لم تخلو حلقة برنامج كلام الناس هذا الأسبوع والذي يقدمه الإعلامي مارسال غانم على قناة الـlbci من الجرأة التي اعتدناها والمقدمات النارية التي تزيل الأقنعة عن المجتمع المقيّد بأفكار التعصّب والطائفية والتبعية للأحزاب.
وجلّ ما فعله مارسيل هو نقل الواقع فقط كما هو، مستخدما الكلمات العامية التي تعبر عن حياتنا الواقعية ونذكر منها "لو ما نكون غنم ما كانوا تجرأوا لا على استحمارنا ولا على استكرادنا".
غانم الذي تكلّم بضمير نحن أثار موجة من الإستياء على تويتر فاعتبره البعض "مستكبر" والبعض الآخر ردّ بالقول "أشعر بالحرية والديمقراطية وأنا مع أسيادي" وغير ذلك من التعليقات التي لا تظهر سوى أن اللبناني وكالعادة يرفض التغيير، ويرفض أن يكون حرّا او خارج القطيع.
وبعد أن اتحد الشعب اللبناني ضد غانم أوضح ما قاله وذلك عبر صفحة تويتر فغرّد قائلا " "ورد في مقدمة الأمس (برنامج كلام الناس) عبارة "الاستكراد" وقد فسّرت بمعناها المرتبط بشعب أو إثنية إنما استخدامها ليس بهذا السياق إطلاقاً فاقتضى الاعتذار والتوضيح".
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل أخطأ مارسال ليتراجع أو يعتذر؟
أم أننا شعب لا يتقبّل الحقيقة؟ لا شكّ أن مقدّمة البرنامج كانت تتمتع بالقساوة وكلماتها تتّصف بالجارحة إلا أنه لا يمكن لأحد أن ينكر تلك الحقيقة التي قالها. ولو لم نكن غنمًا لما بقينا حتى الآن قابعين في مكاننا أو بالأحرى "العالم طلعت عالقمر ونحنا عم نتخانق عرئيس جمهورية"، ورغم أننا لا نرغب بالمثالية إلأ أنه هناك عتب على فئة الشباب التي نعوّل عليها الكثير من الأمل ولكنّها للأسف نجدهم في أي إجتماع أو تجمّع يستميتون للدفاع عن مرؤوسيهم وكأنهم آلهة أو ملائكة.
ففي بلد الديمقراطية، عقولنا مقيدة وفي بلد الإنفتاح والتحرّر أفكارنا وأحلامنا مرتبطة بدائرة طائفتنا أو زعمائنا، فلا نخالف ولا نعترض، لأن "الحب الأعمى" اي التعصّب أعمى بصيرتنا عن الواقع وأصبحنا كقطيع غنم ينظر إلى الراعي بطمأنينة.
وبالقليل من الاستطبان ألا نجد جميعنا أنفسنا كذلك؟ فلماذا نهاجم من يكشف الحقيقة أمامنا..أليس لأننا غنم؟؟
فشكرا مارسيل غانم على جرأتك التي يعلمها اللبناني في قرارة نفسه ولكنه لا يقولها.