انقلبت الموازين واحتلت حال الطقس أولويات الطلاب اللبنانيين، هم يطلبون ومحبوب الطلاب وزير التربية والتعليم الياس ابو صعب لهم خاضع ومجيب. فمنذ أن بدأت رياح العاصفة تالاسّا تهزّ شباك الاخبار بدأت حملة العشق للوزير لابو صعب تنشط على مواقع التواصل الإجتماعي، من إنشاء الأغاني والصور ونظم الأشعار وصولا إلى فبركة صورة لزوجه جوليا بطرس مع اولادها يطلبون فيها من ابوصعب اتخاذ قرار التعطيل.
إلاّ أنّ ابو صعب أعلن أنه يقيم مشاورات مع رئيس الحكومة تمام سلام لاتخاذ قرار التعطيل حسب ما يقتضيه الجو العام للطقس. وأخيرًا انتشر الخبر، فالعاصفة غاضبة والمدارس غير مجهّزة وعلى الطلاب التزام منازلهم، هذا الأمر الذي دفع بهم إلى الإفراج عما في صدورهم من حبّ للوزير "الحنون".
ولا ينكر أي شخص مدى الكاريزما التي يملكها "محبوب الطلاب" ومدى الإهتمام الذي يبديه بصحّة الطلاّب خاصة أنّ المدارس غير مجهّزة بأدوات تدفئة تحمل الطلّاب على تحمّل هذا الصقّيع. لكن السؤال الذي يجب أن نوجّهه للوزير ونتمنى الإجابة عليه: لماذا لم يتم تجهيز المدارس في الصيف تحسّبا لأي عاصفة قادمة في فصل الشتاء؟ فالوزير الناجح هو الوزير الذي يهتمّ بهيكلية المدارس وتجهيزاتها، هو الوزير الذي يقضي وقته باحثًا في أساليب تطوير المدارس الرسمية بدل انتظار نشرة أحوال الطقس.
ومن هنا فإننا نطلق نداء إلى الوزير ابو صعب ونأمل في أن يصله باعتبار أنه ضمير التغيير الذي نعوّل عليه الكثير بعد أن فقدنا الأمل. فأيها الوزير أنت كمثل ضوء ينير لبنان بالإصلاح فكلّ ما نريده أن يذكرك التاريخ على أنّك "أنت فقط " كنت منارة لتغيير المدارس الرسمية نحو الأفضل فلا تخذلنا.