تشير مصادر مطلعة على كواليس الأجواء الرئاسية وما يتم تداوله على مستوى الزعامتين الدرزيتين التقليديتين في المختارة وخلدة لموقع "ليبانون ديبايت"، الى أن الخيارات بين جنبلاط وأرسلان باتت تسير في خطين متوازيين لا يلتقيان، فزعيم المختارة أراد من خلال ترشيح حلو إعلان موقف واضح مفاده أنه ليس مع وصول أي من المرشحين الموارنة الأربعة الى بعبدا"، وبشكل خاص العماد عون المعروف بصلابة مواقفه وإلتزامه بعمل المؤسسات الدستورية من خلال تطبيق إتفاق الطائف، الى جانب تأييده إقرار قانون إنتخابي على أساس النسبية، وهو الأمر الذي لا يستسيغه جنبلاط لأنه سيقلص حجم كتلته النيابية لصالح خصومه لا سيما في عاليه وبعبدا، وعليه ترى المصادر أن الهدف الاساسي وراء دعم جنبلاط مبادرة الحريري هو قطع الطريق على عون وليس رغبة منه بوصول فرنجية رئيساً، والذي يبقى ضرره جنبلاطياً أقل من عون بحال وصوله الى كرسي الرئاسة.
بينما تؤكد المصادر أن "المير طلال" لا يزال على موقفه الثابت ضمن تحالف قوى الثامن من آذار الداعمة وصول العماد عون الى الكرسي الرئاسي، كما تنوّه المصادر الى موقف أرسلان الرئاسي رغم العلاقة الأخوية التي تربطه بـ"سليمان بيك"، وهو ربما يعبّر عن موقف دمشق الداعم وصول عون وإن كان على حساب رئيس المردة الذي يعد صديقاً وحليفا ثابتاً للرئيس بشار الأسد وحزب الله، لكن المصادر تؤكد أن تزكية عون على حساب فرنجية لا يعني تخلي سوريا وحارة حريك عن الأخير فهو حليف ثابت للأسد ونصرالله، كما أن حظوظه الرئاسية لا تزال قائمة في الإستحقاقات القادمة.
أما على ضفة وهاب تلفت المصادر الى ان العلاقة بين رئيس حزب التوحيد وفرنجية ليست سيئة فهما ضمن تحالف عريض، لكن على المستوى الشخصي هناك نوع من النفور، وتذكر بموقف سابق لفرنجية (وهو صديق لأرسلان الذي لا تجمعه علاقة جيدة بوهاب)، الذي إعتبر أن مواقف وهاب لا تعبّر عن رأي الفريق السياسي الذي ينتمي اليه، الأمر الذي إنعكس فتوراً في العلاقة بين الرجلين قبل أن تنجح الوساطات بترطيب الجو بين فرنجية ووهاب الذي قام بزيارة بنشعي قبل فترة، وتضيف المصادر: لكن وهاب خرج قبل أيام بموقف سلبي جديد تجاه فرنجية حيث غمز الى سلسلة أخطاء إرتكبها فرنجية بعد إجتماع باريس، قاصداً بذلك عشاء كليمنصو بين فرنجية وجنبلاط.
لبيانون ديبايت