بغض النظر عن الموقف المبدئي من الموضوع كله، وعن رأيي في ما جرى وفي كيف كان يمكن أن يتفق كل جماعة ١٤ آذار مع وليد جنبلاط ونبيه بري على مرشح تسوية مسيحي وسطي مقبول،  هنا تقدير أولي براغماتي عن الفرق بين ترشيحي كل من سعد الحريري وسمير جعجع: ١- الحريري رشح فرنجية من تحت الطاولة أي من وراء ظهر حلفائه المسيحيين وحتى من دون علم جماعته في تيار المستقبل ومن دون إعلان رسمي وبلا برنامج سياسي ولا نقاط مشتركة حتى...  جعجع رشح عون من فوق الطاولة أي بعد مشاورات ونقاشات علنية داخل المجتمع المسيحي وعلى امتداد كل لبنان وببيان رسمي فيه اتفاق على برنامج سياسي للحكم مضمونه موافق لثورة الأرز (وهذا تعبير يشمل ١٤ آذار والعونيين معًا) . ٢- ترشيح الحريري لفرنجيه لا يعطي الشيخ سعد أي مكسب بل هو ضعضع تياره وجماعته السنية أولًا  وفكك تحالفاته في ١٤ آذار ثانيًا ولم يكسب بالمقابل تأييد خصمه حزب الله ولا حتى نبيه بري ثالثًا... بينما ترشيح جعجع لعون أكسبه المجتمع المسيحي أولًا، ولن يضعف من تأييد قطاع سني كبير له ثانيًا، كما أنه يفتح له باب مغازلة قسم من الشيعة ثالثًا. ٣- ترشيح الحريري لفرنجيه أحرج ١٤ آذار للأسباب السابقة ولم يحرج حزب الله ... بينما ترشيح جعجع لعون وضع حزب الله في الزاوية وأمام امتحان كشف حقيقة موقفه من الانتخابات. ٤- الحريري رشح فرنجيه تحت تأثير تقدير سعودي واهم وخاطئ عن وجود صفقة إيرانية أميركية تشمل سورية ولبنان ونتيجتها فرض انتخابات عندنا وبقاء الأسد في الحكم، في حين أن تقدير جعجع أنه لا صفقة ولا جوائز ترضية وأن الوضع أكثر تعقيدًا وأن لا انتخابات ولا من يحزنون في المدى المنظور. وهذه طبعًا هي أهم نقطة في كل الموضوع.