قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في رسالة وجهها للرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء، إنه يجب التأكيد على أن إيران "دفعت تكاليف باهظة" في الاتفاق النووي مع القوى العالمية، محذرا في الوقت نفسه، من " نقض أمیرکا لعهودها"، على حد تعبيره.
ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية، فقد أعرب خامنئي في رسالته عن "ارتياحه لما أثمر عنه صمود الشعب الإيراني بوجه الحظر الجائر الذي فرض عليه، وتراجع الأطراف الأخرى أمام جهود العلماء النوويين والفريق النووي المفاوض"، داعيا إلى "عدم الغفلة عن خدع أميركا".
وبموجب الاتفاق النووي الموقع بين إيران ومجموعة 5+1 في 14 يوليو 2015 والذي دخل حيز التنفيذ السبت رفعت العقوبات الأميركية والأوروبية "جزئيا" عن طهران.
ودعا المرشد الأعلى أيضا إلى "الانتباه إلى الطرف المقابل وأن يعمل بتعهداته بشكل كامل"، مضيفا أن "تصريحات السياسيين الأميركيين في الأيام القليلة الماضية كانت بشكل كامل تبعث على الشك".
ويقول مراقبون إن تصريحات خامنئي حول التكاليف الباهظة التي دفعتها إيران في هذا الاتفاق تتمثل في تقديمها تنازلات كبرى مقابل دفع مئات المليارات على الاتفاق النووي، حيث التزمت طهران بتجميد قدراتها لتخصيب اليورانيوم والخضوع لمراقبة أنشطة التخصيب النووي لمدة 10 سنوات قادمة.
كما أنها تخلصت من مخزون اليورانيوم المخصب حيث نقلته إلى روسيا ودول أخرى، بينما التزمت إيران بموقع تخصيب وحيد وبنسبة محدود جدا.
من جهة أخرى استمرت العقوبات الأميركية الخاصة باتهام إيران بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان وبرنامج طهران الصاروخي، مما حدا بالمرشد أن يجدد التأكيد على عدم ثقته بالأميركيين.
وحسب الاتفاق، ستخضع طهران لعمليات تفتيش خاصة بإمدادات اليورانيوم لمدة 25 عاماً، كما أنها منعت من تخصيب اليورانيوم فوق معدل 3,67% لمدة 15 عاماً.
ومن التنازلات الأخرى قيام إيران بتخفيض مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب من 10 آلاف كيلوغرام إلى 300 كيلوغرام والالتزام بعدم بناء أي منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاماً.
العربية