عرفت غالبية القنوات الفضائية العالمية الكثير من الإعلاميين، الذين قدّموا برامجاً منوّعة لاقت رواجاً كبيراً وجذبت عدداً هائلاً من المشاهدين، مثل برنامج “أوبرا” لأوبرا وينفري، الذي نال شهرة واسعة واعتُبر من أشهر البرامج عالمياً لدرجة أنه بعد إعلان وينفري عن إنتهاء حلقات برنامجها بكى الالاف حول العالم.
وفي لبنان أيضاً، نجد برامجاً تجذب عدداً لا بأس به من المتابعين. ومنها برنامج “أحمر بالخط العريض” الذي يبث عبر قناة “ال بي سي” و يقدمه الإعلامي مالك مكتبي.
وفي الواقع فإن مكتبي يجمع كل الصفات الا صفة مقدم برامج، قد يبدع في الآداء المسرحي خلال تقديم حلقات برنامجه، فيقاطع هذا ويهاجم ذاك بإسلوب حاد وبنبرة صوت مرتفعة، ويظهر كأنه سيفقد أعصابه وينقض على الضيف. هذا كله إلى جانب حركات الجسد المُبالغ فيها، والتي يتجاوز بها الحدود فيصبح كمهرّج يقدم فقرة كوميدية في السيرك.
هذا من جهة الشخصية الإعلامية لمكتبي، أما من جهة مواضيع برامجه فالكلام يطول. فغرابة شخصية هذا الاعلامي تلحظها في مواضيعه التي يطرحها. تجده يذهب إلى إختيار مواضيع غريبة فقط لأنها تثير إهتمام المشاهد وتخلق الجدل، والهدف واضح وهو جذب الجمهور.
هذا ما يوضحه عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو في كتابه “التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول” حين يطرح قضية البرامج التي تُعرض على الهواء والتي يمكن تصنيف برنامج «أحمر بالخط العريض» من ضمنها.
ويبدو أن كل ما يدور على الهواء متفق عليه مسبقاً. هذا ما سيلاحظه أي مراقب يشاهد برنامج مكتبي.
من المعيب على السيد مكتبي أن يتعامل مع جمهوره الذي يثق به بهذه الطريقة فقط لأنه يريد زيادة حجم الإعلانات للقناة التي يعمل لصالحها على حسابه الجمهور نفسه. هنا قد يكون من الأفضل له أن يقدّم برنامجاً كوميدياً، فهذا يتناسب أكثر مع “شخصيته الاعلامية”. وليس من حقوق مكتبي أن يتعامل مع المشاهد بطريقة لا تمت الى الإحترافية بصلة.
نصيحة لمالك مكتبي أن يتجه من تقديم البرامج إلى التمثيل المسرحي أو أن يمثل في أفلام الخيال العلمي في حال أراد الإستمرار بهذا الاسلوب الهزلي والذي بات مكشوفاً للعدد الأكبر من المشاهدين الذين يتابعون «أحمر بالخط العريض»، والذي بات عددهم يقل حلقة بعد حلقة.
بلال نور الدين