إن كان إطلاق ميشال سماحة وصمة عار للدولة اللبنانية وفق ما غرّد به رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فماذا نقول عن مسار التحقيقات؟
سماحة المتهم بنقل المتفجرات إلى لبنان والتحضير للقيام بعمليات تطال شخصيات سياسية طرابلسية وتطال السلم الأهلي أيضَا، يُعامل في التحقيقات كأنه ملك متربّع على امبراطورية بكاملها، فيحتار المحقّق ماذا يقّدم له من فطور ويسأله "جبنة، زعتر أو لحم بعجين؟" ليجيب بأن "الصعتر منيحة".
ووأما الغذاء فالمحقق يصرّ على سماحة أن يتناول قطعة بيتزا أخرى وكأنه ضيف مهم يخاف أن يخرج من بيت مضيفه جائعا فضلا عن فنجان القهوة والدخان أثناء تسامرهما الحديث. طبعًا، فالتحقيقات جارية وكأن سماحة شاهدا مهما لا مجرما عاث في الوطن فسادا، يتم استجوابه، ومن يعلم؟
ربما يعطيهم هو الأسئلة التي يجب أن يطرحونها عليه. ففي جمهورية الفساد، يجلد الفقير الذي رُمي في السجون لأسباب لا تستحق الذكر كالسرقة أو مخالفة ما ويتم التعامل معه بأسلوب اللانسانية أما السياسي الذي كاد ان يحوّل لبنان إلى محرقة بسبب جشعه يجلس مكرّما آمرا من حوله.
ولماذا نستغرب؟
فإننا في وطن ماتت فيه ضمائر الانسان لتحتل صفات الجشع مكانها وفي بلد "الحكم فيه للأزعر" .حيث يموت المسجون ظلما من ألمه وعلى مرأى من القوى الأمنية وبالمقابل يتمتع الظالم في سجنه بكامل الحقوق. فمن منا ينسى فضيحة سجن رومية ؟ ومن منا ينسى كيف انهارت أمهات الموقوفين الاسلاميين؟
فأين العدل في محكمة العدل؟ وكيف لها بالمقارنة بين مجرم وبريء؟؟