الترشيخ الذي كشف النوايا أربك الفرقاء والكل يبحث عن مخرج
السفير :
لولا البيان الصادر عن وزارة الداخلية اللبنانية السبت الماضي، لما كان معلنا، ولا معروفا، أن هبة المليار دولار السعودية للبنان، غداة اقتحام عرسال وأسر العسكريين، قد ماتت، على مسافة قريبة من وفاة صاحبها الملك عبدالله بن عبد العزيز.
هكذا، وبسطرين مقتضبين، انهت وزارة الداخلية الرحلة الطويلة للهبة السعودية الثانية ذات المليار الواحد لمكافحة الارهاب. النعي ورد عرضا في بيان خصصته الوزارة السبت الماضي، لتعليل إلغاء عقود لتجهيز مطار بيروت تقنيا، بانقطاع التمويل المقرر لها عبر الهبة السعودية الثانية، وتوقفها «لاسباب تتعلق بالواهب» من دون ان توضح ماهيتها، فيما كان ينبغي أن يصدر الاعلان عن الرئيس سعد الحريري، الذي حضر خصيصا الى بيروت يوم الجمعة في الثامن من آب 2014، للاعلان من السرايا الكبيرة بأنه يحمل هبة المليار المخصصة «لمواجهة الارهاب»، بعدما وضعها الملك عبدالله في عهدته شخصيا، وليس في عهدة الحكومة اللبنانية، من أجل تجاوز الاجراءات البروتوكولية، وبالتالي التفاهم على آلية سريعة لصرفها، وفق احتياجات المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية.
غير أن البيان نفسه الصادر عن وزارة الداخلية، ترك للحكومة اللبنانية مسؤولية البحث عن مصادر تمويل اخرى للوفاء بالعقود الموقعة (تصل الى نحو ٧٠٠ مليون دولار)، وأبرزها تلك المتعلقة بتسليح الجيش اللبناني، خصوصا بطائرات تنسجم واهداف الحرب على الارهاب، وعلى الارجح، ستضطر الحكومة الى إلغاء تلك العقود في ظل واقع الأزمة المالية والاقتصادية.
ماذا عن «الاسباب التي تتعلق بالواهب» لتعطيل هبة المليار؟
ينبغي البحث عنها في الخلافات المتفاقمة داخل الاسرة الحاكمة في السعودية حول من ينبغي له ان يمول «الهبة»، سواء من المالية العامة السعودية، او من ورثة الملك الراحل عبدالله.
وفي المعلومات، أنه عندما توفي الملك عبدالله في الثاني والعشرين من كانون الثاني الماضي، جرى حصر ارثه المقدر بـ ٣٨ مليار دولار، وقد تبين ان نصف المبلغ قد جرى تخصيصه، بقرار من الملك عبدالله قبل وفاته، لمؤسسة الملك عبد العزيز العالمية للاعمال الانسانية. كما تبين انه كان قد مول هبة المليار، تحت اشراف الرئيس الحريري، من ماله الخاص، وليس من المالية العامة، وهو ما تدفع به المالية العامة السعودية في معرض تبرير قرارها القاضي بالتوقف عن تمويل الهبة.
ووفق معلومات «السفير»، فان الورثة يطالبون المالية العامة بتعويضهم المبالغ التي صرفت في اطار هذه الهبة. وهناك سجالات فقهية وشرعية تدور في المحاكم السعودية بهدف تحديد الجهة السعودية التي ينبغي ان تمول عقود التسلح التي ابرمها لبنان، علما انه عندما تمت الاستعانة برئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري اعطى جوابا يصب في خانة إلزام ورثة عبدالله بتمويل الهبة وليس الديوان او وزارة المال!
وكانت رحلة «المليار» قد بدأت في آب ٢٠١٤، عندما اضاف الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز هبة عينية من مليار دولار، الى هبة المليارات الثلاثة لتجهيز الجيش اللبناني في تشرين الثاني ٢٠١٣عن طريق الفرنسيين حصرا. على هذا الأساس، عاد سعد الحريري فجأة الى بيروت، ليبدأ في ظلال الهبة الجديدة حملة سياسية واعلامية، بدا معها وكأنه رئيس الوزراء الفعلي، حيث كان يجتمع بقادة الاجهزة الامنية والعسكرية، ليخص كل قطاع بحصة من المليار الذي كان الواهب السعودي قد وضعه تحت عنوان «مكافحة الارهاب»، تعويضا عن تعثر هبة المليارات الثلاثة وتأخر تسليح الجيش اللبناني، في ساعات معركة عرسال الحرجة مطلع آب ٢٠١٤.
وبحسب المعلومات المتوفرة لـ»السفير»، لم تتجاوز الاعتمادات الحقيقية التي تم صرفها من المليار دولار اكثر من ٣٠٠ مليون دولار، فيما كانت اللوائح الاولى لتوزيع الهبة المفترضة، قد رصدت أكثر من ٥٠٠ مليون دولار للجيش اللبناني، ٢٥٠ مليون دولار للامن الداخلي، و١٥٠ مليون دولار للامن العام، ونحو ٥٠ مليون دولار لجهاز امن الدولة. وكان الامن العام الأسرع بين المؤسسات اللبنانية في تمويل العقود التي اقترحها (110 من 150 مليون دولار)، اذ استطاع بعد شهرين من انطلاق الهبة، تنظيم مناقصات وإبرام عقود، وتمويل مشاريع إعادة التجهيز، وأبرزها جواز السفر البيومتري.
وانفقت الحكومة اللبنانية ما يقارب ١٢٠ مليون دولار على مؤسسة قوى الأمن الداخلي واجهزتها. ودفعت ١٠ ملايين دولار من الاعتمادات المرصودة للجيش، دفعة اولى لتمويل عقود تجهيز وتسليح رئيسية مع الولايات المتحدة.
لكن الجيش اللبناني سيكون اول من يدفع ثمن اضمحلال الهبة، بتجميد بعض العقود التي تم توقيعها لتمويلها من المليار دولار. اذ وقع لبنان فور الحصول على الهبة، عقدا مع الولايات المتحدة في 19 ايلول ٢٠١٤، لشراء ١٨ مروحية نقل خفيفة من طراز «هيواي – ٢» بقيمة ١٨٠ مليون دولار. وفي 4 حزيران ٢٠١٥، وقع عقدا آخر لشراء ألف صاروخ «هيل فاير 2» المضاد للدروع بقيمة ١٤٦ مليون دولار، و٦ طائرات «سوبر توكانو»، وقع لبنان عقدا لشرائها في 9 حزيران ٢٠١٥ بقيمة ٤٦٢ مليون دولار. والطائرة الاميركية الصغيرة، مدنية في الاصل اجرى المصنع تعديلات عليها، واضاف محركا ثانيا لها، لكي تتمكن من حمل كميات اضافية من الاسلحة، وهي تقوم بمهمات استطلاع واسناد جوي، ويبلغ مدى عملها ١٨٠٠ كلم، وهي مثالية لعمليات مكافحة الارهاب.
وتتضمن الصفقة تجهيز «السوبر توكانو» بصواريخ «هيدرا ٧٠» موجهة، ومنظومة ناثرة شهب مضادة للصواريخ. وفي غمرة التفاؤل ايضا بوجود تمويل سعودي، وقع اللبنانيون في ٢٢ تموز ٢٠١٥عقدا مع الولايات المتحدة لشراء ١٠٠٠ صاروخ «تاو» مضاد للدروع، و٥٠٠ صاروخ «تاو» مضاد للتحصينات، وخمسين قاذفا بـ٢٤٥ مليون دولار. وتبلغ قيمة المشتريات اللبنانية من الولايات المتحدة ما يزيد عن المليار دولار، في حين ان حصة الجيش الاولية من هبة المليار، لم تكن تتجاوز نصف المليار، من دون ان يعرف، ما اذا كان الفائض عن الحصة، يملك تمويلا مستقلا عن المليار، وخطة مسبقة لتمويله، خصوصا ان أيا من الاسلحة المتعاقد عليها لم يجر تسليمها حتى الان.
النهار :
اتسمت الحركة السياسية في الساعات الاخيرة بتريث القوى السياسية الرئيسية في تحديد مواقفها من ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بما خالف الكثير من التوقعات ان تحفل نهاية الاسبوع باكتمال فصول الفرز السياسي حول هذا الترشيح. واذا كان بعض الانطباعات بدأ يروج لمنطق ان ترشيح العماد عون يسير بدوره على خطى ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية بمعنى ان الترشيحين مطروحان لكنهما عالقان من دون أي امكان لحسم احدهما، فان أوساطاً مطلعة تواكب حركة الاتصالات الناشطة في كل الاتجاهات قالت لـ"النهار" إن ثمة فارقاً بين ردود الفعل التي اعقبت كلاً من الترشيحين بما يجعل الحديث من الآن عن مصير مشابه لهما متعجلاً.
ذلك ان البعد المتعلق بالمصالحة المسيحية على قاعدة ترشيح عون جعل القوى المعنية تتريث كثيراً في اتخاذ مواقف فورية من الترشيح الذي أعلن من معراب لان هذا البعد يكتسب حساسية عالية يصعب على المؤيدين لترشيح عون كما على رافضيه تجاهله. ولفتت الاوساط الى انه اذا كان "اللقاء الديموقراطي" برئاسة النائب وليد جنبلاط أصدر موقفه أمس على قاعدة الانفتاح الكبير على التقارب المسيحي – المسيحي ومن ثم ترك الجسور قائمة في كل من اتجاهي عون وفرنجية ولو أعلن "اللقاء" تمسكه بترشيح النائب هنري حلو، فان هذا الموقف بدا "نموذجياً" حيال مرحلة اعادة الحسابات والتروي في اتخاذ المواقف النهائية التي بدا فيها ان العماد عون ورئيس حزب "القوات" نجحا في احداث نقلة مهمة ونوعية في اتجاهها عبر البعد المسيحي لمبادرتهما.
وعلمت "النهار" ان البيان الصادر عن "اللقاء الديموقراطي" أمس بعد إجتماعه برئاسة جنبلاط، جاء "مدروسا بدقة" وفق توصيف مصادر المجتمعين بما فيه تأكيد إستمرار ترشيح النائب حلو. وقد رحب "اللقاء" بالمصالحة المسيحية – المسيحية وأكد استمرار ترشيح النائب حلو لكنه "ثمن خطوة ترشيح فرنجية " كما اعتبر ان ترشيح عون "يلتقي مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني". وأشاد جعجع بهذا البيان فيما اتصل عون بجنبلاط شاكراً له هذا الموقف.
غير ان العلامة الفارقة في تريث القوى الاساسية برزت خصوصا عبر اتجاه واضح لدى "حزب الله " الى الامتناع عن اتخاذ أي موقف سريع مما جرى في معراب اذ ألغت كتلة "الوفاء للمقاومة " اجتماعها الاسبوعي أمس وسط معطيات تشير الى ان الحزب ربما أحرجه شكلاً على الاقل الضغط الكبير الذي مارسه جعجع في تحميل الحزب مسؤولية ترجمة دعمه للعماد عون بعدما توافر لعون دعم "القوات"، فلم يرد الحزب الانخراط في رد مباشر أو غير مباشر على جعجع لئلا يخضع موقف الحزب لتفسيرات لا تلائمه.
الكتائب
في المقابل، من المقرر أن يعقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مؤتمراً صحافياً في الخامسة والنصف عصر اليوم في بكفيا لإعلان موقف الحزب من الاستحقاق الرئاسي والذي وصفته مصادر كتائبية لـ"النهار" بإنه "يتخطى الترشيحات الحالية".
على صعيد متصل، علمت "النهار" من مصادر سياسية شاركت في الاتصالات الرئاسية الاخيرة أن جلسة الانتخاب المقررة في 8 شباط المقبل صارت بحكم المؤكد مؤجلة بسبب فقدان النصاب، وسيكون الغياب عنها مشتركاً بين 8 و14 آذار ,وهذا يمثل مؤشراً لكون موقف المقاطعة ستتخذه 14 آذار إذا كانت الجلسة ستفضي الى نتائج لا تقبل بها. وأعتبرت ان المواقف التي لم ترفض ترشيح عون لا تعني أنها تؤيده وقد إقتصر التأييد حتى الان على جعجع والموقف النظري لـ"حزب الله". ورأت ان إحياء النائب جنبلاط إسم المرشح حلو هو بمثابة التحصّن وراء حاجز المرشح المستقل مع أرجحية تأييد فرنجية على عون. وفي الوقت نفسه لا يزال "المستقبل" مع ترشيح فرنجية.وأشارت الى أن عدم صدور موقف عن "حزب الله" لا يعني التخلي عن عون وإنما يعني عدم جهوزية الحزب حالياً لإتخاذ موقف. وأوضحت إن هناك أكثرية تدعم فرنجية حالياً تصل الى أكثر من النصف زائد واحد مع أخذ الأصوات الخمسة للكتائب والتي ستشكل فارقاً، في الاعتبار.
وأبلغت اوساط نيابية مواكبة للاستحقاق الرئاسي "النهار" أن الفرملة التي طغت على مواقف مختلف الاطراف تعود الى أن البوانتاج الدقيق لما يمكن أن تنتهي اليه جلسة الانتخاب إذا ما انعقدت يشير الى توزّع الاصوات بين العماد عون والنائب فرنجية مناصفة تقريباً مع فارق صوت أو صوتيّن لأحدهما مما يشكل مغامرة في وجه الجميع وخصوصاً العماد عون الذي يشترط الاجماع قبل النزول الى الجلسة.
ويسود اقتناع داخل أوساط نيابية من قوى 14 آذار انه يجب التريّث في الخيارات الرئاسية الحالية كي لا يدفع لبنان ثمن التسويات الاقليمية بعد فوات الاوان.
الى ذلك لفتت مصادر واكبت التحرك الاخير في إتجاه الرياض عبر "النهار" الى أنه لا صحة لما قيل عن فيتو سعودي على ترشيح العماد عون والصحيح هو أرجحية خيار دعم ترشيح النائب فرنجية.
المستقبل :
لا المناشدات الوطنية الروحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لإنجاز الاستحقاق، ولا المبادرات التسووية الهادفة إلى إنقاذ البلد، ولا التحذيرات الدولية من «المنحى الخطر» للفراغ على الاستقرار اللبناني كما نبّه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس عشية استقباله الرئيس الإيراني حسن روحاني، ولا حتى ترشيح الخصوم ولا الحلفاء يجدي نفعاً رئاسياً طالما أنّ «حزب الله» على اعتصامه بحبل الشغور والتعطيل الخانق للجمهورية. وبعد طول عناد ومكابرة، يبدو أنّ الحزب اكتشف أمس أهمية انتهاج سياسة «النأي بالنفس» لكن بما لا يصب في الصالح الوطني العام إنما في صلب أجندة إطالة عمر الفراغ حتى إشعار إقليمي آخر. فبينما تكاد تكتمل صورة مواقف التكتلات والكتل حيال مشهدية «لقاء معراب» بتظهير حزب «الكتائب» مساء اليوم حقيقة تموضعه بين بنشعي والرابية أو خارجهما، آثر «حزب الله» النأي بنفسه عن واقع الترشيح «القواتي» للنائب ميشال عون متعمّداً ومعتمداً في سبيل ذلك إرجاء اجتماع كتلته النيابية الذي كان مقرراً أمس للتملّص حتى من التعليق على المصالحة العونية - القواتية.. إن لم يكن على واقع ترشيح رئيس حزب «القوات» سمير جعجع لمرشح الحزب الأصيل للرئاسة.
أما كتلة «اللقاء الديمقراطي» فالتزمت أمس موعد اجتماعها التشاوري بشأن المستجدات الرئاسية وخلص الاجتماع بتغريدة من رئيس الكتلة النائب وليد جنبلاط أكد فيها انتهاءه «بتوصيات واضحة»، في حين عبّر البيان الرسمي الصادر عن «اللقاء» عن الترحيب «بالتقارب الحاصل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر»، معتبراً أن «المصالحة المسيحية- المسيحية هي خطوة هامة على مستوى تعزيز مناخات التفاهم الوطني، وتستكمل المصالحة التاريخية التي حصلت في الجبل سنة 2001 وطوت صفحة أليمة من صفحات الحرب الأهلية». غير أنّ البيان أكد رئاسياً «الاستمرار في ترشيح النائب هنري حلو الذي يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار»، مبدياً في المقابل تثمين خطوة ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية باعتبارها «تشكل مخرجاً من الأزمة» ومشيراً في الوقت عينه إلى أنّ ترشيح عون «يلتقي أيضاً مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني مع التأكيد أن هذه المواصفات لا تلغي دور المعتدلين في الحياة السياسية اللبنانية». وشددت مصادر اشتراكية قيادية لـ«المستقبل» على كون البيان تمت صياغته بدقة متناهية قياساً على دقة الأوضاع التي تمر بها البلاد، موضحةً أنّ اجتماع كليمنصو انعقد وسط أجواء تشي بأنّه «لا شيء قريباً» في الاستحقاق الرئاسي في ظل «عدم اكتمال عناصر التسوية وتريّث معظم الكتل».
بري
في الغضون، خرج زوار عين التينة خلال الساعات الأخيرة بانطباع مفاده أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري متمسك بتسوية ترشيح فرنجية أكثر من أي وقت مضى، ونقلوا لـ«المستقبل» أنه لا يرى مناصاً من التنافس الديموقراطي في المجلس إذا استقر الوضع على استمرار ترشيح كل من عون وفرنجية ومَن يحصد منهما أكثرية الأصوات «صحتين على قلبو»، مع تجديد التأكيد على كونه مستمراً في قرار «ترك الحرية» لأعضاء كتلته النيابية حتى في حال انسحاب فرنجية من السباق الرئاسي.
الديار :
اعتقد كثيرون انه بعد ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون ان الامور ستنفرج وتقترب معركة الرئاسة من حصولها ويجري الانتخاب في مجلس النواب، خلال شهر ورجحت انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، على اساس ان ينسحب الوزير سليمان فرنجية للعماد ميشال عون.
لكن الامور زادت تعقيدا وشكل ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون صدمة لدى الكتل كلها، مما جعلها تعيد النظر في قراراتها السابقة، وبدءا من الوزير وليد جنبلاط الذي كان قد استقبل الوزير سليمان فرنجية واعلن تأييده بترشيحه للرئاسة، اجتمع الحزب التقدمي الاشتراكي واتخذ قرارا بتأييد ترشيح النائب هنري حلو لرئاسة الجمهورية مع تثمين ترشيح الوزير سليمان فرنجية وتقدير البيان الذي صدر عن معراب.
اما حزب الكتائب فيتجه ايضا إما الى تأييد الوزير سليمان فرنجية بنسبة ضئيلة وإما الى الحياد وترشيح الرئيس امين الجميل مرشح تسوية، او وضع اوراق بيضاء.
وهنالك 6 مستقلين من النواب سيضعون اوراقا بيضاء مما يرفع عدد المحايدين بين هنري حلو والكتائب والـ 6 اصوات من النواب المستقلين الى 22 نائبا، وهذا يجعل الانتخاب صعباً للحصول على 65 نائبا - اي الاكثرية زائد واحد لانتخاب رئيس للجمهورية.
لكن بدلا من ان تطلق مبادرة الدكتور سمير جعجع لترشيح العماد ميشال عون ديناميكية جديدة لرئاسة الجمهورية، اصابت الجميع بالجمود، فعادت الكتل الى مواقفها السابقة من ترشيح النائب هنري حلو، الى تردد حزب الكتائب، الى الاوراق البيضاء لدى المستقلين، الى عدم صدور اي بيان عن الرئيس نبيه بري وعدم جمع كتلته لاتخاذ موقف ما بين المرشح العماد ميشال عون والمرشح الوزير سليمان فرنجية.
كذلك لم يصدر عن حزب الله اي بيان جديد سوى انهم ذكروا بأنهم يؤيدون منذ الاساس العماد ميشال عون.
اما الدكتور سمير جعجع ففي حلقة تلفزيونية على برنامج «بموضوعية» مع الزميل وليد عبود، فاعتبر ان الكرة اصبحت في مرمى حزب الله، وبالتالي على حزب لله ان يجمع الـ 57 نائبا الذين يشكلون 8 اذار واضافة 8 نواب من القوات فيصبح العدد 65 نائبا مع 4 نواب مستقلين وفق معلومات الدكتور سمير جعجع سيؤيدون العماد ميشال عون وهذا يعني 69 نائبا يؤيدون العماد ميشال عون، ولذلك فهو ينتظر بسرعة من حزب الله اتخاذ الموقف.
واعتبر الدكتور سمير جعجع ان حزب الله ما لم يتخذ موقفا بجمع 8 اذار كلها، فان حزب الله لا يريد انتخابات رئاسية.
ـ حزب الله يدرس الوضع الرئاسي ـ
اما حزب الله فليس له موقف جديد اعلنه امس، لكن المطلعين على موقفه هو انه يدرس الوضع الرئاسي وانتخابات رئاسة الجمهورية، في ضوء وجود مرشحين من 8 اذار، وبال تالي، فانه يؤيد العماد ميشال عون لكن لا يعتبر ان الاطراف الحليفة معه هي في جيبه، وانها رهن اشارته، وان حدود العلاقة مع الوزير سليمان فرنجية هي التمني عليه وليس لاعطائه اوامر، وكذلك مع الرئيس نبيه بري، فهنالك تنسيق مع الرئيس نبيه بري، لكن ليس هنالك اوامر من حزب الله للرئيس نبيه بري، وللرئيس نبيه بري حيثيات هامة في صفوف الطائفة الشيعية ولدى حزب الله، لذلك فان حزب الله سيقوم بمشاورات ضمن 8 اذار مع الاطراف، لكن نظرية ان اطراف 8 اذار هي في جيب حزب الله هي نظرية خاطئة لا تنطبق على الواقع الحقيقي لحزب الله، وان هنالك عدة مرات حصلت احداث كانت 8 اذار ليست على موقف واحد بل كانت منقسمة حول مواقف تشريعية او نيابية او وزارية، وكان كل طرف يصوّت وفق قناعاته، حتى ان حزب الله مع التيار الوطني الحر لم يكن دائما على وفاق كامل مئة في المئة، بل كان هنالك خلاف عدة مرات وتمايز في الرأي بين التيار الوطني الحر وحزب الله وهذا لا يعني ان خلافا كبيرا قد حصل، لكنه تمايز في الرأي، وهو يعتبر ان التيار الوطني الحر ليس حزبا في جيب حزب الله يأمره كما يريد وهذا ينطبق على مكونات 8 اذار، والدليل على ذلك ان ما يحصل في 8 اذار يحصل في 14 اذار، فـ 14 اذار التي يرأسها الرئيس سعد الحريري رئيس الحكومة الاسبق، اختلف مع الدكتور سمير جعجع حول رئاسة الجمهورية، وتسمية المرشح للرئاسة رغم انهما في 14 اذار وفي تكتل واحد، وفي تحالف استراتيجي.
ـ تباينات داخل الطرف الواحد ـ
كما ان هنالك تمايزاً في الرأي بين تيار المستقبل واطراف من المسيحيين المستقلين او غيرهم، داخل 14 اذار، حتى ان امانة 14 اذار بوجود الدكتور فارس سعيد اختلفت مع الدكتور سمير جعجع في شأن النظرة الى التحالف مع العماد ميشال عون، وتميل امانة 14 اذار الى تأييد الوزير سليمان فرنجية وتأييد خيار الرئيس سعد الحريري باختيار الوزير سليمان فرنجية، على عكس ما ذهب اليه الدكتور سمير جعجع وأيد العماد ميشال عون، واصبح في مواجهة مع الرئيس سعد الحريري عبر مرشحين يتخاصمان احدهما مدعوم من الرئيس سعد الحريري وهو الوزير سليمان فرنجية واحدهما مدعوم من الدكتور سمير جعجع وهو العماد ميشال عون.
ـ الانتخابات الرئاسية ليست سريعة ـ
لذلك فانتخابات الرئاسة ليست سريعة، والصدمة كبيرة والتريث سيد الموقف وسنبقى كل يوم نقول ان التريث سيد الموقف الى ان تحصل مفاجأة تلعبها احدى الدول واهمها فرنسا، لان الرئيس الفرنسي هولاند اعلن ان الفراغ الرئاسي خطر على لبنان، وانه سيقوم بتحريك الموضوع عند زيارته الى المنطقة، وهو سيزور الشرق الاوسط قريباً لبحث موضوع داعش والحرب في سوريا والعراق والعلاقة مع ايران والسعودية، اضافة الى الوضع اللبناني والفراغ الرئاسي الحاصل ومعركة الرئاسة.
الجمهورية :
فيما تترقّب الأوساط نتائجَ لقاء الفاتيكان غداً السبت بين البابا فرنسيس والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يبقى المشهد الرئاسي أسيرَ الغموض، ويتجاذب سباقَه المرشّحان: رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس تيار«المردة» النائب سليمان فرنجية الذي نفى المعلومات التي تتحدّث عن زيارته للفاتيكان، فيما استحضَر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط مجدّداً مرشّحَ «الاعتدال والحوار» النائب هنري حلو، مُعيدَه بذلك إلى سباق الترشيح الرئاسي، بعدما رحّبَ بالتقارب الحاصل بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، وثمَّنَ خطوةَ ترشيح فرنجية «في اعتبارها تشَكّل مخرجاً من الأزمة». وبينما رأى وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ «قلّة الكلام أكثر إفادة»، ظلّ «حزب الله» معتصماً بالصمت ومؤاثِراً التريّث، بدليل عدم اجتماع كتلة «الوفاء للمقاومة» أمس. أمّا حزب الكتائب فينتظر أن يتبلور موقفه مساء اليوم. إستبعدت مصادر ديبلوماسية حصول أيّ تطوّر إيجابي سريع في الاستحقاق الرئاسي، مؤكدةً أنّه بات يرتبط عميقاً بمستقبل الأوضاع الجارية في المنطقة وخصوصاً بالوضع السوري، وتخوّفَت من أن تتحوّل المبادرات المطروحة عمليةَ حرقٍ لبعض الترشيحات المتداولة، لأنه لم يظهر في الأفق الإقليمي أيّ معطى يشَجّع على انتخاب رئيس للبنان في هذه المرحلة. وتوقّعَت أن لا يُقارب هذا الملف قبل تبلوُر معالم الحلّ السوري على الأقلّ.
وفي هذا السياق، قالت مصادر متابعة للاستحقاق لـ«الجمهورية» أنّ ما يجري حاليّاً هو بمثابة جوجلة مواقف وعدم مقاربة ايّ حسم فيها بحيث انّ كلّ طرف يتمسك بموقفه حتى إشعار آخر، ففي الوقت الذي يتمسك عون بترشيحه وقد ازداد بعد تبنّي جعجع ترشيحه، فإنّ فرنجية في المقابل يؤكد انّه مستمر في ترشيحه بلهجة غير قابلة للتأويل، وقيل إنّه يدعو للنزول الى جلسة الانتخاب متنافساً فيها مع عون بشرط ان ينسحب له الاخير في دورة الاقتراع الثانية في حال لم ينَل الاكثرية المطلقة في دورة الاقتراع الأولى.
ولاحظت هذه المصادر أنْ ليس لدى أيّ طرف خطة بديلة عمّا هو مطروح، ولذلك ينصرف كل منهم الى مراجعة حساباته وإعادة النظر في مواقفه وتحالفاته، خصوصاً أنّ شيئاً لم يتغيّر في الوضع الاقليمي ولا في المعطيات الداخلية، ما يعطي انطباعاً أنّ الشغور الرئاسي طويل، لكنّ اللافت هذه المرّة أنّ المواقف بدأ يشوبها تصَلّب وتشنّج على كلّ المستويات.
تكثّفَت المشاورات الرئاسية على خط عين التينة، فزارَها وفدٌ من «تيار المستقبل» ضمّ وزير الداخلية نهاد المشنوق ومستشار الرئيس سعد الحريري نادر الحريري. وعرضَ الوفد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري المستجدّات الرئاسية في حضور وزير المال علي حسن خليل. واكتفى المشنوق بعد اللقاء بالقول: «قلّة الكلام أكثر إفادة».
وقالت مصادر في «المستقبل» لـ«الجمهورية» إنّ الوفد نَقل الى بري رسالة من الرئيس سعد الحريري، تحدّثت عن نظرته الى التطورات الأخيرة والنتائج المترتبة عليها، كما يراها، ولا سيّما تلك التي تمّ التوصّل اليها في سلسلة المشاورات التي أجراها وتوّجت بلقاء قيادة «التيار» في الرياض.
وتُنبّه الرسالة من خطورة الإنزلاق الى مرحلة تكرّس فيها المعادلات الجديدة المحتملة ما يمكن اعتباره خروجاً على ميثاقية جلسة الانتخاب، كأن يستغيب البعض مكوّناً أساسياً يجري تطويقه بالتحالفات الجديدة.
«اللقاء الديموقراطي»
وكان النائب وليد جنبلاط ترَأس اجتماعاً لـ«اللقاء الديموقراطي» بعيداً من الإعلام في كليمنصو بحضور نجلِه تيمور وأعضاء اللقاء: وزير الزراعة أكرم شهيب، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، والنواب: هنري حلو، مروان حمادة، نعمة طعمة، أنطوان سعد، إيلي عون، فؤاد السعد، غازي العريضي، علاء الدين ترّو. وحضر نائب رئيس الحزب التقدمي دريد ياغي وأمين السر العام ظافر ناصر ومفوّض الإعلام رامي الريّس.
ورحّبَ «اللقاء» بالتقارب الحاصل بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» معتبراً أنّ «المصالحة المسيحية - المسيحية هي خطوة مهمة على مستوى تعزيز مناخات التفاهم الوطني، وهي تستكمل المصالحة التاريخية التي حصلت في الجبل سنة 2001 وطوَت صفحة أليمة من صفحات الحرب الأهلية».
غير أنّ «اللقاء» أكّد الاستمرار في ترشيح حلو «الذي يمثّل خطّ الاعتدال ونهجَ الحوار». وثمّنَ خطوة ترشيح فرنجية « في اعتبارها تشكّل مخرجاً من الأزمة»، ورأى في الوقت نفسه «أنّ الترشيح الحاصل من قبَل العماد ميشال عون يلتقي أيضاً مع المواصفات التي تمّ الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني التي يديرها الرئيس نبيه بري، مع التأكيد أنّ هذه المواصفات لا تلغي دورَ المعتدلين في الحياة السياسية اللبنانية».
وذكّرَ اللقاء بأنه «رحّبَ ويرحّب بأيّ خطوة من شأنها أن تحرّك النقاش في الاستحقاق الرئاسي الذي يبقى إنجازُه مدخلاً رئيسياً لإعادة الإنتظام لعمل المؤسسات الدستورية ويفسِح المجال للالتفات إلى الملفات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتفاقمة التي تهمّ اللبنانيين جميعاً».
وأعلنَ اللقاء «إجتماعاته متواصلة لمواكبة النقاش السياسي الحاصل» و»اتّصالاته مستمرّة مع كل الكتل النيابية للخروج من المأزق الراهن».
وعلمَت «الجمهورية» انّ مسوّدة بيان «اللقاء» خضَعت للقراءة والتنقيح والتعديل مرّات عدة.
وعرضَ المجتمعون لكل السيناريوهات المطروحة المتعلقة بالملف الرئاسي والاحتمالات القائمة. وقالت مصادر المجتمعين «أنْ ليس لدى جنبلاط نيّة صدامية أو خلافية مع أحد، فهو رحّب بالاتفاق العوني ـ القواتي وتريّثَ في اتخاذ الموقف النهائي وشاءَ مِن خلال تمسّكه بترشيح حلو التذكيرَ في الوقت نفسه بوجوب إبقاء مكان للمعتدلين في البلد».
بدورها، أكّدت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» «أنّ موقف جنبلاط يعبّر عن رغبته في تأجيل إعلان أيّ موقف من التطورات التي تلَت ترشيح عون في انتظار مزيد من المعطيات التي لم توفّرها الإتصالات التي أجراها على أكثر من مستوى في الداخل والخارج، وبالنظر الى حجم الالتباسات التي لا يمكن ان تدفعَه الى إصدار موقف نهائي ممّا هو مطروح، ما دفَعه الى التذكير مجدّداً باستمرار ترشيح حلو الذي يوفّر له مخرجاً من اضطراره الى اتخاذ أيّ موقف لا يريده من اليوم».
اللواء :
رحى الرئاسة يدور، ولكن على نفسه.
ثمة جعجعة ولا أحد يرى طحناً.
هذا هو الانطباع العام، في اليوم الخامس لدعم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
وما خلا حركة السفير الفرنسي في بيروت ايمانويل بون والذي لم يقدم أوراق اعتماده بعد نظراً للشغور الرئاسي والذي التقى على مدى ساعتين جعجع في معراب أمس، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، في ظل دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كلا من المملكة العربية السعودية وإيران للمساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي، وفي ظل تأكيد مصدر مأذون في وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس لا تميل إلى مرشّح على حساب آخر، وجل ما يعنيها هو انتخاب رئيس في أسرع وقت مناسب.
وبصرف النظر عن استمرار التجاذب الحاصل بين الرياض وطهران، وما يتردد في الأندية السياسية والدبلوماسية عن مواقف إقليمية من «خطوة معراب»، فإن ما عكسته المعطيات الحاصلة على الأرض يكشف ان التريث ما يزال سيد الساحة، وفقاً لما نشرته «اللواء» في عددها أمس.. و«الكل عم يقطش قريعة»، وفقاً للمثل الشعبي السائر، تارة بذريعة ان اتفاق المسيحيين الأقويين يحتاج إلى بعض الوقت، لفك الغازه، وتارة ان لا أحد يريد ان «يلعب» بالاستقرار على مذبح الرئاسة، وأن كانت الرئاسة هي مدخل تثبت هذا الاستقرار.
«حزب الله» و«المستقبل»
على ان لعبة المجاملات هذه، لم تمنع إعادة تأكيد تيّار «المستقبل» على ان «حزب الله» هو الذي عطل النصاب في جلسات الانتخاب السابقة، وهو وحده القادر على تأمين هذا النصاب لإنهاء الشغور الرئاسي.
وهذا الموقف لا يقبله «حزب الله» الذي يعتبر نفسه أدى قسطه للعلى حين نصّب عون مرشحاً وحيداً للرئاسة، وهو ما يزال على موقفه، وأن الكلام من ان الكرة في ملعب الحزب، وفقاً لما قاله قيادي بارز في 8 آذار لـ«اللواء»: «تهمة زور باطلة».
اما مسألة النصاب فهي عند تيّار «المستقبل» يضيف هذا القيادي، لأنه في حال قاطع «المستقبل» الانتخابات الرئاسية حتى ولو توفّر النصاب لانتخاب عون، فإن هذا يعني ان قوى 8 آذار لن تقبل، الإخلال بالميثاقية والمشاركة في أية جلسة يقاطعها «المستقبل»، أي السُنة في لبنان.
وفي ردّ على جعجع، من ان الكرة في ملعب «حزب الله»، تساءل القيادي في 8 آذار: هل يتمكن جعجع من إقناع الرئيس سعد الحريري النزول إلى المجلس والتصويت لعون؟
والمشكلة، يضيف هذا المصدر، ليست في توسط الحزب لاقناع النائب سليمان فرنجية بالانسحاب والرئيس نبيه برّي بدعم النائب عون، بل عند «المستقبل» الذي لا يريد وصول عون إلى الرئاسة الأولى.
من جهته، يرد «المستقبل» على لسان مصدر نيابي ان موقف الكتلة واضح، وهو ان للمجلس الكلمة الفصل، بمعنى ان تكون هناك انتخابات بين مرشحين، وفي هذه الحالة نحن مستعدون للنزول إلى المجلس، اما في حال فرض مرشّح واحد، فكل الاحتمالات واردة.
وقائع
لكن هذا السجال، عبر محطات التلفزة والمصادر التي لم تكشف تماماً عن هويتها، لا ينفي تسجيل الوقائع التالية:
1- غياب موقف حزب الله العلني والمباشر لا سيما، بعد ان امتنعت كتلة الوفاء للمقاومة عن الاجتماع، أو اجتمعت سراً من دون ان تصدر بياناً كانت تنتظره الأوساط النيابية السياسية باعتباره مؤشراً على مسار جلسة 8 شباط، ان لم يكن مفتاحاً لها.
2- تبلغ «حزب الله» مرّة جديدة، وبعد لقاء معراب، من النائب فرنجية انه ما يزال مرشحاً للرئاسة وأنه غير معني بأي وساطة أو لقاء مع «التيار الوطني الحر»، وانه يعتبر ترشيح جعجع لعون بمثابة «مجزرة أهدن» سياسية جديدة.
3- تفيد معلومات «اللواء» ان فريق 8 آذار يشهد نقاشات حامية الوطيس حول الخيار الأصلح، في ضوء استمرار ترشح فرنجية وترشيح جعجع لعون، لا سيما وأن الرئيس برّي الذي لا يُبدي حماساً لوصول عون إلى بعبدا، ما يزال على دعمه لفرنجية، وأن «حزب الله» ليس بوارد ممارسة أي ضغط على رئيس المجلس لتغيير موقفه.
4- وما عكس تأزم نتائج الاتصالات، أو وصف ترشيح معراب «بالترشيح المأزوم»، وامتناع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي التقى ومدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري الرئيس برّي في عين التينة، في حضور وزير المال علي حسن خليل، عن الإدلاء بأي موقف، والاكتفاء بكلمتي: «قلة الكلام أكثر إفادة»، وهذه الكلمات تعكس عمق الأزمة الناشئة والتي لم يتمكن رئيس جهاز التواصل في «القوات» ملحم رياشي من تطرية أجواء «المستقبل»، حيث بقي العتب وعدم الارتياح سيّد الموقف الذي تبلغه رياشي، مع تأكيد نائب في كتلة «المستقبل» أن أجواء اللقاء اتسمت بالسلبية.
ولم يُؤكّد مصدر مطلع على أجواء عين التينة ما إذا كان البحث تطرق إلى جلسة الحوار المقبلة مع حزب الله، أم اقتصر بالإضافة إلى الاستحقاق الرئاسي, على رغبة تيّار المستقبل بإحالة ملف ميشال سماحة على المجلس العدلي.
الضباب فوق كليمنصو
وسط هذه الضبابية، خرج «اللقاء الديموقراطي» الذي انعقد برئاسة النائب جنبلاط في كليمنصو، بعد أن ناقش الموقف الرئاسي، ببيان ثلاثي الأبعاد يستمر بترشيح النائب هنري حلو، ويرحّب بمصالحة معراب بين «القوات» و«التيار العوني»، ويعتبر ترشيح عون متطابقاً مع مواصفات طاولة الحوار الوطني، لكن الخروج من الأزمة كان ممكناً مع ترشيح فرنجية.
هذه الضبابية، لقيت صدى طيباً في الرابية، فأجرى النائب عون إتصالاً بـ«الزعيم وليد جنبلاط» شكره فيه على موقفه، من دون أن توضح الأوساط العونية أي موقف كان موضع الشكر.
وضبابية البيان الجنبلاطي حاول مفوض الإعلام في الحزب الاشتراكي رامي الريّس التخفيف منها عندما قال صراحة لمحطةO.T.V: «عندما تحسم 8 آذار خياراتها نعلن موقفنا من تأييد عون أو فرنجية»، من زاوية حرص الحزب الاشتراكي على إخراج البلاد من المأزق الرئاسي.
والكتائب لا تسمّي
كتائبياً، يعقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل مؤتمراً صحفياً عند السادسة من مساء اليوم في بكفيا، يكرر فيه ثوابت حزبه التي تشدد على حياد لبنان وعلى مرشّح وسطي، من خطوة معراب، على قاعدة عدم قبول حصر انتخابات الرئاسة بمرشحين من 8 آذار عون وفرنجية.
وأوضح مصدر كتائبي لـ«اللواء» أن ما سيعلنه رئيس الحزب اليوم يعبّر عن وجهة نظر الحزب، وهو خلاصة تفكير وتشاور، ونتيجة اجتماعات مكثفة، مشدداً على أن النائب الجميّل سيؤكد على ثوابت الحزب حيال القضايا المطروحة، وأنه لن يتطرق إلى تسمية هذا المرشح أو ذاك.
وفي معلومات المصدر أن الرئيس برّي والنائب جنبلاط وأحزاباً في قوى 8 آذار وبعض المستقلين يميلون إلى تأييد النائب فرنجية، وفي حال انقلبت الصورة وعادوا واتفقوا على تسمية عون، فإن تيّار «المستقبل» سيقاطع الجلسة الانتخابية.
البلد :
بدت الحركة بين المقار المعنية بالاستحقاق في حال من الزخم الملحوظ إن عبر حركة الزيارات او الاتصالات لمزيد من التشاور في مستجدات الساعة الرئاسية. وبعد ارجاء حزب الكتائب موقفه الى السادسة مساء اليوم في مؤتمر صحافي يعقده النائب سامي الجميل، لم تجتمع كتلة "الوفاء للمقاومة" كما كان مقررا لاعلان الموقف من خطوة معراب من دون توضيح الاسباب. وتردد ان حركة الاتصالات المتسارعة بين مكونات 8 آذار التي لم تصل بعد الى نتيجة قد تكون خلف ارجاء موقف الحزب من دون استبعاد ان يترك للامين العام السيد حسن نصرالله في اطلالة قريبة.
وفي اول المواقف السياسية للكتل النيابية من "لقاء معراب"، رحّب "اللقاء الديمقراطي" في بيان إثر اجتماعه برئاسة النائب وليد جنبلاط بـ"التقارب الحاصل بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"، معتبراً ان "المصالحة المسيحية- المسيحية خطوة هامة على مستوى تعزيز مناخات التفاهم الوطني، وهي تستكمل المصالحة التاريخية التي حصلت في الجبل سنة 2001 وطوت صفحة أليمة من صفحات الحرب الأهلية". وأكد اللقاء "استمرار ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو الذي يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار".
وتلقى جنبلاط اتصالا من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، "شكره فيه على موقف اللقاء الذي صدر بعد اجتماعه امس".
وفي رد سريع على الموقف الجنبلاطي، رحّب جعجع ببيان اللقاء وأثنى عليه، مؤكدا ان وليد جنبلاط ميثاقيٌّ بطبعه. وفي كل الفترات أبدى حرصاً كبيراً على العيش المشترك، تجلّى أكثر ما يكون في مصالحة الجبل الشهيرة. من هنا لا نستغرب موقف اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي من لقاء معراب، وهو لقاء ذو برنامج وطني عام وشامل. وتمنى على جميع الكتل النيابية اتخاذ كل ما يلزم لإجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين جميعا".
وكشفت اوساط سياسية ان خطوة جعجع التي حظيت برضى قطري، توافر لها على ما يبدو "الدعم السعودي" انطلاقا مما نقل عن مصادر قريبة من معراب من ان المملكة ابلغت جعجع بما حرفيته "انت الضمانة اذا رشحت ميشال عون" .