كتبت صحيفة "البلد" تقول: "التيار الوطني الحر" استنفر سياسياً كما بدا في جولاته لتسويق إعلان معراب، والحلفاء منقسمون بين صامت وحذر ومرحّب ومؤيّد، فهل تبت الكتل خياراتها قبل الثامن من شباط؟ 


ولكن سُجلت امس حقيقة دامغة: السعودية تُبلغ المعنيين الفرنسيين مجددا ان "الفيتو" على المرشح العماد ميشال عون للرئاسة الاولى مستمر . 


"فيتو" يعيد اللعبة الرئاسية الى المربع الاول، فالمملكة التي تعتبر لبنان ساحتها، ستجد من يقطع الطريق على عون وحتى على الجلسة بسهولة، واول الغيث سيأتي من موقف كتلة المستقبل بعد لقاءات الرياض التي اعادت تأكيد ترشيح النائب سليمان فرنجية . 


وفي الخارج ايضا وقبل لقاءات روما، عقد الحريري لقاء مع النائب سامي الجميل في باريس الاثنين الماضي تناول الاستحقاق الرئاسي وتطوراته واتجاه رئيس حزب القوات سمير جعجع لترشيح عون. وابلغ الجميل الحريري، ان "الكتائب" ليست في وارد انتخاب رئيس من 8 آذار الا في حال قدم ضمانات علنية تتصل بالتزام مشروع سياسي وطني من ضمن مبادئ ثورة الارز. 


اما حراك الداخل فشهد بدوره زخما ملحوظا في ضوء حركة الوزير جبران باسيل في اتجاه الافرقاء لشرح ابعاد التقارب المسيحي الذي أفضى الى "إعلان معراب" ،فحطّ امس في الصيفي قبل ان يزورها لاحقاً وزير الاتصالات بطرس حرب، وأكد باسيل "اننا معنيون جدا بان نصنع اتفاقا قائما على اسس سياسية واضحة، تسمح لنا ان نلعب دورنا الكامل وان نرسي شراكة لا تستثني احداً". ومن خلدة وجه باسيل حيث التقى النائب طلال ارسلان رسالة الى "المراهنين" على "فرط" عقد فريق "8 آذار"، بالقول "اي رهان على خلخلة وحدة فريقنا السياسي سيكون خاسراً". 


رئاسياً ايضاً أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان "ترشيح عون لم يكن ردة فعل صبيانية أو ردًّا على الحريري لترشيحه فرنجية". واشار جعجع في مقابلة متلفزة امس الى ان "صفة عون التمثيلية اكبر بكثير من فرنجية ويشبهنا".
وشدد على ان "الامر الحاسم بترشيح عون هو اننا وصلنا الى ترشيح فرنجية وهناك قناعة كاملة بالخطوة التي قمنا بها ولم تكن ردة فعل ولكن ترشيح فرنجية للرئاسة دفعنا أكثر الى هذا الاتجاه". 


وفي عين التينة ايضا ، حضر ملف التعيينات خلال زيارة نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل للرئيس بري، وبدا لافتا قوله انه جاهز لتقديم الاسماء عند ادراج ملف التعيينات على جدول أعمال الحكومة، لافتا الى ان كل المكونات السياسية متعاونة ولا عراقيل. بيد ان جهوزية الملف لا تعني اقراره سريعا ما دام لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، بسبب غياب رئيس الحكومة تمام سلام عن البلاد اعتبارا من امس بعدما توجه الى بروكسل.