابعة مع مدرب «طرابلس» وارطان غازاريان، والثامنة مع مدرب «الاجتماعي» فادي العمري، والتاسعة مع مدرب «الشباب» الغازية أسامة الصقر.
خطوة ناقصة
يستهلّ حجازي حديثه حول انطلاق الموسم الجديد: «بدأ الحكمة مرحلة الذهاب بخطوة ناقصة ألا وهي عدم التفات الإدارة نحو الفريق، لأن هذا الالتفات وحده يقود إلى النجاح في الأهداف المرسومة التي تضعها الإدارة مع الجهاز الفني، وبحسب النتائج التي سجلت في الجولة الأولى من الدوري، فإن مرحلة الذهاب لم تكن موفقة أبداً وصعبة ومليئة بالخيبات، لأن التأسيس للبطولة كان بعيداً عن الطموحات بسبب المشاكل الإدارية التي أثرت على عطاء الفريق. جميعنا نتحمّل المسؤولية من إدارة وجهاز فني، ولكن لن نحمّل المسؤولية للاعبين الذين لم تتوفر لهم أدنى مقومات النجاح، واعتقد أن النجاح بأي شيء يبدأ من الاهتمام الإداري».
إيجابية الالتزام
ويؤكد حجازي أن من أبرز إيجابيات مرحلة الذهاب أن «اللاعبين التزموا إلى أبعد الحدود»؛ وهذا الالتزام مبني على وعود من الإدارة بتجهيز فريق قادر على مواجهة الفرق الأخرى والبقاء ضمن دوري الأضواء على أقل تقدير، ولكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح، ومع ذلك حافظ اللاعبون على التزامهم حتى نهاية الذهاب. أما السلبيات فكانت كثيرة، وأبرزها عدم التحضير الجيد وبناء فريق في الوقت الضائع، حيث وقع على كشوفات الفريق تسعة لاعبين في الساعة الأخيرة من موعد انتهاء فترة التواقيع، ولعبنا أول مباراة في الدوري بعد ثلاثة أيام من التواقيع، ومن بين السلبيات، عدم دفع الرواتب وتجهيز الفريق بالشكل المطلوب، حتى باختيار اللاعبين المحليين والأجانب»، معتبراً أن لاعبي الفريق الأجانب لم يكونوا عاطلين «فقد قدّم المصري أحمد جرادة أداء مقبولاً برغم أنه لعب بغير مركزه، وكان السوري علي غليوم مجتهداً، لكنه لم يلق المساعدة المطلوبة من اللاعبين، ولكن طموح الفريق أن يكون اللاعبون الأجانب على مستوى عالٍ يخولهم مساعدة اللاعبين المحليين، ولكن في الوقت نفسه نعاني من كون اللاعب اللبناني بعيداً كل البعد عن مستواه، ولعل الأمور المادية من أبرز الأسباب».
الالتفاف الإداري
ويتمنى حجازي من إدارة النادي الالتفاف بشكل كبير نحو الفريق واللاعبين، «لأن الأمل بالبقاء لا يزال موجوداً، واعتقد أن المنافسة على البقاء محصورة بين ثلاثة فرق هي «الغازية» و«السلام» زغرتا و«الحكمة»، وفريقنا بحاجة إلى ثلاثة لاعبين أجانب على مستوى عالٍ، والتزام الإدارة بكامل مسؤولياتها تجاه اللاعبين وتأمين سبل الراحة النفسية والفنية والمادية».
ويرى حجازي أن مستوى مرحلة الذهاب كان جيداً «والمنافسة قوية بين فرق المقدمة، والمستوى متقارب إلى ابعد الحدود، وفارق النقاط القليل يؤكد صحة كلامي، وبالنسبة للمنافسة على اللقب، فأعتقد أن المنافسة ستكون في الإياب محصورة بين فرق «العهد» و«الصفاء» و«الساحل» و«النجمة» و«الأنصار».
الرهان على اللاعبين
يطالب حجازي إدارة نادي «الحكمة» بتحمُّل مسؤوليتها تجاه الفريق ونسيان المناكفات والمحسوبيات «لأنها وحدها تؤثر في مستوى الفريق من الناحية الفنية والنفسية، وأتمنى من الإدارة أن لا تحوّل اللاعبين كبش محرقة وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي والوجود والمواكبة لإعطاء المعنويات، لأن هذه المرحلة تتطلّب تكاتف وتضافر الجهود بين الإدارة والجهاز الفني واللاعبين والجمهور لإنقاذ الفريق من الغرق، أما للاعبين فأقول لهم أن يعوا مسؤولياتهم الملقاة على عاتقهم ووضع المشاكل الإدارية بعيداً عن الأمور الفنية، والتفكير في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حسب إمكانياتهم البدنية والفنية، وإعادة النظر بمستواهم الذي قدّموه في مرحلة الذهاب والتفكير في المرحلة المقبلة نظراً لخطورة موقفهم، وأن يكونوا يداً واحدة وقلباً واحداً من أجل سمعة الفريق وسمعتهم شخصياً، وأؤكد لهم أنه لا يوجد في كرة القدم كلمة مستحيل؛ ما زلتم ضمن الدوري وباستطاعتكم تقديم الأفضل وإخراج الفريق من محنته، وعندي ملء الثقة بجميع اللاعبين وما زلتُ أراهن عليكم، لأنكم وحدكم تستطيعون إنقاذ الفريق وفعل الكثير إذا آمنتم بأنفسكم وبتضحياتكم. لقد ضحيّتم بالكثير خلال مرحلة الذهاب، والآن أطالبكم بعدم إدخال اليأس إلى نفوسكم والاستمرار باللعب من أجل القميص وسمعتكم المهنية؛ وهنا لا بدّ من توجيه الشكر لجميع اللاعبين على كل ما قدّموه وهم الذين ضحّوا وبذلوا العرق من أجل وقوف الفريق على قدَميْه».