فتح تلفزيون لبنان الجديد نشرته الاخبارية بمقدمة مريمية بهلوانية طالت بها الجميع ومدحت من هو ممدوح دائماً لديها خوفاً منه أو طمعاً فيه بعد أن ذاقت منه مرارة الموقف نتيجة اساءة عفوية أو مخطط لها كما حصل ما بين معدّة النشر الاخباري للمحطة وبين ابن سيّد حزب الله . وقد نال الرئيس سعد الحريري النصيب الأكبر من حصّة السبّ السياسي اذ وُصف زعيم 14 آذار بالولد المطيع للمملكة العربية السعودية في سياق التوصيف لطبيعة التحالفات الجديدة على كعب كرسي قصر بعبدا بين المتخاصمين والمتحالفين ولدوريّ كل من ايران والسعودية في مرشحيّ 8 آذار .
وحده سعد الحريري ولد مطيع للسعودية والآخرون غير مطيعين لأحد في نظر قناة تلفزيونية وهذا ما يجعل وجهة نظرها مجرد وجهة سير لا أكثر ولكنها مثيرة لفتن وأحقاد وضغائن بين اللبنانيين اذ أنها تثلج صدور أناس وتشعل النار في صدور أناس آخرين الأمر الذي يصبّ في خانة الفتنة المذهبية المشتعلة بين الكثيرين من الموالين للتيّارات الشيعية والسُنية والعصبية المنسجمة مع ما يجري في المنطقة من حروب تعكس صور الحضور المذهبي فيها . لا أعرف ما هو موقف جماعة 14 آذار وخصوصاً تيّار المستقبل من تعد واضح على شخصية مسؤولة ووازنة في الحياة السياسية والطائفية وما هو مستوى الانبطاح الجديد أمام وجهات سير محلية مبرمجة بطريقة هادفة الى النيل من المختلفين معهم بسُخرية مدفوعة الأجر .
ربما تعود التيّار على توصيف زعيمه بطريقة فظة لأنها تخدم العصبية الطائفية وتغذي الشعور المذهبي وتدفعه الى الالتفاف الطوعي والقسري حول الزعيم الطائفي الذي يحتاج الى من يوقد الشعور الطائفي ويثوره بغية استغلاله حيث يجب .
ثمّة شعور سُني سلبي يتنامى ضدّ شبكات اعلامية تصطاد في الماء الصافي للطوائف لتعكره وتثير فيه زوابع وتيّارات مائية خبيثة خدمة لمشروعات هي بالتأكيد غير وطنية . وقد عكست مشاهد عديدة حالات الاضطهاد المبرر من قبل الناس لهذه الوسائط الاعلامية المذكورة .
من قبل دخل مناصرو أمل الى مبنى وسيلة اعلامية بعد تعد صارخ على رمز الحركة ومن ثم اهتزّ المبنى المذكور لوعيد ناعم نتيجة لحظة طيش سياسي لقلم ظنّ أنّه من رصاص .
يبدو أن الاستفادة من التجارب مهمة صعبة لذا يذهب الكثيرون من الاعلاميين الى اتباع الطرق السهلة في التسخيف والتسطيح مساهمة منهم في حقن المجتمع الطائفي بجرعة زائدة من العصبية "المفورة " لغرائزهم المجنونة .
اذا كان الرئيس الشيخ سعد الحريري ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري وزعيم الطائفة السنية ودون منازع وفريق 14 آذار الذي يضم قوى وازنة مسيحياً واسلامياً ودون منازع ورئيس الكتل النيابية التابعة لهذا الفريق ومحاصص لحزب الله التيّار الذي يتجاوز بقوته وحضوره لبنان في الحكومات المشتركة كافة وهو ثالث الأقوياء بري وجنبلاط وحضوره القوي يمتد نفوذه الى أبعاد اقليمية ودولية هو بنظر نشرة اخبارية مجرد ولد مطيع فما هو حال الآخرين ممن لا يملكون شيئًا مما يملكه الحريري ؟ سؤال يدق باب تيّار المستقبل ولا ينتظر جوابه .