كحدّ السيف كانت كلمات رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهّاب، حيث تخطّى في أسلوبه كل أنواع اللباقة والأخلاق والأدب ما دفعه للتراجع عن هذه التغريدات اليوم وإن كانت عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمّين قد أظهرت الحقيقة في "لهون وبس" من ناحية أهمية الحلفاء وتأثيراتهم على الساحة اللبنانية، فإن وهّاب أظهر مدى :سوريته: ولهثه وراء "حزب الله" والنائب "ميشال عون".
وكأي خلّاف، لا يظهر بشكل محتدم إلاّ بعد تراكمات تفقد الفرد وعيه وتخرجه عن صمته، رغم محاولة رأس الهرم أي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحفاظ على وجه صاف لهيكلية التحالف في خطابه سابقا، ظهرت يوم أمس الخطورة حيث هدم وهّاب كل ما حاول نصرالله ان يبنيه في خطابه ويقنع الناس به.
وبحسب مصادر معنية فإن ما قام به وهّاب أثار استياء حزب الله من ناحية إظهار الشرخ الحاصل في تحالف 8 آذار إلى العلن وأيضا من ناحية تعريض هذا التحالف "للشماتة" أو السخرية من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي استطاع أن يتسلّى بالجميع وذلك على حدّ قول رئيس مجلس النواب نبيه برّي. لكن إن غضب حزب الله أم لا فوهّاب "فعلها" وتطاول على أسياده وما التطاول إلا لغة ممنهجة للدلالة على مدى الحقد الذي يكتنف قلوب الحلفاء ومدى الإختلاف في الأولويات.
فإن كانت أولوية وهّاب "ما يريده" حزب الله" فأولوية فرنجية هي ان يكون رئيسا للجمهورية بغالبية الأصوات وهنا علينا ان نستعرض نقطة مهمة جدّا في هذا الخلاف الحاصل: إن كان حزب الله متجها نحو تهدئة الأمور فلماذا صعّد وهّاب واتجه نحو إعلان الحرب وهو الّذي يسير خلف حلفائه دون أي وعي فكري؟ مما لا شكّ فيه أن الخلاف أكبر من مجرّد غضب طال وهاب بسبب تحالف فرنجية مع تيار المستقبل والتخلي عن عون، فالساحة اللبنانية هي فريسة للتجاذبات السياسية وخلط الأوراق أي أن "كل يغني على ليلاه"، و"وين مصلحتي بركض"، فلماذا يغضب وهّاب؟ وإن عدنا بالتاريخ قليلا إلى الوراء متخطّين بذلك الزيارة التي قام بها الأخير إلى رئيس حركة الإستقلال ميشال معوّض والتي عبّر فيها بعدم وجود نيّة لدى 8 آذار بانتخاب فرنجية رئيسا وإن تخطّينا أيضًا إتهاماته في مجالسه للأخير بأنه يشكل غطاء سياسيا لسوكلين، يبقى لدينا شيء واحد وهو التوتر بين الطرفين خاصة أن فرنجية صديق شخصي للنائب طلال ارسلان الذي انقطعت العلاقة بينه وبين وهاب منذ عشر سنوات، بعد أن أسس الأخير حزبه، وبدأ يتوسع في الساحة الارسلانية التي كان وهاب يردد في مجالسه أنه سينهي سياسيا النائب ارسلان، وسيرث زعامته وبدأت محاولات منه لاستمالة قيادات وعناصر من الحزب الديمقراطي اللبناني، وهو ما دفع بارسلان الى الدفاع عن وجوده السياسي وشعبيته ووقع الخلاف بينه وبين وهاب الذي حاولة مصالحة ارسلان فرفض الأخير.
وإن كان للخلاف "الوهابي-الأرسلاني" علاقة بالنفور الذي يبدو أنه قديم العهد بين "المردة والتوحيد" فإنه يبقى السؤال :لماذا اعتبر وهّاب أن فرنجية يشكل غطاء سياسيا لسوكلين".