قضية انسانية تدمي القلوب وتقشعر لها الابدان كشف عنها الزميل وسام نبهان صباح اليوم الاثنين في محلة المعشوق شرقي مدينة صور ... هي قضية النازح السوري (علي .ص ) وزوجته ( رشا.ج) وطفليهما الصغيرين حيدر (4 سنوات ) وصفا ( سنتان) ... يسكن علي في غرفة متواضعة في محلة المعشوق تفتقر لادنى مقومات الحياة ولاسيما الدفء في ظل هذا الطقس الشديد البرودة، ... يقول ان زوجته تركته وتركت المنزل والطفلين، وهي تخرج كل يوم لتمضي الليل مع عشيقها ثم تحضر احياناً في الصباح لتتفقد الطفلين واحياناً لا تحضر نهائياً، اما هو فيترك منزله صباحاً ليتوجه الى عمله ويترك ولديه الصغيرين بمفردهما بلا اكل بعد ان يحكم اقفال الباب عليهما بواسطة حبل، مخلفاً الطفلين لمصيرها المجهول، فلا طعام ولا دفء ولا عناية من اي نوع كان، ويعود في المساء بعد ان ينهي عمله ليجد طفليه في حالة يرثى لها على مشارف الموت جوعاً او برداً !!
الجيران في المحلة يشفقون على العائلة فيحضرون للاطفال بعض الطعام او بعض الثياب لتقيهم سياط البرد، الا ان غياب رعاية الاهل، ولاسيما الام، جعلت حالة الاطفال تزداد سوءاً وبؤساً ... صباح اليوم الجمعة لفت انتباه الجيران صوت الطفل الاكبر حيدر الذي كان يئن من الجوع والبرد بعد ان تبللت كل ثيابه بالماء، اما شقيقته صفاء فتدثرت بجاكيت من الصوف على عرائها ونامت بعد ان تكومت على نفسها من شدة الجوع والبرد !
الجيران اتصلوا بشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي المشكورة على تدخلها السريع وحضورها الحاسم، .... حضرت الدورية فأتت بالوالد اولاً من مكان عمله، فتح الباب واخذ يبحث عن صفاء فيما انقض علي على لقمة ناوله اياها الزميل وسام نبهان، دقائق ويجهش الوالد بالبكاء فيما يقوم بتغيير ملابس اولاده المبللة بأخرى ناشفة متهماً زوجته بالتخلي عن العائلة لتتبع ملذاتها واهوائها وترتمي كل ليلة في حضن عشيقها تاركة اطفالها لمصيرهم البائس، اما هو فيضطر للخروج الى العمل حتى يجدوا ما يسكتون به جوعهم ! بكاء الاطفال وارتعاشهم جوعاً وبرداً وبكاء الوالد ابكى الحاضرين .... دقائق وتُحضر شعبة المعلومات الام وعشيقها من مكان تواجدهم الى المنزل وتوقف الجميع وتقتادهم الى المخفر المختص حيث بوشرت التحقيقات معهم بإشراف النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب ... هي احدى مآسي النزوح السوري واحدى مآسي انحلال القيم الدينية والاخلاقية حيث يحكم الجوع على الناس اما بالموت واما بالرذيلة !!!
موقع ياصور