أشارت أوساط سياسية على بيّنة من موقف “حزب الله” حيال الرئاسة الأولى، إلى أنّ “رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يبالغ في الكلام عن قدرة حزب الله على إخضاع الآخرين لمصلحة تأييد العماد ميشال عون”.
وقالت الأوساط لصحيفة “الراي” الكويتية، إنّ “حزب الله لا يعطي الأوامر لرئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب سليمان فرنجية مصرّ على النزول إلى البرلمان حتى لو طلب منه الحزب العزوف، وتالياً لا يمكن تحميل الحزب وزر مواقف الآخرين أو الإيحاء بأنّه يملك قدرةً مطلقة لحملهم إلى بيت الطاعة”.
وكشفت أوساط واسعة الأطلاع للصحيفة عينها أنّ “حزب الله أبلغ عون الإستمرار في دعم ترشيحه مهما كلّف الأمر، لكنه غير مستعدّ لفرض رأيه على فرنجية لإدراكه المسبق أنّ زعيم المردة لن يتراجع ويصرّ على إكمال الطريق”، مشيرةً إلى أنّ “هذه الخلاصة تعني أن لا انتخابات رئاسية في جلسة 8 الشهر المقبل، ولا انتخابات في المدى المنظور، أقلّه لأنّ الوقائع الحالية غير مرشحة لأيّ تغيير من شأنه تعديل التوازنات القائمة”.
وفي تقدير هذه الأوساط، فإنّه “رغم أنّ حزب الله يعتبر وصول عون إلى الرئاسة هزيمة للسعودية، فهو غير مستعجل لإنجاز الإستحقاق الرئاسي ما دامت انتصاراته تتوالى في سوريا، وتالياً فإنّ وهج المتغيرات التي تصبّ بمصلحته في سوريا سيمكّنه من إحداث تعديلات يريدها في نمط الحكم وتوازناته في لبنان”.
ورأت الأوساط عيْنها أنّ “حزب الله كسب إمكان وصول عون، الذي في حال قررت السعودية دعمه الآن، لن يمس اتفاق الطائف لكنّه سيقيّد عمل أيّ رئيس حكومة”، مشيرةً إلى أنّه “إذا سارت الرياض لتقليل خسائرها في لبنان، فالأمر لا يعني عودة الرئيس سعد الحريري الممنوعة بالنسبة إلى حزب الله”.
ولفتت تلك الأوساط إلى أنّ “الدعم السعودي الإفتراضي لعون قد يقطع الطريق على إمكان توظيف حزب الله لانتصاراته في سوريا، والتي يريد من خلالها فرض تعديلات يطمح إلى إحداثها في تركيبة الحكم الحالية التي أدّت إلى تمرْكز القرار في الموقع السنّي، أي بيد رئيس الحكومة”.
“زفاف معراب”.. زوبعة
من جهته، قال مصدر ديبلوماسي أوروبي لصحيفة “القبس” الكويتية، إنّ “حفل الزفاف في معراب لم يكن أكثر من زوبعة في فنجان”، مضيفاً إنّ “الشاغل الرئيسي لواشنطن كما العواصم الأوروبية، هو الحيلولة دون الإنفجار الأمني والسياسي (كأن تستقيل حكومة الرئيس تمام سلام او تُرغم على الإستقالة)”.