"تاكسي"!، "تاكسي"!... بصوت رقيق بالكاد يُسمع تنادي تلك الطالبة الجامعيّة التي تقف في تمام السابعة والنصف من مساء أيام الاثنين والاربعاء والخميس خارج أبواب جامعتها بعد نهار شاقّ ومضنٍ. دوام تلك الأيام ثابت، و كذلك "التسعيرة".
إلا ان المفارقة البسيطة تكمن في إمكان ارتفاع تلك التسعيرة، وفق مزاج السائق، أو وفق "شكل" الزبون، إن كان "دفّيعاً ما بيسأل"، أم "بيشارع عالالف"... وفق تعبير أحد السائقين.
فوضى "مافيات" سيّارات "التاكسي" في لبنان ليست بجديدة، ولا تستثني أيّة منطقة.
تبدأ في مطار بيروت، وتمرّ بمختلف المناطق اللبنانية الساحليّة منها، والجبليّة.
إلا ان الجديد في الموضوع هو انخفاض سعر صفيحة البنزين ليصل الى 20 ألف ليرة لبنانية، وهو سعر موحّد، فأين التعرفة الموحّدة للنقل المناسبة لسعر صفيحة البنزين؟
اتصال واحد كان كفيلاً بفضح الفوضى المنتشرة بين شركات سيارات "التاكسي": أنا: آلو، يعطيك العافية، من تلفزيون الـ mtvالنقاش لجبيل، بدّي عزّبك بالتسعيرة إذا بتريد؟ -
الاتصال الاول: Lebanon Taxi: 50 ألف ليرة. أنا: أوف! مش كتير؟! من هون لجبيل هلقدّ!
المكتب: لأ مدام... "نحنا سياراتنا غير".
- الاتصال الثاني: مكتبSam Taxi : 30 ألف ليرة، مدام.
- الاتصال الثالث: مكتب Alliance Taxi: 26 ألف ليرة مدام، تكرم عينك. - الاتصال الرابع: مكتب شوماخر Taxi: 25 ألف ليرة مدام... 4 اتصالات في غضون 10 دقائق، كانت كفيلة بإظهار الفوضى المستشرية بقطاع النقل.
وللاستيضاح كان لموقع الـmtv اتصال بنقيب أصحاب شركات التاكسي في لبنان شارل أبو حرب، الذي لفت الى أنّه "في الواقع لا تسعيرة موّحدة صادرة عن الدّولة، تلزم سيارات التاكسي والشركات بها، لأنّ بلدنا قائم على سيارات النقل المشتركة أي "السرفيس" وليس على سيارات الـ"تاكسي"، مشيراً الى أنّ تعرفة "السرفيس"، معروفة نوعاً ما وهي 2000 ليرة لبنانية، وترتفع وفق الخطّ الذي يسلكه الراكب.
وأوضح أبو حرب، أنّ "قانون السير الجديد الذي صدر عن وزارة الداخلية والبلديات، في الـ2015 يلزم كلّ سيارات الـ"تاكسي" بعدّاد وبناءً عليه، يتمّ التقيّد بالتسعيرة الموحّدة التي تصدر عن الإدارات المعنيّة.
وحتى اللّحظة لم يُطبّق القانون فبقي حبراً على ورق، ولم تنفّذه وزارة الداخليّة، ولم يتمّ استقدام عدّادات من جانب وزارتَي النقل والمالية.
وبالتالي نحن غير معنيّين بأيّ قانون طالما انّه غير موجود بعد".
وفي سؤال بشأن التسعيرة المرتفعة قياساً بسعر صفيحة البنزين الذي انخفض في الفترة الاخيرة، شدّد أبو حرب على أنّ تسعيرة الشركات في الوقت الحالي لا تزال سارية وفقاً لسعر صفيحة البنزين سابقاً، أي 25 ألف ليرة. بانتظار تثبيت السعر ويستقرّ نهائياً.
لكنّ الانتظار، مع مثل هذه الدولة وإداراتها، قد يطول كثيراً. قد يطول الى حين ارتفاع سعر صفيحة البنزين، من جديد...
MTV