لكل مهنة أخطائها، بعضها ناجم عن سوء علم وأخرى تصنف تحت بند "سقط سهوا"، لكنها في كل الأحوال تظل نقطة تؤخذ على مقترفيها، وتبقى نقطة مسجلة عليهم، ولكن تبقى أخطاء الإعلاميين هي الفادحة..

وتعتبر الأخطاء الصحفية هي كبيرة، حيث تتعامل مع اللغة باعتبارها منشورة لكل البشر ، وثمة عدد من الصحفيين لا يجدون غضاضة في البوح بأخطائهم كجزء من تجاربهم وخبراتهم وهناك من يجدون حرجا من الاعتراف بأي أخطاء يقعون بها..

فالزميلة دنيز رحمة فخري صحافية من قناة ل MTV وخلال تغطيتها جلسة مجلس الوزراء التي تم في خلالها اقرار التعيينات العسكرية إرتكبت هفوة أثناء النقل المباشر، تطرقت فخري إلى موضوع طاولة الحوار، غير أنها استبدلت كلمة "الحوار" بـ"الحمار"، ثم عادت وصحّحت الخطأ بسرعة مبتسمة..

غير أنّ زلة لسانها أعجبت الشعب اللبناني الذي وجد فيها ضالته، واعتبرها أصدق ما يمكن التعبير به عن الطاولة أو توصيفها. من هنا.. لم تكن غلطة الزميلة دنيز رحمة مباشرة على الهواء مقصودة، وهي المعروف عنها جديتها ورصانتها وحرفيتها وخبرتها الإعلامية، ولكن وكما يُقال ربّ غلطة نافعة، فاستبدلت "الواو" في كلمة الحوار بـ "ميم"، فاصابت..

و"غلطة الشاطر" استدعت على مواقع التواصل الإجتماعي سيلاً من التعليقات، وأغلبها أيدّ الزميلة دنيز، وأعتبر أن هذه الهفوة جاءت في مكانها الصحيح..

فهذه ليست غلطة، إنها صرخة حق و ضمير لبناني حي وهذا لسان حال كل لبناني وهي ليست الوحيده بل كل لبناني يردد هذا الكلام..