كتبت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريراً جاء فيه إن الشرطة في أوروبا فككت خلية مكونة من عناصر في "حزب الله"، واتهمتهم بالاتجار بالكوكايين، والعمل لواحدة من أكثر خلايا المخدرات قسوة في العالم "كارتل"، لتمويل نشاطات الحزب في سوريا.
ويشير التقرير إلى أن العملاء تم اعتقالهم في فرنسا، ويعتقد أنهم قاموا بإدارة أكبر حلقة للمخدرات، التي قامت بتحصيل ملايين الدولارات لتسليح مقاتلي "حزب الله"، الذين يقاتلون إلى جانب نظام بشار الأسد.
وتورد الصحيفة أنه "بحسب وكالة مكافحة المخدرات الأميركية، فقد عملت الحلقة التابعة لـ"حزب الله" مباشرة مع الكارتل الكولومبي المعروف بتهريب الكوكايين، بما في ذلك مجموعة معروفة بنشر الرعب، ومتخصصة في جمع الديون، أنشأها ملك المخدرات المعروف بابلو إسكوبار، الذي ظهر في سلسلة درامية على تلفزيون "نيتفليكس" بعنوان "ناركوس".
ويذكر الكاتب أن الشرطة الإسبانية اعتقلت قبل عامين قاتلا من الكارتل "سيكاريوس" (أو القتلة)، بشبهة إصدار أمر باغتيال 400 شخص حول العالم.
ويلفت التقرير إلى أن المجموعة التي اعتقلتها الشرطة الفرنسية، تضم عددا من عناصر "حزب الله"، أو قادة خلية أوروبا، ومنهم رجل الأعمال محمد نور الدين (45 عاما)، الذي وصفته وكالة مكافحة المخدرات الأميركية بأنه "شخص مصنف بأنه إرهابي عالمي"، ويتهم بقيامه بتبييض الأموال لـ"حزب الله".
وتنقل الصحيفة عن الوكالة قولها إن عمليات الخلية استهدفت "مكونات الشؤون المالية" للفرع الخارجي التابع لحزب الله، الذي يقوم بجمع المال من داعميه اللبنانيين في الشتات، مشيرة إلى أن وكالة مكافحة المخدرات الأميركية تقول إن إحدى الطرق لتبييض الأموال هي تصدير سيارات مستعملة إلى أفريقيا، حيث يتم إخفاء الأموال النقدية داخلها في بعض الأحيان.
وجاء في بيان الوكالة الأميركية أن "العائدات المالية استخدمت لشراء الأسلحة لحزب الله، ولتمويل نشاطاته في سوريا، وهو ما يكشف عن العلاقة الخطيرة بين المخدرات والإرهاب".
ويبين التقرير أن وكالة مكافحة المخدرات لم تقدم معلومات عن عدد الذين تم اعتقالهم، أو المكان الذي احتجزوا فيه، لكنها قالت إن دولا، مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا، شاركت في العملية والتحقيق، الذي بدأ منذ شباط العام الماضي.
ويفيد التقرير بأن الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على كل من نور الدين وحميد زهر الدين، وهو شخص آخر يتهم بتبييض الأموال لصالح حزب الله، وتم فرض عقوبات على شركة نور الدين، وهي مجموعة من الشركات تحت اسم "تريد بوينت إنترناشونال".
وتنقل الصحيفة عن مساعد وزير الخارجية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية آدم جي سزبين، قوله: "يحتاج حزب الله لأفراد مثل محمد نور الدين وحميد زهر الدين؛ من أجل تبييض عائدات الإجرام، واستخدامها في النشاطات الإرهابية، وزعزعة الاستقرار".
ويعلق الكاتب بأن المزاعم التي تتحدث عن تورط "حزب الله" في نشاطات لها علاقة بالمخدرات، مثيرة للحرج، خاصة أن الحزب رسم لنفسه صورة دينية، ارتبطت بتقوى أفراده، بالإضافة إلى أنها محرجة لداعمي الحزب، خاصة إيران، التي أرسلت قوات مثل "حزب الله" لدعم نظام الأسد.
ويكشف التقرير عن أن الوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات قدمت تفاصيل النشاطات المتعلقة بالمخدرات، فقد كشفت عن شبكة معقدة لنقل الأموال، وقيام أفراد الشبكة بنقل ملايين اليوروهات من أوروبا إلى الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، فقد دفعت الأموال بعد ذلك إلى الكارتل الكولومبي، من خلال نظام "الحوالة"، الذي يقوم من خلاله وسطاء يوثق بهم بدفع المال نقداً في بلد، عندما يتم دفع المبلغ ذاته في بلد آخر. وقالت الوكالة إن الأعمال المرتبطة بـ"حزب الله" لا تزال تقدم أموالا مهمة من المخدرات عبر "سوق بيزو الأسود للتبادل المالي"، وهو نظام معقد أنشأته شبكات تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية، ويعمل كونه شبكة مالية خاصة بالمخدرات. وبدأه لأول مرة في الثمانينيات ملك المخدرات المعروف إسكوبار، حيث وجد نفسه والعاملون معه يحصلون على أموال هائلة، ولهذا بدأ بتقديمه لرجال الأعمال الكولومبيين، الذين يثق بهم، لشراء مواد استهلاكية من الولايات المتحدة وبيعها في كولومبيا.
ويقول التقرير إن اتهامات الوكالة الأميركية تظهر حجم شبكة تهريب الكوكايين العالمية، والعلاقة بين المليشيات ومهربي المخدرات المحترفين، مشيرا إلى أن "حزب الله" يمتلك شبكة جمع تبرعات دولية، حيث استفاد من الجاليات اللبنانية المنتشرة في أنحاء العالم كله، وقام ببناء تجارة وأعمال في دول بعضها يعود إلى قرون.
وينوه التقرير إلى أن هناك جاليات لبنانية في غرب أفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث يدير أبناؤها فنادق ومحلات استيراد وتصدير، وهناك أعداد من أبناء هذه الجاليات مؤيدة لـ"حزب الله"، ويتحركون بحرية بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، ويستخدمون جوازات سفر مزورة مصنوعة في فنزويلا.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن تحقيق وكالة مكافحة المخدرات الأميركية يربط حزب الله بالكارتل الكولومبي "لا أوفشينا دي إنفيغادو"، وهي منظمة أنشأها إسكوبار لجمع الديون وحل الخلافات، وجاء اسمها من اسم المدينة التي أنشئت فيها "إنفيغادو"، وتدير المنظمة ذاتها نوادي قمار، وتقوم بتييض الأموال، والاتجار بالمخدرات، وفي عام 2014 اتهم قاتل لقبه "الفأر"، بتدبير 400 اغتيال لصالح هذه المنظمة، واعتقلته السلطات الإسبانية في بلدة إليكانتو.
(Daily Telegraph - عربي 21)