أعلنت طهران أمس أنها استعادت مئة بليون دولار من أموالها المجمّدة في الخارج، بعد بدء تطبيق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست.
وأشار الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، إلى أن غالبية «الأموال المحررة» بعد رفع العقوبات المفروضة على طهران، كانت مجمّدة في مصارف في الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا. وأضاف أن «الجزء الأكبر من المبلغ سيودع في حسابات للمصرف المركزي الإيراني ولصندوق التنمية الوطني، وفي حسابات إيرانية في الخارج»، من أجل استخدامها في شراء سلع.
واعتبر أن «الأبواب باتت مشرّعة (أمام إيران) لجذب واسع للاستثمارات خلال السنوات المقبلة»، لافتاً إلى أن جولة الرئيس حسن روحاني على إيطاليا وفرنسا «ركّزت على الاقتصاد والاستثمار». ورجّح إبرام اتفاق لشراء طائرات ركاب من شركة «بوينغ» الأميركية.
في الوقت ذاته، ذكر ناصر حكيمي، وهو مسؤول في المصرف المركزي الإيراني، أن تسعة مصارف في بلاده باتت موصولة مجدداً بنظام «سويفت» للتعاملات المصرفية الإلكترونية. أما رئيس غرفة التجارة محسن جلالبور، فقال إن رجال الأعمال في إيران باتوا قادرين على فتح رسائل اعتماد للتعاملات في دول أخرى.
في السياق ذاته، أعلن محمد خزاعي، نائب وزير الاقتصاد، أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة سيبلغ 7 بلايين دولار بحلول آخر السنة الإيرانية التي تنتهي في 20 آذار (مارس) المقبل. وأضاف أن هذه الاستثمارات «وُظِّفت في الزراعة والصناعة والسياحة والشحن والنقل».
في غضون ذلك، دعا روحاني إلى «تعاون السلطات الثلاث من أجل الاستفادة المثلى من الأجواء المتبلورة بعد الاتفاق النووي، بما يخدم الشعب والبلاد». وأضاف بعد لقائه رئيسَي مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني والقضاء صادق لاريجاني: «ما ينشده قائد الثورة (علي خامنئي) والشعب الإيراني هو تنظيم انتخابات رائعة في البلاد». وذكر أن اللقاء ناقش «كيفية تنظيم انتخابات ملحمية ونزيهة وتنافسية»، معرباً عن ثقته بأن «الشعب الإيراني سيخطو إلى أمام، سياسياً واجتماعياً، من خلال مشاركته الرائعة» في الاقتراع.
وتزامن الخطاب المتفائل لروحاني مع توجيه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني انتقادات عنيفة إلى مجلس صيانة الدستور، بعد إقصائه حسن الخميني، حفيد الإمام الخميني، من انتخابات مجلس خبراء القيادة المرتقبة في 26 الشهر الجاري، بالتزامن مع انتخابات مجلس الشورى.
ودان رفسنجاني استبعاد المجلس الدستوري «حفيد الإمام الخميني، الأكثر شبهاً بجده». وسأل خلال إحياء ذكرى عودة الخميني إلى طهران من باريس بعد انتصار الثورة عام 1979، موجّهاً كلامه إلى أعضاء المجلس: «من أين حصلتم على أهلية (خوض الانتخابات)؟ مَن قرر أنكم مؤهلون للحكم على آخرين؟ مَن منحكم كل منابر صلاة الجمعة وإدارة التلفزيون الرسمي؟».
وحمّل رفسنجاني «طفيليّين على ثورتنا» مسؤولية ما يحدث في إيران، وزاد: «لو لم يوجد الإمام (الخميني) والإرادة الشعبية، لما كان أيّ من هؤلاء موجوداً هنا».