الشيخ سلمان الخليل رحمه الله : رمز من رموزنا عمل بصمت ورحل بهدوء. زهوتُ صغيرا بأن إبن الشياح كما كنا نعرفها وهي الغبيرة إداريا كان متمم نصاب جلسة انتخاب الإمام السيد موسى الصدر رئيسا بعد التزامه بالزي الديني وتنسيبه على عجل للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كعالم ديني, ويومها لم يعبأ إبن حارة حريك المرحوم القاضي عبد الكريم سليم بدعوى البعض أن السيد الصدر عممه وهو ليس من أهل التحصيل العلمي المطلوب فأعلن النتائج ومرت المسألة على زغل.
وقف الشيخ سلمان الخليل إلى جانب الإمام الصدر في المواقف الصعبة كما وقف سابقا ولاحقا إلى جانب العلماء المجددين ومع المقاومة فكان سندها القرآني . نفس الزهو اعتراني عندما دخلت صحن السيدة المعصومة في قم عام 1979 بعد انتصار الثورة وصوته يصدح بالقرآن والأذان من مآذنها , هذا زهو لا يعرفه أبناء اليوم لانهم لا يعرفون ندرة امتلاك تسجيل للأذان بصيغته الشيعية ولا قيمة أن يشهد لأمير المؤمنين علي بالولاية من إذاعة .
صبر المرحوم الشيخ سلمان الخليل نفسه مع أسرته وفي مقدمتهم توأمه الشيخ جعفر والشيخ عبد الهادي على القرآن الكريم تلاوة وتعليما , وعلى تصحيح كل ما يتعلق بالموتى من ناحية الأداء الشرعي والنقل إلى المراقد المقدسة , وعلى تهيئة الحج والزيارة أداء صحيحا فتخرج على يديه فيها الكثير واستفادت منه الطائفة الكثير .
صمد الشيخ في بيته وقدم الخدمات لاهل المنطقة في أشد أوقات الحروب خطورة ولعل صورته في تهيئة شهداء صبرا وشاتيلا للصلاة عليهم ودفنهم هي الأكثر تعبيرا عن ذلك.وكان في أي مناسبة للمقاومة والثورة نقطة البداية.
كانت بيننا محبة ومودة واحترام لأكثر من ناحية ومنها أن بين عائلتينا مصاهرة مستمرة إلى اليوم منذ أكثر من قرن بزواج الحاج محمود يوسف الخليل من عمتنا الحاجة فضة قاسم خازم وهما والدا الشهيد عبد الكريم الخليل.
كان رحمه الله طاهر القلب , كريم الخلق ,سخي النفس واليد, باسما دوما , لطيف المعشر , التقيته مرة في بلدة أنصارية في مجلس تعزية وعندما خرجنا من الحسينية قال لي : " إذا ما معك سيارة باخدك معي فأجبته : لا يا عمي إنت اللي بتاخدو ما بيرجع " فضحك وافترقنا .... رحمك الله راحلا على الطريق التي طال ما أخذت فيها موتانا إلى وادي السلام , فلترقد روحك اليوم في جوار أمير المؤمنين بسلام.
الشيخ علي خازم