تخللت زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لإيطاليا أحداث هامشية لفتت أنظار الإعلاميين أهمها أن الطليان بلغ كرم الضيافة لديهم إلى الذروة حين غطوا التماثيل العارية في متحف روما بألواحح خشبية احتراماً لمشاعر ضيفهم الرئيس روحاني، حيث إنه رجل دين قبل أن يكون رئيساً لدولة إسلامية تطبق الشرعية الإسلامية قدر المستطاع.
فضلاً عن أن الحكومة الإيطالية بادرت بعدم تقديم الخمور في المآدب الرسمية، وهى لفتة رفضت فرنسا، التي هي المحطة التالية في جولة روحاني الأوروبية، وتطبق إيران، كدولة إسلامية، قوانين صارمة بشأن استهلاك الكحوليات.
وأشار الرئيس روحاني خلال مؤتمره الإعلامي بأنه لم يطلب من المضيف الإيطالي تغطية التماثيل ولكنه وجّه الشكر له على كرم الضيافة.
أما موضوع عدم تقديم الكحول خلال الضيافات مطروح في جميع زيارات المسولين الإيرانيين، ويرفضه البعض ويقبل به البعض الأخر، وقبل به الطليان، كيف لا وفضّلهم الرئيس روحاني على الآخرين، وفي أول زيارة أوربية له حلّ ضيفاً عندهم، فضلاً عن أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين إيران وإيطاليا متجذرة وعميقة وقديمة وحتى العقوبات النووية لم تؤثر فيها كما أثرت في العلاقات بين غيران وباقي الدول الأوربية.
وأما الفرنسيون رفضوا طلب الطرف الإيراني بعدم عرض الكحول خلال الضيافة الرسمية، كما رفضوا خلال زيارة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي في العام 1998.
أما الموضوع الآخر الذي لفت أنظار الإعلاميين هو الصراع الذي تشهده الساحة الإيطالية بين أنصار المثلية ومعارضيها في إيطاليا قبيل بحث موضوع المثلية في البرلمان الإيطالي واستغل أنصار المثلية تواجد الرئيس روحاني في روما لشن احتجاج على عقوبات تفرضها الحكومة الإيرانية على المثليين مشيرين إلى إحصاءات لعدد المثليين تم تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم في إيران، محتجين على استقبال الحكومة الإيطالية رئيس حكومة تُجرّم المثلية.
ووراء تلك الهوامش كانت زيارة روحاني لروما زيارة ناجحة إذ وصل حجم الصفقات الموقعة بين الطرفين إلى 17 ميليار دولاراً.
وختم روحاني زيارته لروما قبيل الذهاب إلى باريس بالقول : "من الممكن أن تقوم علاقات ودية بين إيران والولايات المتحدة لكن مفتاح هذا الأمر في أيدي واشنطن وليس طهران".
فعليه هناك مسافة شاسعة بين التماثيل العارية وبين تمثال الحرية، وبينما حجب الطليان التماثيل العارية عندهم، يختفي الإيرانيون عن مشاهدة تمثال الحرية، والحقيقة أن مفتاح زيارة تمثال الحرية في نيويورك، ليس بيد واشنطن بل إنه بيد طهران!