بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان إنتهى زمن الوصاية السورية لتحل محلها الوصاية الإيرانية من خلال تحكم حزب الله بالمفاصل الأساسية في البلد بقوة الأمر الواقع الذي فرضته المنظومة العسكرية الهائلة التي يمتلكها تحت شعار محاربة إسرائيل حتى تحرير القدس.
وانسياقا مع هذا الواقع جاء قرار إخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة المدان في قضية مرتبطة بنقل متفجرات من سوريا إلى لبنان لتنفيذ اعمال تفجير واغتيالات لشخصيات من كل الأطياف. ليثبت ان لبنان بات تحت وصاية حزب الله ومن خلفه إيران.
وأن البلد تحت السيطرة. بحيث لم يعد هناك سلطة لبنانية مستقلة وخارج نفوذ الحزب.
ويعطي تفسيرا واضحا لكلام النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة ان سعد الحريري شخص /غير مرغوب فيه /في لبنان.
والحدث مر مرور الكرام على الرغم من خطورته الشديدة ومما يخفيه من نوايا مبيتة. ولم يعد سرا من خلال اعترافات ميشال سماحة وما ظهر في الأشرطة المسجلة له وهو يسلم المتفجرات والمال إلى الشخص الذي كان مفترضا به تنفيذ الاغتيالات والتفجيرات أن رئيس النظام السوري بشار الأسد متورط في المخطط الإجرامي.
وكذلك اللواء علي المملوك مسؤول جهاز الأمن القومي الذي كان سماحة يتعاطى معه مباشرة او عن طريق مدير مكتبه.
وقد بات واضحا أنه بوضع لبنان تحت وصاية حزب الله أصبح ممنوع على الرئيس سعد الحريري حتى الذهاب إلى حد القبول بترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
مع ان فرنجية هو في صلب فريق الثامن من آذار الذي يقوده حزب الله فضلا عن أنه يعتبر صديقا شخصيا لبشار الأسد.
إذ ان المطلوب استمرار الشغور الرئاسي حتى يحين الوقت الذي يقرر فيه حزب الله الإتيان برئيس للجمهورية.
هذا في حال كان يريد بالفعل إنهاء الفراغ الرئاسي. ذلك انه هناك رغبة ايرانية واضحة في تعديل النظام في لبنان بما يضمن لطهران التحكم بالبلد ومصيره من جهة.
والتفاوض مع /الشيطان الأكبر / الأميركي في شأن الرئاسة اللبنانية من جهة أخرى.
فلبنان لم يعد سوى ورقة في جعبة طهران ويعتبر جائزة الترضية على ضوء توقيعها الاتفاق النووي مع الدول الغربية. وعلى العالم الاعتراف بذلك والرضوخ له.
فمن يعرف ميشال سماحة يعرف تماما ان الرجل لا يمثل أي حيثية وهو ليس اكثر من أداة صالحة للإستخدام تنفيذا لأغراض معينة.
وعملية إطلاق سراحه هي بمثابة إعلان رسمي بتأكيد الوصاية الإيرانية على لبنان