نشرت مجلة "سلايت" الفرنسية تقريرا حول دور "حزب الله" في الصراع السوري، وقالت إن هذا الحزب شهد تراجعا كبيرا في شعبيته، سواء في لبنان أو الشرق الأوسط.

 

وقالت المجلة، في تقريرها إن "حزب الله" الذي تأسس قبل ثلاثة عقود يشهد تغيرا في موقعه في المشهد السياسي اللبناني والإقليمي في الفترة الأخيرة، حيث إن 70 في المئة من سكان المنطقة، والعديد من الحلفاء السابقين لـ"حزب الله" مثل "حركة حماس"، لم يعودوا ينظرون لهذا الحزب على أنه نموذج للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ونقل التقرير عن "ديديي لوروا"، الباحث الفرنسي قوله: "من الواضح أن حزب الله لم يعد يتمتع بالشعبية ذاتها التي كان يتمتع بها في سنة 2006، وقد تغيرت الأمور كثيرا خلال السنوات الثلاث الأخيرة في لبنان، حيث تعرض الحزب لانتقادات لاذعة بسبب قراره الأحادي بالتدخل في سوريا".

كما نقل التقرير عن لقمان سليم، الناشط السياسي الشيعي اللبناني، قوله إن "حزب الله يستغل عامل الخوف لدى اللبنانيين من أجل الحد من تدهور شعبيته، وقد استفاد كثيرا من صعود تنظيم الدولة الذي ارتكب مجازر بشعة ضد الأقليات والأجانب في سوريا".

وذكر التقرير أنه رغم تمسك "حزب الله" بدعاية التخويف من التكفيريين، ورغم أن 79 في المئة من الشيعة يساندون تدخله في سوريا، 81 في المئة من عامة اللبنانيين يعتقدون أنه يجر البلاد نحو وجهة خاطئة، و50 في المئة من اللبنانيين يعتقدون أن تدخله العسكري في سوريا كان له تأثيرات سلبية على العلاقات بين الطوائف في لبنان.

وأشار التقرير إلى تزايد الامتعاض داخل الأوساط الشعبية في لبنان من دور "حزب الله" في سوريا، بالإضافة إلى أزمة النفايات في الصيف الماضي، التي أدت إلى اندلاع احتجاجات ضخمة في بيروت ضد غياب دور الحكومة.

وأورد التقرير أن أغلب التقديرات تشير إلى أن تكلفة مساندة الحزب لبشار الأسد بلغت إلى حد الآن ما بين 1200 و1500 قتيل، من أصل 5000 من مقاتلي "حزب الله" الذين التحقوا بصف الأسد منذ سنة 2012، أي ما يعادل الربع.

كما ذكر التقرير أن "حزب الله" لم تعد له القدرة على الاستقطاب من داخل الأوساط الشيعية كما كان يفعل في الماضي، لذلك التجأ في الفترة الأخيرة إلى تجنيد بعض الفلسطينيين من سكان مخيم اليرموك في سوريا، وبعض السنة من الطبقات الأكثر فقرا في صيدا وطرابلس في لبنان، وهو ما يعكس تراجع الدعم الشعبي له بين الأوساط الشيعية، وفي الوقت ذاته رغبته في الحد من الخسائر في صفوف مقاتليه المحترفين.

كما نقل التقرير عن ديديي لوروا، قوله إن "أهم خسارة لحقت بحزب الله من تدخله إلى جانب نظام الأسد هي خسارته "لسبب وجوده"، وهو المقاومة ضد إسرائيل، وهو ما سيؤدي في المستقبل إلى تراجع قوة هذا الحزب الذي تعصف به انقسامات داخلية كبيرة؛ لأنه يخوض حربا ضد مقاتلين عرب ومسلمين وليس ضد الجنود الصهاينة".

وأشار التقرير إلى أن أحد أخطر تأثيرات تدخل "حزب الله" في سوريا، هي تعميق الشعور الطائفي وتفوقه على الانتماء الوطني في المنطقة، بما يخدم مخططات إيران الإقليمية ومساعيها لقيادة محور شيعي.

(عربي 21 )