لم تعد المسافة التي تفصل حزب الله عن القوات اللبنانية كبيرة كما كانت في السنوات الماضية، ففي الايام الاخيرة بدأنا نشهد مؤشرات عديدة قد تساعد في الاسراع بعقد اللقاء بين القوات والحزب. فقد تبنى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية والاخير كان المرشح الاول والاساسي لحزب الله ، والاهم في عملية الترشيح نص البيان الذي تلاه جعجع خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع العماد عون والذي اكد على ان اسرائيل هي العدو الاول للبنان، واما البنود المتعلقة بدور حزب الله وسلاحه داخليا وخارجيا فقد كانت مفتوحة للحوار والنقاش وليست مقفلة على مواقف محسومة ونهائية.
هذه المواقف والاجواء تركت ارتياحا لدى اوساط حزب الله والبيئة المؤيدة له ، لكن ذلك لم يدفع الحزب لاتخاذ موقف واضح وصريح مؤيد لتبني ترشيح القوات لعون ، وعمدت كتلة الوفاء للمقاومة الى الغاء اجتماعها الاسبوعي منعا للاحراج او بانتظار اكتمال دراسة الاوضاع ، وابتعد مسؤولو الحزب وكوادره عن اطلاق اية مواقف او تصريحات ، مع الاشارة الى ان الحزب لا يستطيع الا يرحب باي دعم لمرشحه وحليفه الرئيسي والاساسي العماد ميشال عون، والموقف البارز من حلفاء حزب الله تجاه الاجواء الجديدة عبر عنه الوزير السابق وئام وهاب الذي حرص في مقابلة تلفزيونية على الاشادة والترحيب بالمواقف الجديدة للدكتور جعجع والقوات اللبنانية وان كان الرئيس نبيه بري لا يزال متحفظا على دعم العماد عون للرئاسة وهو يفضل عليه النائب سليمان فرنجية. لكن هل سيلاقي حزب الله مبادرة جعجع في منتصف الطريق وهل يمكن ان يلتقي الحزب والقوات في مبادرة جديدة تجمعهما مع حليفهما العماد ميشال عون؟
في السياسة اللبنانية لا شيء مستبعد ، لان العديد من الخصوم عادوا والتقوا في تحالفات ولقاءات ومواقف مشتركة ان على ضفة قوى 14 اذار او على صعيد قوى 8 اذار، وما كان مستبعدا امس اصبح حقيقة اليوم ، فان يرشح الرئيس سعد الحريري رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية لم يكن متوقعا في يوم من الايام ، وان يرشح جعجع العماد ميشال عون للرئاسة كان مستحيلا ، وان يلتقي حزب الله مع القوات لم يعد امرا مستبعدا او مستحيلا في ظل المتغيرات الحاصلة داخليا وخارجيا ، لكن يبدو ان الامور تحتاج لبعض الوقت من اجل انضاج الظروف المناسبة وعلينا الانتظار قليلا لنر كيف ستسير الامور في الايام المقبلة .
وان لغد لناظره قريب.