احتفلت الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم أمس ببدء تنفيذ الإتفاق النووي مع الولايات المتحدة الامريكية والغرب وحققت إيران إنجازا دوليا أدى لرفع العقوبات الاقتصادية عنها وبالتالي دخلت من جديد إلى مجالها الاقتصادي العالمي . لا شك أن إيران كدولة حققت نجاحا استثنائيا واستطاعت الديبلوماسية الإيرانية الوصول إلى الغايات التي أرادتها إيران كدولة لها مصالحها في السياسية والاقتصاد وقد وصلت إلى ما تريد وها هي تحتفل اليوم بهذه الإنجازات .
ومع ما شهدناه من الحرص الإيراني على إنجاز هذه الإتفاقات والسير بها إلى نهايتها السعيدة، ومع خروج إيران من سطوة العقوبات الاقتصادية نلاحظ الحرص الإيراني على المصالح والمكتسبات ونشاهد القومية الايرانية الفارسية في مقاربة المصالح الإيرانية، وهذا من حق إيران دون شك .
إلا أن مقاربة بسيطة لعلاقات إيران بمحيطها العربي ومع الشيعة العرب تحديدا نرى إخفاقات إيرانية في التعامل مع الشيعة العرب أدت وما زالت تؤدي إلى توريط الشيعة بمشاكل سياسية وعقائدية في أوطانهم، وكان ثمة خسائر فادحة دفع ثمنها الشيعة العرب في حين تواصل إيران المحافظة على مصالحها بشتى الوسائل إن كان الشيعة العرب قرابين للوصول إلى المصالح الداخلية لإيران .
من العراق إلى اليمن والبحرين والسعودية ولبنان وسوريا، كانت إيران وما زالت تتصدر لائحة المحرضين للشيعة على مستوى العالم العربي تماشيا مع أهدافها ومصالحها واستطاعت ان تستخدم سطوتها في بعض الدول إلا أنها فشلت في أمكنة أخرى، وتركت الشيعة لأقدارهم بعد الغلو في سياسة الإبتزاز والتحرض وذلك حرصا على مصالحها الاستراتيجية، ليتبين فيما بعد أن الشيعة العرب لم يكونوا سوى قرابين تضحية للوصول الى المصالح الإستراتيجية لإيران وبالتالي من السهولة أن يترك هؤلاء ضحايا لقدرهم وضحايا المستنقعات السياسية التي فرضتها عليهم السياسة الإيرانية .
إن السلام الإيراني الأمريكي بعد تطبيق هذا الإتفاق لم يأت فقط بتضحيات الدبلوماسية الايرانية، وإنما جاء أيضا بتضحيات كبيرة قدمها الشيعة العرب على امتداد الوطن العربي، وكان هؤلاء الشيعة من المساهمين الأساسيين في وصول إيران إلى هذه النهايات السعيدة وقد استطاعت إيران استغلال الموقف الشيعي العربي بشتى الإتجاهات لتصب جميعها في خدمة السياسية الإيرانية، وإن مساهمة الدم الشيعي في سوريا والعراق ولبنان مساهمة سيجلها التاريخ وستحكي عنها الاجيال القادمة .
علي مهنا