يقول قائد قوات التعبئة للحرس الثوري الجنرال محمد رضا نقدي إن ما حدث خلال زيارة [ الرئيس روحاني] لروما وباريس كان إدخال الخنجر في جسد الاقتصاد المقاوم ، لأنه يعارض الاقتصاد المقاوم وبحال استمراره يجب تعطيل جميع الجامعات الفنية في البلاد.
و اعتبر نقدي بأن بيع النفط الخام مقابل شراء المنتوجات الأوربية من تلك السياسات التي تعارض الاقتصاد المقاوم.
علماً بأن الاقتصاد المقاوم عبارة عن مخطط إيراني تم تدوينها وإقرارها قانونياً بطلب من المرشد الأعلى منذ عامين مع بدء المفاوضات النووية، تحسّباً لأي طارئ في المفاوضات، ومنها وقوع الحرب بين إيران وألولايات المتحدة, اضاف الجنرال نقدي بأن العدوّ تيأس من استمرار العقوبات كما صرح الرئيس الأميركي وزير خارجيته بأن العقوبات لم تعد تجدي نفعاً وبعد رفع العقوبات عن إيران اتخذت الولايات المتحدة استراتيجياً جديداً يقوم على إظهار التودد مما يفتح مجالاً لتغلغلها داخل إيران، وأن شراء طائرات أير باص الفرنسية لا توفر فرصاً لشغل في إيران.
ويرى الجنرال نقدي بأن أي بلد تشتري 114 طائرة من بلد أوربي يجب أن تشارك في صنع تلك الطائرات ولو بمستوى 20 في المائة.
وأردف نقدي بالقول إن خطر التغلغل يهددنا خلال الانتخابات النيابية المقبلة لأن لأن هناك فرق شاسع بين برلمان يقاوم أمام الاستكبار العالمي وبرلمان يتبع الاستكبار! وهكذا لم يُبق الجنرال نقدي محالاً لتحيليل كلمته وكشف عن سرّ معارضته لزيارة الرئيس روحاني لإيطاليا وفرنسا والصفقات الناجحة التي عقدها معهما، مما يقوي شعبيته ويخيّب المحافظين.
إن الجنرال يطالب بمشاركة إيران في صنع الطائرات المدنية العلاقة بمستوى 20 في المائة، بينما شركات صنع السيارات الإيرانية وبعد خمسين عاماً لم تتمكن لحد الآن من صنع سيارات من طراز بيجو 206 بشكل كامل.
أن تصريحات الجنرال هي صفارة الإنذار للانتخابات النيابية ويحاول المحافظون ومنهم الحرس الثوري كسب المعركة الانتخابية النيابية والاحتفاظ بهذه السلطة بعد ما خسروا المعركة الرئاسية قبل عامين مما خسّرهم الكثير من الفرص الاقتصادية والسياسية.
إن بقاء السلطة التشريعية بيد المحافظين يؤمن لهم مساحة من الفرص الاقتصادية عبر إقرار ميزانيات سخية للحرس الثوري. وردّ معاون وزير الطرق والمواصلات الإيراني على الجنرال بأن إيران كانت تشتري كل طائرة مستعملة بستين ميليون دورلاراً في ظل العقوبات بينما الآن تشتري الطائرات الحديثة بـ 44 ميليون دولاراً! وتزامن كلمة الجنرال نقدي مظاهرات احتجاجية لعناصر من قوات التعبئة أمام وزارة النفط في العاصمة طهران للتنديد بالصفقات النفطية الأخيرة بين إيران وشركات نفطية أوربية.
بالرغم من رفض أهلية 99 في المائة من المترشحين الإصلاحيين للانتخابات النيابية ولكن المحافظون يتخوفون من الدور المرتقب لكل من الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي والشيخ رفسنجاني لفرض هزيمة جديدة على المحافظين كما حدث خلال الانتخابات الرئاسية الماضية.
ركز الاصلاحيون الآن على دعم مرشحين غير معروفين ينتمون إليهم منهم لمنع فوز المرشحين المحافظين في الانتخابات الرئاسية، وهذه الاستراتيجية سوف يتم اختبارها خلال أسابيع قادمة.