بين رئيس جمهورية يأتي من الأطراف ،وآخر ينتسب إلى المركز ،مالت الكفة العددية إلى صالح المركز .وهذا الأخير ليس تعيينا جغرافيا ،بل الأساسي فيه اتصاله بلبنان الذي كتبت له النشأة التي جمع فيها مركز مع أطراف.بتصرف وانتباه ،قارب إسم المركز إسم " اللبنانية الحديثة "وانتسب إليها .
ومن اللافت أن الرئيس الطرفي كان على الأغلب صنيعة عوامل قهرية خارجية ،وصنيعة ردة داخلية على المركز من قبل أبناء المركز ذاته .
على سبيل المثال ،كان انتخاب سليمان فرنجية الجد ،انقلابا على الشهابية التي مثلت لفترة محاولة تطوير للمركز من داخله ،هذا في مجال الردة ،وجرى اغتيال رينيه معوض الشهابي من الأطراف ،من قبل الهيمنة القهرية الخارجية ،التي تابعت فدمرت كل مقومات المركز .
لقاء ميشال عون وسمير جعجع اليوم ،هو لقاء من طرفيين ،على معنى المس بالأساسي من فكرة اللبنانية التي لا تقوم على قهرية معلنة أو مستترة. ...
وكانت حركة ،حركة من سمير جعجع لا تنطبق عليها كل مواصفات وشروط المبادرة ،وربما انطبق عليها المثل القائل :
من طلب الشيء قبل أوانه ،عوقب بحرمانه.
خلاصة : لا يملك اللبنانيون القدرة اللازمة لإعادة إنتاج مركزية لبنانية منقحة ومزيدة ، وقواهم السياسية المتحكمة لا تبدي حماسة أو رغبة بهذه المركزية ،لذلك يبقى الرئيس القادم طرفيا ،بصرف النظر عن إسم هذا الرئيس . المركز اللبناني لن يصا غ إلا من مواد سياسية واجتماعية مغايرة لما هو في الحوزة الآن ، والمختلف الذي في اليد ، مازال قليلا قليلا.