فَعَلها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعد طول تمهيد، فإنسحب من السباق الرئاسي متبنّياً ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في لقاء تاريخي شهدته معراب التي وطأها عون للمرة الأولى.
حيث باتت الكرة، في رأي المراقبين، في ملعب ثلاثة: الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، فيما رئيس مجلس النواب نبيه برّي ينتظر ما ستؤول اليه حصيلة المواقف ليبني على الشيء مقتضاه...
بدءا من اليوم حصر التنافس الرئاسي بين عون من جهة، ورئيس " تيار المردة" النائب النائب سليمان فرنجيه من جهة اخرى، بعد انسحاب جعجع من خوض معركة الرئاسة كمرشح لقوى 14 آذار وتخلي الرئيس سعد الحريري عنه وتشجيع فرنجيه على الترشح...
مما لا شك فيه أن هذه الخطوة حالة تأسيسية ، وإنتصار كبير لأكبر فريقين مسيحيين في لبنان، وخطوة تكتيكية لمرحلة جديدة يأمل الجميع أن تفتح الطريق أمام حلحلة العقد، وخطوة إيجابية على طريق الوفاق الوطني.. فللمرة الأولى منذ مدة، تلقينا خبراً سارا، طال إنتظاره، ولكن، كما يقال: " صبرنا ونلنا "..
فتبني جعجع ترشيح عون للرئاسة، يساعد، نوعاً ما ، على فتح صفحة بيضاء جديدة، ترسم عليها خارطة جديدة لمرحلة يأمل الجميع أن تكون بداية لحلحلة العقد، ويساعد على توسيع القاعدة الشعبية للطرفين..
من هنا.. إن الخطوة التي قام بها سمير جعجع يمكن أن تخلق نموذج جديد لإعادة بناء لبنان مما لا شك فيه ، إن الخطوة التي قام بها جعجع أمس، لن تنال "رضى" كافة الاطراف السياسية. فهل ستستجيب قوى 14 آذار لدعوة جعجع بتبني ترشيح عون للرئاسة؟ وهل "تحصّن" الطرفين المسيحيين جيداً لمواجهة تداعيات وردات الفعل حول هذا الإعلان؟ سؤال يطرح نفسه، لا سيما أن كثيرين يعتبرون ان الخاسر الأكبر والفوري من هذه الخطوة هو تيار المستقبل...
لاميتا حركة