لا شك أن وسائل الإتصال الحديثة مرئية ومسموعة ومقروءة تعتبر محركاً رئيسياً لسلوك الفرد.
حيث إن السلوك يشمل كافة الأنشطة التي يقوم بها الكائن البشري من أفعال وأقوال وأفكار تكون مدفوعة بمحركات وراثية (بيولوجية) ومكتسبة، تتمثل في الدوافع والغرائز والحاجات النفسية، فإن مشاهدة البث الفضائي بما في ذلك المسلسلات المدبلجة تعتبر سلوكا مدفوعا ببعض تلك المحركات..
بدأت رحلة الدراما التركية في العالم العربي منذ العام 2007، لعل من أهم أسباب انتشار هذا النوع من المسلسلات هو الطابع الاجتماعي الذي تعكسه، وفحوى العلاقات الأسرية التي تجمع الأفراد في المسلسل والتي تشبه إلى حد كبير واقع المجتمعات العربية.
بالإضافة إلى ذلك لا يمكن إنكار دور اللهجة السورية المألوفة في العالم العربي، واستبدال اسماء الشخصيات التركية بأسماء عربية مما سهّل وصول هذا المنتج لعدد أكبر من المشاهدين.
ولا يمكننا أن ننسى المسلسلات الهندية التي إجتاحت لبنان و العالم العربي والتي إنتشرت بشكل كبير وأصبح الجميع يتابع هذه المسلسلات .
من هنا أصبح كل صاحب قناة يريد الربح فيأمر بعرض المسلسلات الهندية وبذلك تصبح ألقناه صاحبة أعلى مشاهدات أكثر من السابق وهذا يسمح لأصحاب الشركات والإعلانات بوضع إعلانات.. يتضح مما سبق أن الجمهور العربي يرى أن الأوضاع العربية السيئة في بعض الأقطارهي التي تؤدي إلى محاولة الهروب من الواقع والبحث عن شيء يحقق الارتياح ولو بطرق غير واقعية مثل متابعة برامج القنوات الفضائية والمسلسلات.
لعل الحديث عن هذه الظاهرة بأبعادها المختلفة يطول ويختلف حسب القضايا المتعلقة بها.
لكن مما لا شك فيه، هو أن الربح المادي الذي يسيّر معظم القنوات العربية وشركات الإنتاج، بدأ باتخاذ قوالب متعددة تؤثر على المجتمعات والسياسات والعلاقات الدبلوماسية بين الدول، وهذا لا ينطبق فقط على الوطن العربي بل هو حال المجتمعات في كل مكان تبعاً لتعدد مصادر المعلومات وتوفر سيل ضخم من القنوات التي تحمل رسائل متنوعة وبكل اللغات..