قُضيَ الأمر. أضحى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون مرشح «معراب» لرئاسة الجمهورية وفق ما أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مساء أمس وسط أجواء احتفائية عارمة استهلّها باستقبال حزبي حافل أعدّه للضيف الرئاسي واختتمها برفع نخب عون مرشحاً «قواتياً» لسدة الرئاسة الأولى. غير أنّ النشوة العونية لم تكد تكتمل بانتزاع تنازل جعجع عن سدة الترشيح إلى الرئاسة الأولى، حتى جاء الرد الرئاسي صريحاً ومقتضباً من مرشح التسوية رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية بقوله لـ«المستقبل» ليلاً: «لن أتراجع»، مؤكداً بعد زيارته بكركي أنّ لقاءه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي كان «جيداً جداً»، وأردف موضحاً إثر اللقاء: مستمر بترشّحي للرئاسة.. و«اللي بدّو منّي شي بيعرف عنواني».

وإذ باتت أوراق «الاقتراع» مكشوفة على الطاولة بين ثلاثة من الأقوياء الموارنة الأربعة، تحت وطأة إقدام جعجع على «نكران الذات» لصالح عون في مقابل استمرار فرنجية في ترشّحه بغض النظر عن المشهدية الرئاسية في معراب، يبقى أن يحدد حزب «الكتائب اللبنانية» موقفه وتموضعه الرئاسي بين الرابية وبنشعي بحيث أكدت مصادر 

كتائبية لـ»المستقبل» أنّ رئيس الحزب النائب سامي الجميل دعا الكتلة النيابية الكتائبية إلى اجتماع يُعقد غداً لاتخاذ الموقف المناسب إزاء المستجدات الرئاسية. علماً أنّ جعجع اتصل ليل أمس بالجميل وناقش معه تطورات الملف الرئاسي في ضوء ترشيحه عون.

عون في معراب

وكان النهار العوني الطويل في معراب أمس قد بدأ بزيارات ولقاءات تمهيدية تسلسلية بدأها النائب ابراهيم كنعان ثم رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل قبل أن يخرج جعجع ليستقبل مساءً عون عند مدخل مقر معراب بعد أن اكتمل النصاب الحزبي «القواتي الوطني الحر« في المقر، فترافقا إثر اجتماع ثنائي إلى قاعة الاجتماعات ليعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله جعجع بكلمة أعلن فيها تبني «القوات» ترشيح عون لرئاسة الجمهورية باعتبارها «عملية إنقاذ غير اعتيادية حيث لا يجرؤ الآخرون» يعتزم خوضها «مهما كان ثمنها».

وإثر انتهاء جعجع من تلاوة كلمته المكتوبة والتي ضمّنها تذكيراً بعشر نقاط رئيسية وردت في ورقة «إعلان النوايا» (ص 2)، بادر عون إلى إلقاء كلمة مرتجلة شكر فيها «القوات» على دعم ترشيحه مشدداً على وجوب عدم نسيان الماضي بين الجانبين «كي لا نكرره»، وقال: «الورقة السوداء انتهى دورها ويجب حرقها ولنضع كل ذلك في ذاكرتنا فقط»، متمنياً «في هذا اليوم التاريخي» كما وصفه أن يصل إلى سدة الرئاسة الأولى «بالإجماع ولو لمرة واحدة» مع الإشارة إلى إدراكه أنّ ذلك بمثابة «المستحيل».

وقبل معراب، كان عون قد زار بكركي حيث أدلى بتصريح صحافي مقتضب بعد لقائه البطريرك الراعي أشار فيه إلى أنه حمل «خبراً ساراً لغبطته»، وأضاف: «تمنّوا لنا الخير ونحن بدورنا نتمنى لكم الخير».

أما بعد معراب، فتوجه عون برفقة باسيل إلى جامعة الروح القدس في الكسليك مشيراً إلى أنه يبحث «عن الحلول للمستقبل» بعدما كان «حاضرنا سيئاً وأمسنا سيئاً» حسبما عبّر إثر لقاء رئيس عام الرهبنة المارونية اللبنانية الأباتي طنوس نعمة.