جزء من ذاكرة لبنان يعود إلى الجيل الجديد لتستمر مسرحية زياد الرحباني على مدى التاريخ اللبناني .
بعد 35 عاما على عرض مسرحية بالنسبة لبكرة شو لزياد الرحباني، هذه المسرحية التي حفظها الجيل الأول عن ظهر قلب ها هي تعود الى الشاشة اللبنانية عبر السينما ليستعيد لبنان جزءا من ذاكرته وليشاهد الجيل الجديد من الشباب أعمال الفنان الكبير زياد الرحباني .
فقد أعلنت شركة "أم ميديا" على موقعها الإلكتروني أن مسرحية "بالنسبة لبكرا شو"ستعرض في صالات السينما، وبنسختها الأصلية الأولى، تلك التي عرضت في منتصف السبعينات، والمسرحية تطلبت الكثير من العمل في لبنان وخارجه لترميم الأشرطة وتحسينها خصوصاً أنها لم تصوّر للعرض إنما للإستخدام الداخلي فقط، ما تطلّب جهداً تقنياً كبيراً لتصبح صالحة للعرض. وتعتبر مسرحية بالنسبة لبكرة شو من أهم ما أنتجه المسرح اللبناني. فهي تنتمي إلى المسرح الواقعي الذي أسسه زياد الرحباني واتسم بعفوية وصراحة بالغتين، فضلاً عن كونها جسّدت هواجس اللبنانيين بعيداً عن الكليشيهات والتصنّع، وهو ما كان طاغياً على المسرح آنذاك.
وتقدّم المسرحية رؤية موضوعية عن الصراع الطبقي في لبنان، ووقوع المواطن اللبناني ضحية المجتمع الاستهلاكي وضرب مبدأ التوازن الإنمائي واتكال الاقتصاد على قطاع الخدمات حصراً، وتأثير ذلك في الناس الذين يبدأون بخوض معركة البقاء ولو على حساب مبادئهم وكراماتهم.
المسرحية التي تبقى راهنةً أكثر من أي وقت مضى، تتحدث عن الثنائي زكريا (زياد الرحباني) وثريا (نبيلة زيتونة) اللذين يتركان الريف للعمل في حانة في الحمرا لتحسين أوضاعهم المعيشية. لكن الثنائي يصطدمان بالغلاء المعيشي الفاحش وصعوبة البقاء، فتضطر نبيلة للخروج مع الزبائن بعلم زوجها، لتتمكّن من تلبية حاجات عائلتها، فيبدأ الصراع الكبير مع الذات، ما يؤدي إلى نتائج كارثية.
يتأهب الجيل الجديد من الشباب اللبناني لمواكبة العرض الجديد ليكتشف هذا الجيل عن كثب كطفل اللبنان التاريخ والماضي .
يبدأ العرض لينسى المشاهد من جاء معه ويسرح بين طيات الشاشة العملاقة، يحاول أن يدقق بكل شيء، حتى بعيداً عما تركّز الكاميرا عليه. الجميع يسبق بالنص "زكريا"(الرحباني) نظرا لحفظهم المسرحية، لكن عندما ينطق زكريا الجميع يضحك ويصفق وكأنه سمع هذا الحوار لأول مرّة، بعضهم من نسي أن حبيبته تجلس بجانبه، لتمتد يدها إلى يده لتذكّره بأنها هنا، وليتابع المشاهدة "بلا زعل"، يحضنها بسرعة محاولاً التعويض عن إنشغاله بالمسرحية عنها.