ما وجه الغرابة:
إذا كانت السياسة مصالح ، فلماذا يستغرب المشتغلون بالسياسة تبدل الحسابات والسياسات؟ . أغلب الظن أن المفاجأة تأتي من بيت الذين يظهرونها. لماذا؟ لأن هؤلاء وصفوا غيرهم بما ليس فيهم ، ولصقوا على واجهات جباههم أفكارا ليست من بنات أفكارهم. هكذا حمل اليساري مثلا برنامجه لهذه الكتلة الطائفية أو تلك ، وأوكل إليها أمر التحرر الوطني والديمقراطية والسيادة التامة والاستقلال الناجز والرفاه الاقتصادي والعدالة الاجتماعية ..
..لقد تمكنت الكتل الطائفية والمذهبية المختلفة من " تقمص" أدوار مخالفة لبنيتها العامة، وادعت التصدي لوظائف وطنية عابرة ، على الضد من أصل نشأتها، ساعدها في ذلك التعميم الشامل الذي طال ببركته كل الكلمات والأساسي من المصطلحات.اليوم ، وفي موسم الكلام التفصيلي ، عاد كل ذي أصل إلى أصله وفصله. والشيطان كما قيل يكمن في التفاصيل. لا ضرورة للاستغراب عندما تفترق الوطنيات، وتنفرط التفاهمات ،ويعاد بناء التحالفات ...
. المهم ألا يستمر أصحاب الوهم في دوامة وهمهم.جعجع هاتف وئام وهاب؟ لماذا لا يفعل؟ والحريري رشح فرنجية ؟ ما المانع؟ وما هو البرنامج الوطني الذي أطيح به؟ وما هي هوية المعارض وبرنامجه؟...
.هذا فقط لأننا نريد أن نفهم ، بعدأن غمرنا موج المفاجأة من ذات " اليمين" وذات " اليسار"....وخاصة اليسار.