لو كان يعلم زعماء قريش مصير دين محمد (ص) لتسابقوا جميعا وقدموا اولادهم عشرة بعد عشرة اسوة بعبد المطلب لينالوا حظوة عند اعظم شخصية في التاريخ , ولكنهم لم بروا الا ارث قريش السلطوي الفبلي يضيع من بين ايديهم ولو كان يعلم اصحاب السقيفة مآل الخلافة ومصيرها لغادروا سراعا الى جنازة الرسول الاعظم خوفا من تاريخ اسود وعقدوا اللواء لحفيد عبد المطلب ولو امن فعلا الخليفة الاول والثاني (رض) ان محمدا مات لكان شعار الخلافة لو دامت لغيرك لما الت اليك ولو كان يعلم الخليفة الثالث ان قميصه قد من امام وليس من دبر ولبسه حاكم الشام لهاجر من جديد الى حيث نفي ابا ذر وشاركه رحلة الالم لمصير دين محمد (ص) ولو اراد الخليفة الرابع (ع)السلطة لكان العالم الاسلامي باسره اليوم علويا ولكن ليس علوية ال الاسد في الشام فالغموض أو الإبهام أو ما يمكن أن يسمى بالجهل الديني كثيراً ما ينطبق على أتباع العقيدة نفسها، كما هو الحال في حياة الكثيرين من المسيحيين من شتى الطوائف والمسميات.
والأمر نفسه مشابه ولا شك، لدى الأوساط غير المسيحية أيضاً. ويلاحظ أن ما يشدُّ الناس إلى دياناتهم أو طوائفهم رغم جهلهم بأمور دينهم هو في معظم الأحوال التقاليد الاجتماعية. فالكل محسوبٌ على عقيدته، والتخلي عنها في مجتمعه كتخلي الإنسان عن ثيابه. وهناك وجه آخر من الجهل أو الإبهام الديني يتمثل في جهل أصحاب عقيدةٍ ما لعقيدة الغير. ويزداد الأمر استغراباً عندما يكون أتباع العقيدتين يعيشون على أرض واحدة وضمن كيانٍ واحدٍ، يضمّهم سياجُ وطنٍ واحد، ويجهلون حقيقة عقائد بعضهم البعض. فالمثال واضح ..
فاليهودية والمسيحية والإسلام دياناتٌ ثلاث نبتت على هذه الأرض الشرقية، وأهل الديانات الثلاث يتعايشون معاً بطريقةٍ أو بأخرى، ومع ذلك فقليلون منهم من يعرف عقيدة الطرف الآخر حق المعرفة. ولذلك تُعشش في أذهان الكثيرين قصصٌ ورواياتٌ عن الديانة الأخرى ليس لها أساس من الصحّة. وفي أجواء الجهل السائد وغياب المعرفة يجد المغرضون فرصتهم لبث الظنون عن ديانات الغير بطريقةٍ ساخرة مشوهة للحقائق.
فالمعلومات التي يستقيها هؤلاء أو أولئك عن الديانة الأخرى معلومات غالباً ما تكون غير واقعية وأحياناً معلوماتٍ مسيَّسة مغرضة مطبوخة في مطابخ الآخرين كي تؤدي طعماً منفراً.
أما الأمر الطبيعي والمنطقي أن من أراد أن يعرف ما هي الديانة اليهودية فليقرأ صحف موسى ان وجدت او التوراة الغير محرفة ان وجدت ايضا ، ومن أراد أن يتعرف على المسيحية فليقرأ الإنجيل أو بالحري فليقرأ الكتاب المقدس ايضا من دون تحريف، ومن أراد أن يتعرف على الإسلام فليقرأ القرآن.ولكن ايضا من دون تحريف تاويله وتفسيره ومن الملاحظ في بلداننا الشرقية أننا نتأثر بالأقاويل والدعايات التي تصل إلى مسامعنا ونقبلها على علتها دون فحص أو تحقّق، فالأولى بمن يرغب المعرفة أن يتعرّف بنفسه على الأديان مباشرة من مصادرها هي، وهناك سيجد حتماً أن المعلومات التي حملها عن ديانة الغير غير صحيحة، وأنها كانت مغرضة - منفّرة - غايتها تسويد صحيفة الوجه الآخر، لضمان عدم التقرب منه أو التعرف عليه.
وهذا بحدِّ ذاته نوعٌ من الإرهاب الفكري والتعتيم على الجماهير كي تبقى السيادة للجهل والإبهام. وليبقى الكذب والتمويه هما السائدان بين الناس. - أن من يقفُ على الصخر لا تخيفه الأمواج العاتية. أما لو كانت العقيدة التي نبت في ظلالها عقيدة هشة، مُبهمة، ضعيفة، غير مرتكزة على أساسات متينة، وليس لها الشهادة التي تتمتع بها من صدقٍ وأمانةٍ وقدسيةٍ وهيبة... عندها سيكون من الطبيعي أن نخشى على اجيالنا من أن تهتزَّ عقيدتهم في قلوبهم بتأثير أي كتابٍ او فكر آخر يطلعون عليه.. منذ أن ولدت في هذه الحياة وتفتّحت على الدنيا ابتدأت تتعرف على الأشياء من حولك وتتلقى المعلومات والدروس شيئاً فشيئاً، أولاً من والديك أو ممّن معك في البيت، ثم من محيطك، ومن مجتمعك الذي تعيش فيه، ومن مدرستك التي تتلقى فيها العلم، من معلِّمك ومن رفقائك الذين تخالط، وربما من رجل الدين أو من مدرس الدين الذي تجلس في صفه ..
ومن حينها أخذت المعلومات تختزن في ذاكرتك وتنطبع على شاشة حياتك وتكوّن شخصيتك. فالمعلومات التي وصلتك أصبحت جزءاً لا يتجزأ من قناعاتك، وهي تؤكد لك بأنك تملك مجموعة من الحقائق في الدين والعقيدة وقواعد السلوك وأسلوب التعامل مع الناس وغير ذلك. ومن حينها أنت مطمئنٌ بأنك بنيت نفسك على عقيدةٍ دينيةٍ صحيحة، وأن من يختلف عنك هو على باطل. ومن هنا فالذين ينطبق عليهم هذا الحال يبدأون ينظرون إلى من اختلف عنهم في مبدأٍ أو عقيدة، نظرة ساخرة. ويصل البعض أن يستهينوا بعقيدة الآخرين ويتلفظوا بكلمات نابية ضدهم، جارحة للمشاعر لأنهم يرون أنهم هم على حق، وأن الغير على باطل ..
هكذا يبدأ الاستعلاء على الغير دون أن يعرفوا حقيقة عقيدة الغير أو يطلعوا على كتب الغير، لأن هؤلاء تشرّبوا الكره والنفور ضد عقائد الغير وأشخاصهم منذ طفولتهم. ولكن الادهى والامر ان الحاكم او ولي الامر او السلطان والذي يفترض انه مسؤول عن رعية الدولة بكل طوائفها , نجده هنا هو الرسول والمصلح والاب والقائد والزعيم والسيد , لا بل هو الوحيد من يسير على نهج قريش والخلفاء لا بل لو استطاع ان يلغي من عقول الناس الكتب السماوية او اعتقادهم بالانبياء والرسل , لم يتوانى لحظة واحدة في الاعلان عن نبوته وايضا الوهيته ولسنا بحاجة الى وقفة لنعرف ماهية هذه النظرة الاستعلائية على المواطن.
هل اصبحت ثقافة في عالمنا العربي وياتي تباعا اصحاب اللحى المزركشة سنة وشيعة ,وبين اللحيتين خيطٌ ممتدٌّ من فتاوى الموالسة والنفاق والخنوع والخضوع … وبيع الوطن فى مزاد الفتاوى.هؤلاء هم أبناء قريش الحقيقيون الذين تقيَّأهم سيد البشرية ، فنبتوا شوكاً فى قلب الامة، وفاضوا مرارة فى حلقه، قد حملوا فى جيناتهم كل خطايا عصر الجاهلية وآفاته الأخلاقية… من استعلاء على أبناء الوطن، والتجبر بلفظة (الكفر) على كل من يخالفهم، كأنهم احتكروا الدين لأنفسهم، وفى المقابل ذروة الخضوع والخنوع والمذلة للسلطة الحاكمة مهما كانت، وأيًّا كانت. (لاحظ أنهم لم يوجهوا كلمة نصح واحدة لاي حاكم او رئيس ). حدثونا عن حرمة التحزب فى الإسلام وكانوا أول المتحزبين بعد الثورة التى لعنوها أولاً وآخرا. وائتمنهم البسطاء (الذين صاروا مغفلين) على قول الحق فلم ينطقوا إلا بهتانا وزوراً وطعنًا ولعناً. ولما خاصموا لاكوا كلمة الكفر وألصقوها بمخالفيهم.
فادي ماضي