"الدنيي عتمي شوي وأنا ورفيقتي ناطرين تاكسي، برغم خوفنا إلّا إنو كنّا مطّمنين لأن في حدنا دركي أو دراج لحتّى ما خفنا منّو"..هذه القصة ليست منسوجة من وحي الخيال ولا حتّى مجتزأة، إنّها حقيقة حصلت مع "لما" و صديقتها أثناء عودتهما من عملهما عند حوالي الساعة 7 ونصف مساء، تقول صديقة لما: كنا بانتظار تاكسي وشعرنا بالإرتياح لوجود رجل أمن فقررنا الوقوف بجانبه باعتبار أن المكان أكثر أمانا حتّى بدأ "بتلطيشنا" ومغازلتنا "شو هالحلو، مع غمزة وضحكة" وحاول أن يتجاذب معنا أطراف الحديث فكان يسمع ما نقوله ليدخل هو في الكلام دون أي مبادرة منا".
أما مهى وهي فتاة جامعية فتعلّق على هذا الموضوع بالقول "والله احترنا يا عمّي، الدركيي ليحمونا أو ليلطشونا؟ هذه الروايات ليست سوى نماذج بسيطة لحالات كثيرة، يستخدم فيها الدركي بدلته "للتشبيح وجذب الفتيات" خاصة أن اللبنانيات معروفات بهوسهنّ بالبزّات العسكرية وبذوابهن أمام رجال الأمن.
فبعض الأشخاص أو بالأحرى "الدركيين" وجدوا في ثوبهم العسكري طريقة للتشبيح على الفتيات وتلطيشهن وعدم احترام معايير الأخلاق حتى أصبح مفهوم البزة مرتبط بقلة الأخلاق لبعض الأشخاص.
ورغم أننا نكنّ كل الإحترام للأمن ورجال الأمن في لبنان ولسنا بصدد شنّ أي هجوم على حماة الوطن إلّا أننا كإعلاميين من واجبنا لفت النظر للإنفلات الذي يصيب هذا السلك والقول أننا لا نفتخر بجهاز يحجز مهماته "بالبصبصة" و"التلطيش" ويتقاعس عن القيام بمهامه، على أمل أن تأخذ الجهات المعنية هذه اللفتة بجدية.