يسود الخوف مختلف أقضية ومناطق الشمال جراء تنامي الحديث عن إنتشار "الانفلونزا" بين المواطنين والتي أدخلت عددا كبيرا منهم الى المستشفيات وهي لم تعد تتسع للمزيد من المرضى، كما أفيد عن حصول أكثر من حالة وفاة ناتجة عن إلتهابات حادة في الرئتين سببتها هذه الانفلونزا ..
إضافة الى إضطرار عدد من المستشفيات الى إدخال بعض مرضاها إلى قسم العناية المركزة، الأمر الذي وضع منطقة الشمال تحت تأثير موجة من الشائعات تحدثت عن إمكانية إنتشار مرض إنفلونزا الخنازير (H1N1) وذلك بسبب ما تشهده هذه المحافظة إضافة الى محافظة عكار من إكتظاظ بشري ناتج عن النزوح السوري..
فالإنفلونزا مرض موسمي يظهر مع بداية موسم برودة الجو يبدأ بكثرة مع حلول فصل الخريف .. هذه الإنفلونزا حلت ضيفاً ثقيلاً على أنفاس اللبنانيين في مثل هذه الاوقات من كل سنة، وتحوّل هذا الضيف الى مستعمِر بفعل التلوث البيئي وعواصف النفايات التي تضرب لبنان للشهر السابع على التوالي الأمر الذي يتطلب اتباع بعض طرق الوقاية الضرورية لتجنب الإصابة بهذا المرض المزعج ..
مع إنتشار الخبر على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي إرتعدت اطراف اللبنانيين تخوفاً مما أسموه بالوباء القاتل وبدأ كل مصاب بالزكام يتهيأ له أن أيامه باتت معدودة وأنه مصاب بالفيروس الذي كثرت الروايات المخيفة عنه..
وهناك أنواعا جديدة من الجراثيم تؤدي الى هذه الانفلونزا، ومنها إنفلونزا الخنازير حيث ثبت أن عدداً قليلاً من المرضى أصيبوا بها وقد تمت معالجتهم بشكل كامل خصوصاً أن مرض (H1N1) بات يعالج كأي مرض عادي ولم يعد يشكل خطرا كما كان في السابق..
وأخيراً..للوقاية من المرض يُنصح بالتلقيح ضد الإنفلونزا للأطفال (فوق الستة اشهر) والنساء الحوامل وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والعاملين الصحيين،فإن معظم حالات الإنفلونزا تتماثل للشفاء ولا تحتاج إلاّ إلى مخفضات الحرارة والإكثار من تناول السوائل والراحة..
ولكن بعضها قد يتسبب بمضاعفات خطيرة، خاصةً لدى الأطفال دون الخمس سنوات وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل،الأمر الذي يستوجب مراجعة الطبيب فور ظهور صعوبة في التنفس أو أية مضاعفات أخرى أو في حال استمرت الحرارة مرتفعة لأكثر من خمسة أيام، كما يتوجب على المصاب التغيب عن الدراسة او عن العمل وملازمة المنزل لحين الشفاء..