لا يمكن اعتبار أيّ إشكال مستعصياً طالما إنّ حدوده احترام قدسية "أرض الملعب" بالنسبة للّاعبين وأعضاء الجهازَين الفنّيين والحكّام. أمّا أن يتخطّى الموضوع أمنَ هؤلاء الأطراف الثلاثة، فالمشكلة واضحة. إشكال ديك المحدي الذي أعقبَ لقاء هوبس والشانفيل أعادَ إلى الأذهان صوَراً سيّئة لمشجّعين يقتحمون أرض الملعب ويحاولون الاعتداء على اللاعبين.صحيح أنّ ملعب "ديك المحدي" كان مسرحاً للإشكال الذي وقعَ بعد نهاية مباراة الشانفيل وضيفه هوبس. إلّا أنّ الأمر يتخطّى مسألة الزمان والمكان وأصبح بحلقةٍ مترابطة من الأخطاء والتراكمات.
الإشكال الذي وقعَ بدأ بتلاسُن بين لاعبَين، هما عزّت قيسي ومارك كورجيان حيث قيل إنّ الاوّل توجّه بالشتائم الى الثاني، ما حدا بكورجيان الى القيام بردّة فعل.
هنا تدخّلَ اللاعبان من الطرفين لتهدئة الأمور، لكنّ بعض مشجّعي الشانفيل اقتحموا أرض الملعب ومِن بينهم أعضاء رسميون في رابطة الجمهور، وحاوَلوا الاعتداء على قيسي، فيما رمى البعض الآخر أجساماً غريبة على ارض الملعب، ما تسبّبَ بإصابة لاعب هوبس مروان زيادة الذي لم يكن له "لا ناقة لا وجَمل" بالإشكال من الاساس، فنُقل زيادة الى المستشفى حيث احتاج لـ 28 قطبة في الرأس.
الإشكال كاد يتطور بعدما حاصَر بعض المشجّعين الجهة التي يَصعد منها اعضاء فريق هوبس من غرفة الملابس الى الملعب. لكنّ تدخّلات ومناشدات من هنا وهناك، هدّأت من روع المشجّعين الغاضبين ليغادر فريق هوبس بأمان رغم تعرّضِه لبعض المضايقات.
بطولة لبنان تُعتبَر الاقوى هذا الموسم وتَشهد مباريات متقاربة جداً. ولتجَنُّب الفلتات المؤذية والباهظة الثمن، بات الاتّحاد مدعوّاً الى فرض هيبته وتفعيل عمله لأنّ سياسة المراعاة لا تَسمح لبطولة من هذا النوع بأن تتجنّب الألغام المحيطة بها.
كما أنّ على الأندية إظهارَ حِسّ المسؤولية ووقْفَ سياسة الاعتراض الدائم، مع حقّها في رفع الصوت لكنْ من دون الخروج عن الإطار المنطقي أي اقتحام الملعب أو التوجّه نحو الحكّام لأنّ "أرض الملعب" مقدّسة ولم يعُد جائزاً اقتحامُها لا من جمهور ولا من إداريين.
الشانفيل يَعتذر ويتحرّك
مسؤولية الناديَين المعنيَين أي الشانفيل وهوبس كانت عالية، حيث أصدرَ نادي الشانفيل بياناً جاء فيه: «إنّ نادي المريميين الرياضي شانفيل يأسَف كلّ الأسف للأحداث التي وقعَت مع نهاية المباراة، ويَستنكر استنكاراً شديداً لتعرّضِ البعض من المشجّعين لفريق هوبس، ويؤكّد العمل وبشكل فوري على اتّخاذ إجراءات صارمة بحقّ كلّ مَن شاركَ في الإشكال.
وعليه، قرّرت اللجنة الإدارية وبشكل فوري حلَّ رابطة الجمهور في النادي، على رغم أنّ من تَسبَّب بالأحداث هم قلّة لا يتجاوز عددُهم أصابعَ اليد الواحدة. وستبدأ اللجنة الإدارية المباشرة بإعادة تنظيم شامل لرابطة جمهوره، لا سيّما وأنّ نادي الشانفيل وجمهوره كانوا دائماً قدوةً ومثالاً في الانضباط والتشجيع الحضاري، وهي لا تَرضى أبداً التعرّض لأيّ كان.
من هنا فإنّ إدارة نادي الشانفيل تتمنّى الشفاء العاجل للّاعب الخلوق مروان زيادة، وتتقدّم بالاعتذار من إدارة ولاعبي الهوبس، وهي تؤكّد أنّها تحت سقف القانون، وهي تتمنّى على الاتحاد إجراءَ تحقيق شفّاف في كلّ مجرَيات المباراة، لا سيّما وأنّ مَن أطلقَ شرارةَ ما حصَل هو أحد لاعبي هوبس عبر شتمِه واستفزازه للاعبي الشانفيل، ما أشعلَ الأمور، (مع تأكيدنا أنّ الفعل لا يبرّر أبداً ردَّ الفعل)، وذلك بعد أن كانت كلّ الأمور عاديّة عند نهاية المباراة.
وجاء في ختام البيان: عليه، نأمل في أن تكون الإجراءات التي أخذتها اللجنة الإدارية بحق رابطة مشجّعي النادي وبالسرعة القصوى قدوةً لكلّ عائلة كرة السلة إلى إجراء نَقدٍ ذاتي، لأنّ كلّ التجارب السابقة بَرهنَت أنْ لا خيمة فوق رأس أحد.
بينما قال رئيس نادي هوبس جاسم قانصو إنّ "الإشكال لن يؤثّر على علاقة الناديَين، واستغربَ تصرّفَ الجمهور الذي لم يعتَد منه على مثلِ هذه التصرّفات، خصوصاً أنّه يَتبع لصرحٍ تربوي كبير. ودعا الاتّحاد إلى وجوب تطبيق القوانين، ولَملمة ما يمكن أن يُلملمه، فالبطولة في خطر، ويجب ضبط الأمور، حفاظاً على اللعبة وهيبة اللاعبين والحكّام الذين يتعرّضون لضغط كبير".
موضوع الأداء التحكيمي يجب أيضاً تصويبُه، فحجمُ الاعتراضات باتَ كبيراً وسيَزيد من الحَملِ على الحكّام أكثر ممّا هو كبير، ولذلك حصل أمس الأوّل اجتماع في الاتّحاد بين الحكّام الدوليين وممثّلي الأندية غابَ عنه ممثّل نادي بيبلوس فقط، وذلك لتوضيح بعض الأمور المتصلة بهذا الشأن.
إتّحاد السلّة يعاقب الشانفيل وهوبس
عَقد اتّحاد اللعبة جلسةً طارئة أمس لاتّخاذ قرارات حاسمة بعد إشكال ديك المحدي، وتَقرّر توقيف الجمهور مباراتين، بالإضافة إلى توقيف لاعب هوبس عزّت قيسي مباراتين، ولاعب الشانفيل مارك كورجيان مباراة واحدة وتغريمهما.
ويتّجه الاتّحاد للاستعانة بمراقب أجنبي لمتابعة عمل الحكّام وتقييمهم ووضعِ الخطَط المناسِبة لعَملهم.
(الجمهورية)